جديد الرسائل

الاثنين، 25 يناير 2016

(9) سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْرِ

   
                                  أخذ القرآن عن أفواه أهله المتقنين 

أخرج البخاري (3548) ومسلم (2464) عن مَسْرُوقٍ، قَالَ: ذُكِرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لاَ أَزَالُ أُحِبُّهُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خُذُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - فَبَدَأَ بِهِ -، وَسَالِمٍ، مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ».

في هذا الحديث يُرْشد  النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إلى أخذ القرآن من أهله ، من الحاذقين المتقنين للقرآن الكريم.

وفي سنن ابن ماجة (138)عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، بَشَّرَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ» . والحديث حسن .

و قد جاء عن غير واحد من السلف: ( لا تأخذوا العلم عن صُحُفي، و لا تأخذوا القرآن عن مُصحَفي).

(لا تأخذوا العلم عن صُحُفي)  الذي يأخذ العلم من الكتب فقد يخطئ في الفهم، و قد يقع في التصحيف.

(و لا تأخذوا القرآن عن مُصحَفي) و هو الذي يأخذ القرآن من المصحف تلقائيا من نفسه.

ومن نعمة الله سبحانه و تعالى أخذ القرآن عن أهله المتقنين، و أخذ العلم عن أهله و لا سيما أخذ العلم عن الكبار.


فهذا أكثر نفعا؛ وأبعد عن الزلل و لهذا شعبة بن الحجاج ـ رحمه الله تعالى ـ يقول: ( خذوا العلم عن المشهورين).  

لكني أنبه أنه قد يكون للشيطان مدخلا في هذا الفن إذا أدَّى إلى التعمُّقِ والتكلُّفِ ، والانشغال به عن تعلِّم الدين من التوحيد 

والعقيدة والفقه وعن الاهتمام بتدبر القرآن ومعرفة تفسيره وكنوزه وعلومه النافعة وما أشبه ذلك .

وقد وصف الله من يقرأ الألفاظ بدون تفهُّمٍ ولا عمل بأنه أُمِي قال تعالى {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ } .

وبعضهم لا يُحسن يصلي كما صلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا يتوضأ كما توضأ رسول الله صلى الله عليه 
وعلى آله وسلم وهو مرجع في تجويد القرآن .

أو يعتقد عقيدة الخوارج والروافض ويجهل كثيرا من أُمورِ دينه فهذا طريقته مذمومة غير صحيحة والله عزوجل سيسألنا عن 

عقيدتنا وعملنا في قبورنا .