جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 22 مارس 2016

(62)سِلْسِلَةُ الفَوَائِدِالعِلْمِيَّةِ والمَسَائِلِ الفِقْهِيَّةِ


                                     الجدلُ وآدابه
الجدل نوعان
أحدهما :جدلٌ مذمومٌ قال تعالى : { هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا }.
وقال تعالى :{ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا }.
وقال سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} . [الحج:8].
وقال تعالى: { مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ }.
وقال تعالى: {فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} [يس:77].
وثبت عند أبي داود (3597)عن ابن عمر رضي الله عنهما: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ».وهو في الصحيح المسند لوالدي رحمه الله (755).
هذه ثلاثة أمور في الحديث والشاهد (وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ) .(وَهُوَ يَعْلَمُهُ) وهو يعلم أنه يخاصم على باطل هذا في سخط الله، وكيف يرجو الله من كان الله ساخطًا الله عليه.
(وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ رَدْغَةَ الْخَبَالِ) وهو عصارة أهل النار من القيح وما يسيل من الجروح.
قال هوعلى بدعة ،على معصية ،على حزبية ،اتَّهمه بما هو بريء منه هذا كبيرة من الكبائر. ومن هنا يُستفادُ التحري في الكلام في الناس والطعون فيهم ، والتحري في الأقوال التي تُنشر عن الناس .
وهذه الأدلة في ذمِّ الجدل ،وهو الذي يكون في باطلٍ وفي نصرة الباطل .

الثاني: جدلٌ محمود وهو ما كان في نصرة الحق وأهله قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ .[النحل:125].
وقال سبحانه: { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ }.
وهناك آداب للجدال المحمود في المجالس ،وبعضها عامة في المجالس وفي غيرها ذكرها الخطيب في الفقيه والمتفقه  :
1-ملازمة تقوى الله فإن الله يقول:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
2-يُخْلِصُ النِّيَّةَ فِي جِدَالِهِ , بِأَنْ يَبْتَغِيَ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى. لقوله تعالى :{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}.
3-لْيَكُنْ قَصْدُهُ فِي نَظَرِهِ إِيضَاحُ الْحَقِّ , وَتَثْبِيتُهُ دُونَ الْمُغَالَبَةِ لِلْخَصْمِ.
4-وَيَبْنِي أَمْرَهُ عَلَى النَّصِيحَةِ لِدِينِ اللَّهِ , وَلِلَّذِي يُجَادِلُهُ , لِأَنَّهُ أَخُوهُ فِي الدِّينِ , مَعَ أَنَّ النَّصِيحَةَ وَاجِبَةٌ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ .أخرج البخاري (57)ومسلم (56) عن جرير بنِ عَبْدِ اللَّهِ , يَقُولُ: «بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ».
وفي مناقب الشافعي وآدابه 247لابن أبي حاتم عن الشَّافِعِيِّ، يَقُولُ: مَا نَاظَرْتُ أَحَدًا فَأَحْبَبْتُ أَنْ يُخْطِئَ .والأثر صحيح.
5-وَيَسْتَشْعِرُ فِي مَجْلِسِهِ الْوَقَارَ , وَيَسْتَعْمِلُ الْهَدْيَ , وَحُسْنَ السَّمْتِ وَطُولَ الصَّمْتِ إِلَّا عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلَى الْكَلَامِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى , يَقُولُ: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ} [المؤمنون: 96].
6-قال الخطيب رحمه الله  في الفقيه والمتفقه :وَيَنْبَغِي أَنْ لَا يَتَكَلَّمَ بِحَضْرَةِ مَنْ يَشْهَدُ لِخَصْمِهِ بِالزُّورِ , أَوْ عِنْدَ مَنْ إِذَا وَضَحَتْ لَدَيْهِ الْحُجَّةُ دَفَعَهَا , وَلَمْ يَتَمَكَّنُ مِنْ إِقَامَتِهَا , فَإِنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى نَصْرِ الْحَقِّ إِلَّا مَعَ الْإِنْصَافِ , وَتَرْكِ التَّعَنُّتِ وَالْإِجْحَافِ .ثم ذكر أثرَ مالك برقم (2/679) ذلٌ وإهانة للعلم إذا تكلم الرجل بالعلم عند من لا يُطيعه.ورجاله ثقات .
قلت:وهذه الفقرة يُستفادُ منها أن يكون وراء الجدل فائدة وثمرة إما رجوع الخصم أو لهداية آخرين كما فعل ابن عباس رضي الله عنهما في مناظرته للخوارج ورجع منهم عددٌ كبير. وقصة مناظرته في كتاب والدي رحمه الله في الصحيح المسند .
وتكلم على المسألة الآجري رحمه الله في الشريعة(1/ 449) وحذَّرَ من الجدل وسرد بعض الأدلة والآثار ثم قال:فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَإِنْ كَانَ رَجُلٌ قَدْ عَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عِلْمًا، فَجَاءَهُ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي الدِّينِ، يُنَازِعُهُ فِيهَا وَيُخَاصِمُهُ، تَرَى لَهُ أَنْ يُنَاظِرَهُ، حَتَّى تَثْبُتَ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ، وَيَرُدَّ عَلَيْهِ قَوْلَهُ؟ قِيلَ لَهُ: هَذَا الَّذِي نُهِينَا عَنْهُ، وَهُوَ الَّذِي حَذَّرَنَاهُ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ .
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَمَاذَا نَصْنَعُ؟.
 قِيلَ لَهُ: إِنْ كَانَ الَّذِي يَسْأَلُكُ مَسْأَلَتَهُ مَسْأَلَةَ مُسْتَرْشِدٍ إِلَى طَرِيقِ الْحَقِّ لَا مُنَاظَرَةً، فَأَرْشِدْهُ بِأَلْطَفِ مَا يَكُونُ مِنَ الْبَيَانِ بِالْعِلْمِ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَقَوْلِ الصَّحَابَةِ، وَقَوْلِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. وَإِنْ كَانَ يُرِيدُ مُنَاظَرَتَكَ، وَمُجَادَلَتَكَ، فَهَذَا الَّذِي كَرِهَ لَكَ الْعُلَمَاءُ، فَلَا تُنَاظِرْهُ، وَاحْذَرْهُ عَلَى دِينِكَ، كَمَا قَالَ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ إِنْ كُنْتَ لَهُمْ مُتَّبِعًا.
 فَإِنْ قَالَ: فَنَدَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِالْبَاطِلِ، وَنَسْكُتُ عَنْهُمْ؟.
 قِيلَ لَهُ: سُكُوتُكَ عَنْهُمْ وَهِجْرَتُكَ لِمَا تَكَلَّمُوا بِهِ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ مُنَاظَرَتِكَ لَهُمْ .كَذَا قَالَ مَنْ تَقَدَّمَ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ .اهـ.
وإذا كان ليس من وراء الجدل إلا أن الخصمَ يريدُ أن يسحب من يجادله إليه وإلى ما يراه فهذا أيضًا داخلٌ في المنهي عنه .
7- وَيَكُونُ كَلَامُهُ يَسِيرًا جَامِعًا بَلِيغًا , فَإِنَّ التَّحَفُّظَ مِنَ الزَّلَلِ مَعَ الْإِقْلَالِ دُونَ الْإِكْثَارِ , وَفِي الْإِكْثَارِ أَيْضًا مَا يُخْفِي الْفَائِدَةَ , وَيُضَيِّعُ الْمَقْصُودَ , وَيُورِثُ الْحَاضِرِينَ الْمَلَلَ .
8-وَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُوَاظِبَ عَلَى مُطَالَعَةِ كُتُبِهِ عِنْدَ وَحْدَتِهِ , وَرِيَاضَةِ نَفْسِهِ فِي خَلْوَتِهِ , بِذِكْرِ السُّؤَالِ وَالْجَوَابِ وَحِكَايَةِ الْخَطَأِ وَالصَّوَابِ , لِئَلَّا يِنْحَصِرَ فِي مَجَالِسِ النَّظَرِ إِذَا رَمَقَتْهُ أَبْصَارُ مَنْ حَضَرَ.
قلت: وهذا يفيد أن يكون عنده تضلُّع من العلم واستعداد لينجح بإذن الله في جداله،فإن ذُكرَتْ شبهةٌ ردَّها ،أومخالفة للحقِّ بادروفنَّدها .والبركة من الله.
9- وَيَنْبَغِي أَنْ لَا يَكُونَ مُعْجَبًا بِكَلَامِهِ , مَفْتُونَا بِجِدَالِهِ , فَإِنَّ الْإِعْجَابَ ضِدُّ الصَّوَابِ , وَمِنْهُ تَقَعُ الْعَصَبِيَّةُ وَهُوَ رَأْسُ كُلِّ بَلِيَّةٍ ثم ذكر أثرمَسْرُوق: «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَخْشَى اللَّهَ , وَبِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الْجَهْلِ أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ».والأثر ثابتٌ.
10- وَإِذَا وَقَعَ لَهُ شَيْءٌ فِي أَوَّلِ كَلَامِ الْخَصْمِ فَلَا يَعْجَلْ بِالْحُكْمِ بِهِ فَرُبَّمَا كَانَ فِي آخِرِهِ مَا يُبَيِّنُ أَنَّ الْغَرَضَ بِخِلَافِ الْوَاقِعِ لَهُ فَيَنْبَغِي أَنْ يَثْبُتَ إِلَى أَنْ يَنْقَضِيَ الْكَلَامُ , وَبِهَذَا أَدَّبَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114] .
11-وَيَكُونُ نُطُقُهُ بِعِلْمٍ , وَإِنْصَاتُهُ بِحِلْمٍ , وَلَا يَعْجَلُ إِلَى جَوَابٍ , وَلَا يَهْجُمُ عَلَى سُؤَالٍ , وَيَحْفَظُ لِسَانَهُ مِنْ إِطْلَاقِهِ بِمَا لَا يَعْلَمُهُ , وَمَنْ مُنَاظَرَتِهِ فِيمَا لَا يَفْهَمُهُ فَإِنَّهُ رُبَّمَا أَخْرَجَهُ ذَلِكَ إِلَى الْخَجَلِ وَالِانْقِطَاعِ , فَكَانَ فِيهِ نَقْصُهُ وَسُقُوطُ مَنْزِلَتِهِ عِنْدَ مَنْ كَانَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ بِعَيْنِ الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ , وَيُحْرِزُهُ بِالْمَعْرِفَةِ وَالْعَقْلِ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: عَيِيٌّ صَامِتٌ خَيْرٌ مِنْ غَبِيٍّ نَاطِقٍ .اهـ المراد.

وأيضًا من آداب الجدل
عدم تضييع الوقت في الجدل وعدم الإطالة ولكن على قدر الحاجة .فقد أخرج البخاري(6412) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ ".

ومن نصائح أهل العلم لطالب العلم البُعد عن الجدل. فلا بُدَّ من مراعاة آداب الجدل حتى لا يسلك طريقًا مجانبًا للصواب ولطريق السداد،فيُقْحِمُ نفسه في شيءٍ يضرُّه ،وقد يكون سببًا لانحرافه ،والعياذ بالله والسلامة لا يعادلها شيء.
وقد ثبت في سنن أبي داود عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عن النبي صَلَّى الله عليه وعلى آله وسلم «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ».
فائدة
قال الصنعاني رحمه الله في سبل السلام (2/ 674):وَحَقِيقَةُ الْمِرَاءِ طَعْنُك فِي كَلَامِ غَيْرِك لِإِظْهَارِ خَلَلٍ فِيهِ لِغَيْرِ غَرَضٍ سِوَى تَحْقِيرِ قَائِلِهِ وَإِظْهَارِ مَزِيَّتِك عَلَيْهِ.
 وَالْجِدَالُ: هُوَ مَا يَتَعَلَّقُ بِإِظْهَارِ الْمَذَاهِبِ وَتَقْرِيرِهَا.

 وَالْخُصُومَةُ :لَجَاجٌ فِي الْكَلَامِ لِيَسْتَوْفِيَ بِهِ مَالًا أَوْ غَيْرَهُ، وَيَكُونُ تَارَةً ابْتِدَاءً وَتَارَةً اعْتِرَاضًا.
وَالْمِرَاءُ :لَا يَكُونُ إلَّا اعْتِرَاضًا، وَالْكُلُّ قَبِيحٌ إذَا لَمْ يَكُنْ لِإِظْهَارِ الْحَقِّ وَبَيَانِهِ وَإِدْحَاضِ الْبَاطِلِ وَهَدْمِ أَرْكَانِهِ.