جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 21 يوليو 2016

(104)مِنْ مَرْوِيَّاتِيْ عَنْ وَالِدِيْ العَلَّامَةِ الرَّبَّانِيْ مُقْبِل بنْ هَادِيْ الوَادِعِيْ رَحِمَهُ الله



قال يحيى بن أبي كثير: لا يستطاع العلم براحة الجسم.

أخرجه مسلم ( عقب رقم 61/175) في كتاب الصلاة، عندما استوعب طرقًا كثيرة لمتن حديث واحد.

 وكان الزهري يقول: من أراد العلم جملة فاته كله.

صدق حيث يقول: من أراد العلم جملة فاته كله؛ لأن من أراد أن يحصُل له العلم في عشرة أيام أو شهر أو سنة ثم يحصل له سآمة لا يستفيد شيئًا.
 فطالب العلم يجب عليه أن يوطن نفسه لطلب العلم، فإن لم يفهم اليوم فسيفهم غدًا، أو بعد غد إن شاء الله.

 ولا بد أن يصبر على الفقر، من أجل تحصيل العلم، فقد قال شعبة بن الحجاج: من طلب الحديث أفلس.


يحيى بن معين يقول: لما فارقت عبدالرزاق أتيت هشام بن يوسف، وكان على قضائها وكان رجلًا له نبل يلبس الثياب فقال: من أنت؟ قلت: أنا يحيى بن معين، قال: سمعت أنك أتيت أخانا عبدالرزاق، فما تصنع عند ذاك؟ قلت: الحديث يكتب عن جماعة، فقال: سماعنا وسماع عبدالرزاق قريب من السواء، فأردته على الحديث فأبى، وكان يصلي بهم في المسجد الصلوات كلها، فجئت إلى مسجده فقعدت فيه فكنت فيه ثلاثين يومًا لا أسأله شيئًا إلا أنه إذا دخل وخرج سلمت عليه، فلما كان بعد ثلاثين يومًا بعث إليَّ فقال لي: يا هذا إنما منعتك لأنظر أأنت من أصحاب الحديث، أو لست من أصحاب الحديث؟ قال يحيى: فقلت: والله أصلحك الله، هذا هو موضعي إلى قابل أو تحدثني أو لا يبقى معي شيء أتبلَّغ به، فقال: يا جارية، هاتي الزُبُل فكانت تخرجها إليَّ فأقعد في المسجد فاكتب منها حاجتي ثم يقرأ. (أخرجه عبدالرحمن بن أبي حاتم  في مقدمة« الجرح والتعديل»(1/316).