جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 1 سبتمبر 2016

(88)سِلْسِلَةُ الفَوَائِدِالعِلْمِيَّةِ والمَسَائِلِ الفِقْهِيَّةِ

                فضل عشر ذي الحجة

قال تعالى :{ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} .

الأيام المعلومات :عشر ذي الحجة .

وروى البخاري (969)عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟» قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: «وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ».

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟ فقال: "أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة"
قال ابن القيم :وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافيا كافيا فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة وفيهما يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية .
وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها وفيها ليلة خير من ألف شهر فمن أجاب بغير هذا التفصيل لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة.  المرجع  «بدائع الفوائد» (3/162)لابن القيم .
وقال الشيخ ابن عثيمين  في «مجموع فتاواه» (25/191).. حتى إن العمل في هذه الأيام أيام عشر ذي الحجة الأولى أفضل وأحب إلى الله من العشر الأواخر من رمضان، وهذا شيء غفل عنه الناس وأهملوه، حتى إن عشر ذي الحجة تمر بالناس وكأنها أيام عادية ليس لها فضل وليس للعمل فيها مزية .اهـ.
فهذه الأيام من أعظم الكنوز ينبغي التحلي فيها بالتقوى والمجاهدة في المسابقة إلى الخيرات والإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار وقراءة القرآن  والمحافظة على الصلوات وقيام الليل وتسخير اللسان في الخير والاندفاع إلى الآخرة .
عشر ذي الحجة تنبعث النفوس الطيبة إلى العبادة  فيها والفوز بفضلها وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .

والدنيا ذاهبة والآخرة مقبلة والرحيل قريب وإنما توعدون لآتٍ وما أنتم بمعجزين .