جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 25 يوليو 2016

(85)سِلْسِلَةُ الفَوَائِدِالعِلْمِيَّةِ والمَسَائِلِ الفِقْهِيَّةِ


                                                    الفواحش وبعض أنواعها

الفواحش: جمع فاحشة وهو ما اشتد وقبُح من الذنوب.

وقد جاء الشرع بالنهي عن ارتكاب الفواحش قال سبحانه :{ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي
 حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ  ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }.
وقال سبحانه :{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ 
سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}.
والسبب في الفواحش  هو الشيطان  فهو الذي يدفع إليها  ويؤزُّ الناس إليها كما قال سبحانه: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ 
بِالْفَحْشَاءِ﴾ [البقرة:268]. وقال: ﴿إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:169].
فالذي يدفع إلى الفواحش  -التي هي من عظائم الذنوب -هو عدو ابن آدم  وهو لا يأمر بخير .

من أنواع الفواحش

فاحشة الزنا
قال سبحانه : ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء:32].

نكاح زوجة الأب: ﴿وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [النساء:22].

قتل النفس التي حرم الله بغير حق  داخلٌ  في قوله تعالى :{ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ }.

ونجد في عصورنا  الاستهانة  بدم المسلم وعدم المبالاة بحرمة النفس المعصومة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

تعمُّد الكذب على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .روى البخاري (110)،ومسلم في مقدمة «صحيحه»
 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».
قال النووي رحمه الله في «شرح صحيح مسلم» (1/69)في سياق فوائد هذا الحديث  :فيه تعظيم تحريم الكذب  عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ,
 وأنه فاحشة عظيمة وموبقة كبيرة, ولكن لا يكفر بهذا الكذب, إلا أن يستحله, هذا هو المشهور من مذاهب العلماء ...الخ .
ومن الأمور التي عمَّت  وانتشرت في أوساط المسلمين رجالًا ونساء  ،صغارًا وكبارًا  نشر الأحاديث الضعيفة
والموضوعة وما لا أصل لها  في الكلام والرسائل على أنها صحيحة  وهذا حرام  وخطير جدًّا  يُخشى على صاحبه أن يدخل
في هذا الوعيد .
قال ابن حبان رحمه الله في «صحيحه» (1/220): فَصْلٌ ذِكْرُ إِيجَابِ دُخُولِ النَّارِ لِمَنْ نَسَبَ الشَّيْءَ إِلَى الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ 
وَسَلَّمَ، وَهُوَ غَيْرُ عَالِمٍ بِصِحَّتِهِ  ثم ذكر حديث أبي هريرة المذكور .
وتكلم على  المسألة العلامة الألباني رحمه الله في مقدمة «سلسلة الأحاديث الضعيفة» (1/51) وقال في آخر
كلامه :
فتبين مما أوردنا أنه لا يجوز نشر الأحاديث وروايتها  دون التثبت من صحتها، وأن من فعل ذلك فهو حسبه
 من الكذب على رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وقد قال صلى الله عليه وسلم :
"إن كذبًا عليَّ ليس كَكَذِبٍ على أحدٍ، فمَن كَذَبَ عليَّ متعمدًا فليتبوَّأ مقعده من النار".
رواه مسلم  وغيره.اهـ.

وقد زيَّن لهم  الشيطان  أعمالهم  فتوهَّمُوا أنه من التعاون والدعوة إلى الخير والبِرِّ وهو دعوة إلى الفساد والإفساد والإثم 
والعدوان ،وهذا من أعظم  المصائب  أن يكون سعيه منكرًا وهو يظنه حسنًا .قال تعالى:{ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُسُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا
 فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }.