جديد الرسائل

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

أبوهُريرة يبَيِّن لأمِّ المؤمنينَ عائشة رضي اللهُ عنهما أنَّ المرأةَ قد تُشْغَلُ عنِ المُسابقة في العِلم

تابع/سلسلة المسائل النسائية

أخرجَ الحاكِمُ في المستدرك  عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا دَعَتْ أَبَا هُرَيْرَةَ ، 

فَقَالَتْ لَهُ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، مَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي تَبْلُغُنَا أَنَّكَ تُحَدِّثُ 
بِهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ؟ هَلْ سَمِعْتَ إِلَّا مَا 
سَمِعْنَا ؟ وَهَلْ رَأَيْتَ إِلَّا مَا رَأَيْنَا ؟ قَالَ : يَا أُمَّاهُ ، إِنَّهُ كَانَ يَشْغَلُكِ 
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الْمَرْآةُ وَالْمُكْحُلَةُ ، وَالتَّصَنُّعُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا 
كَانَ يَشْغَلُنِي عَنْهُ شَيْءٌ.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في «المعرفة» (1/486)  وهو أثرٌ صحيح .
ما أحسن حياة الصحابة رضي اللهُ عنهم حياة تبعث في القلوب 
الحياة  ،وقُوَّة الإيمان  ،والهمة العالية.
أبو هريرة رضي اللهُ عنه يبيِّن لعائشةَ رضي اللهُ عنها أنه كانَ 
متفرِّغَاً للعلم  .
وأنها كانت قد تُشغل بخدمة زوجها رسولِ الله صلى الله عليه 
وعلى آله وسلم والتَّزَيُّن له عن العلم .

ونستفيدُ أيضاً من أثر أبي هُريرة رضي اللهُ عنه  المُحافظة على 

سلامة العِرْض ودرْءُ التُّهْمة عن النَّفس .

ولهذا أدلة كثيرة منها قوله تعالى { وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا 

جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي 
قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ } .

يوسف نبيُّ الله عليه الصلاة والسلام ما خرج من السجن مع 
طول المدة 

حتى ظهرت واتضحت براءتُه ونزاهتُه وعِفَّتُهُ .

 ولمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أمِّ المؤمنين صفية ، 

فَلَقِيَهُ رَجُلاَنِ مِنَ الأَنْصَارِ فَنَظَرَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، 

ثُمَّ أَجَازَا، وَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَعَالَيَا إِنَّهَا 

صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ» ، قَالاَ: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «إِنَّ 

الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُلْقِيَ 

فِي أَنْفُسِكُمَا شَيْئًا» والحديثُ متفقٌ عليه .


لكنِّي أُنبِّه أنَّ هذا عند الحاجة واللُّزوم فلا يُتشاغلُ بهذا عمَّا هُوَ 

أهَمُّ وعن العِلْم وعندَاللهِ الموعِد وهُنَاكَ يُقامُ العدلُ ويُتقَاصُّ 

للمظلُومِ من الظالم . 

وحقوقُ الآدميين مبنيَّةٌ على المُشاحَّة ،وحقوقُ اللهِ مبنيةٌ على 

المُسامحة .واللهُ المُستعان .