علامة طهر المرأة
من الحيض
روى البخاري (326)عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: «كُنَّا
لاَ نَعُدُّ الكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ شَيْئًا».
ورواه أبو داود (307)بلفظ«كُنَّا لَا نَعُدُّ الْكُدْرَةَ،
وَالصُّفْرَةَ بَعْدَ الطُّهْرِ شَيْئًا».
في هذا الحديث من المسائل الفقهية:
1-أن انقطاع الحيض يعرَفُ بالطُّهر .
والطُّهرُ هو الجفاف ،والقَصَّة البيضاء . قال النووي رحمه الله في «المجموع»(2/543): عَلَامَةُ
انْقِطَاعِ الْحَيْضِ، وَوُجُودِ الطُّهْرِ:أَنْ يَنْقَطِعَ خُرُوجُ الدَّمِ وَخُرُوجُ الصفرة
والكدرة ،فإذا انقطع طهرت، سَوَاءٌ خَرَجَتْ بَعْدَهُ رُطُوبَةٌ بَيْضَاءُ أَمْ
لَا .اهـ.
فمن وجدتْ إحدى العلامتين الجفاف ،أو القصَّة البيضاء
فقد طهرَت .
قد يحصلُ أحيانًا جفاف للمرأة ،ثم بعد ذلك ترى صفرةً
أو كدرة هذا لا يعدُّ حيضًا ،ولا أثر له .
وأيُّ واحِدَةٍ من العلامتين وجدتْها المرأةُ أوَّلًا
فهو طُهرُهَا لهذا الحديث .
وبعضُ النساء تجد الجفاف ،ومع ذلك تنتظر نزولَ
القَصَّة البيضاء ،وهذا خطأ لأن الطُّهرَ قد يكون بالجفاف .
فمتى وجدت ذلك وجب عليها أن تصلي .
2-ويدل الحديث :أن الصُّفرة والكُدْرَةَ في آخر
الحيض من الحيض.
فما كان متَّصِلًا بالحيض فهو من الحيض ،والمراد بذلك
أن تراه المرأةُ قبل علامة الطهر ،فهذا من الحيض.
والقصة البيضاء:هِيَ بِفَتْحِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ الصَّادِ
الْمُهْمَلَةِ وَهِيَ الْجِصُّ شَبَّهَتْ الرُّطُوبَةَ النَّقِيَّةَ الصَّافِيَةَ
بِالْجِصِّ.«المجموع»(2/389).
والصُّفْرة:لونٌ كالصَّديد يعلوه صُفْرة.
والكدرة:لونٌ بنِّي كالماء الوسخ .
هذا وبالله التوفيق .