جديد الرسائل

الاثنين، 23 نوفمبر 2015

تفسيروفوائد/سورة الإخلاص( صفة الرحمن)

 سورة الإخلاص

بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد فإن من نعمة الله الاهتمام بالتوحيد والعقيدة وبعلم التفسير وسائر العلوم الشرعية النافعة .
وقد عرَّف أهلُ العلمِ العلمَ الشرعي حتى يتَّضح ولا يلتبس بغيره من علم الكلام والعلوم الدنيوية وما لا تعود بنفع .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجمع الفتاوى3/329:العلم المرغَّب فيه جملةً هو العلم الذي علمَّه النبي أمته.اهـ المراد
وقال الحافظ بن حجر في فتح الباري في كتاب العلم شرح أول باب فيه
 وَالْمُرَادُ بِالْعِلْمِ : الْعِلْمُ الشَّرْعِيُّ الَّذِي يُفِيدُ مَعْرِفَةَ مَا يَجِبُ عَلَى الْمُكَلَّفِ مِنْ أَمْرِ دينه فِي عِبَادَاتِهِ وَمُعَامَلَاتِهِ وَالْعِلْمُ بِاللَّهِ وَصِفَاتِهِ وَمَا يَجِبُ لَهُ مِنَ الْقِيَامِ بِأَمْرِهِ وَتَنْزِيهِهِ عَنِ النَّقَائِصِ .
قال : وَمَدَارُ ذَلِكَ عَلَى التَّفْسِيرِ وَالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ .
 وهذا تفسير وفوائد لسورة الصمد فإن سورة الصمد تعدل ثلث القرآن واشتملت على التوحيد بأنواعه الثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات ،وقد لا يُتنبَّه لما اشتملت عليه من الكنوز والعلوم .
فإعانة لنفسي أوَّلا على فهم هذه السورة العظيمة .
وثانياً :لينتفِع بها من يطَّلع عليها .
قمتُ بجمع ما تيسر حول هذه السورة الكريمة وكثير منه ولله الحمد من دروسنا الأُخرى .
أسألُ من ربي سبحانه البركة والإخلاص .
يقول تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) )
ثبت في صحيح البخاري (5015) عن أبي سعيد الخدري عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أنه قال: (أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ الْقُرْآنِ) .
وأخرج البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ .
وقوله (لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ )أي فيها أسماء الله وصفاته وهذا فيه الإيمان بأسماء الله وصفاته.
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (2/438): وَلَمْ يَصِحَّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَضْلِ سُورَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ مَا صَحَّ فِي فَضْلِهَا حَتَّى أَفْرَدَ الْحُفَّاظُ مُصَنَّفَاتٍ فِي فَضْلِهَا كَالدَّارَقُطْنِىِّ وَأَبِي نُعَيْمٍ وَأَبِي مُحَمَّدٍ الْخَلَّالِ وَأَخْرَجَ أَصْحَابُ الصَّحِيحِ فِيهَا أَحَادِيثَ مُتَعَدِّدَةً اهـ
وكونها تعدل ثلث القرآن يقول بعض العلماء تعدل ثلث القرآن؛ لأن القرآن على ثلاثة أقسام: توحيد، وأحكام،وقصص. وَهَذِهِ السُّورَةُ جَمَعَتْ الْأَسْمَاءَ وَالصِّفَاتِ.
من فوائد سورة الإخلاص
-أن القرآن يتفاضل فبعضُه أفضلُ من بعض. وهذاهُوَ الْقَوْلُ الْمَأْثُورُ عَنْ السَّلَفِ وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ أَئِمَّةُ الْفُقَهَاءِ مِنْ الطَّوَائِفِ الْأَرْبَعَةِ وَغَيْرِهِمْ كما في مجموع الفتاوى (17/ 13) لشيخ الإسلام  .
قال الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الفاتحة في الكلام على فضلها :
وَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى إِلَى أَنَّهُ لَا تَفَاضُلَ فِي ذَلِكَ لِأَنَّ الْجَمِيعَ كَلَامُ اللَّهِ، وَلِئَلَّا يُوهِمَ التَّفْضِيلُ نَقْصَ الْمُفَضَّلِ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ الْجَمِيعُ فَاضِلًا، نَقَلَهُ الْقُرْطُبِيُّ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ الْبَاقِلَّانِيِّ وَأَبِي حَاتِمِ بْنِ حبان البُسْتِيِّ وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى،  وَرِوَايَةٌ عَنِ الْإِمَامِ مالك اهـ.
هذه حجتهم( أَنَّ الْجَمِيعَ كَلَامُ اللَّهِ، وَلِئَلَّا يُوهِمَ التَّفْضِيلُ نَقْصَ الْمُفَضَّلِ عَلَيْهِ) أي لا يُوْهِم اعتقادَ نقص المفضول عليه وأنه معيب، وهذا يرُدُّه الأدلة.
وقَالَ تَعَالَى {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}.
قال شيخ الإسلام في فتاواه(17/ 10): فَأَخْبَرَ أَنَّهُ يَأْتِي بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا. وَهَذَا بَيَانٌ مِنْ اللَّهِ لِكَوْنِ تِلْكَ الْآيَةِ قَدْ يَأْتِي بِمَثَلِهَا تَارَةً أَوْ خَيْرٍ مِنْهَا أُخْرَى فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْآيَاتِ تَتَمَاثَلُ تَارَةً وَتَتَفَاضَلُ أُخْرَى.
 -سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن كما قال النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لأبي سعيد بن المعلى ـ رضي الله عنه: ( أَلَا أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ ... الحديث و فيه (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ) .
-أعظم آية في القرآن آية الكرسي، كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي بن كعب:  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ قَالَ قُلْتُ  اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ  قَالَ فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ).
-سورة المُلك النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول: (هِيَ الْمَانِعَةُ ، هِيَ الْمُنْجِيَةُ) .
 إلى غير ذلك من الأدلة الدالة على تفاضل القرآن. 
وقد وضَّحَ  الشيخ ابن عُثيمين رحمه الله في شرح بلوغ المرام(5/638) شرح حديث (سبحان الله عدد خلقه ..).المرادَ من تفاضل القرآن بعضه على بعض . 
فقال:القرآن يتفاضل من حيث المدلولِ بعضه يؤثر تأثيراً عظيماً على القلب إذا سمعه ومن حيث الأُسلوب والفصاحة والبلاغة وغير ذلك .
ومن حيث  المتكلم به فهو لا يتفاضل ، لأن المتكلم به واحد وهو الله عز وجل.
قال:فعلى هذا التفصيل ،يتفاضل من حيثُ المعنى ،ولا يتفاضل من حيث المتكلم اهـ.
وجبير بن مُطعِم ـ رضي الله عنه ـ لما سمع النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقرأ سورة الطور في صلاة المغرب، فلما بلغ النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قوله تعالى {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ(36)}[الطور]  قال: فوقع الإيمان في قلبي. وفي رواية: كاد قلبي أن يطير.
إذن نفهم هذه المسألةَ المهمةَ التي زلِق فيها من زلِق  وهم الأشاعرة وطائفة يسيرة من أهل السنة .
الأدلة جاءت بتفاضل القرآن ،فالقرآن يتفاضل باعتبار بلاغته وتأثيره على النفوس.
أما باعتبار المتكلم هو واحد وهو الله عز وجل، فهو لا يتفاضل بهذا الاعتبار.
وقد اشتملت سورة الإخلاص على ثلاثة أسماء لله عزوجل (الله ،الأحد ،الصمد).
وكل اسم من أسماء الله عز وجل متضمن لصفة.
فلفظ الجلالة (الله) بمعنى مألوه أي بمعنى معبود. و(الأحد) يتضمن صفة، فالله عز وجل واحد في وجوده وبوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
والصمد فيه أقوال منها: أن الصمد هو السيد الذي قد انتهى سؤدَدُه.
 ومنهم من قال: هو الذي لا جوفَ له.
 ومنهم من قال: هو الذي يَصمد الناسُ إليه في حوائجهم.
وبيَّن ابن القيم في بدائع الفوائد(1/160):أنَّ العربَ تسمي أشرافها بالصمد لاجتماع قصد القاصدين إليه واجتماع صفات السيادة فيه.
ولا تنافي بين هذه الأقوال.
وقد ذكر هذه الأقوال شيخ الإسلام ابن تيميةـ رحمه الله تعالى ـ في مجموع الفتاوى. ولا تنافي بينها ولا تعارض.
 فمن قال: هو الذي لا جوف له . بمعنى أنه لا يأكل و لا يشرب وقد قال عز وجل {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ}[الأنعام:14] .
ومن قال: هو السيد الذي قد انتهى سؤدده، فقد أخرج أبوداوود في سننه من طريق مُطَرِّفٍ، قَالَ: قَالَ أَبِي وهوعبدالله بن الشخير: انْطَلَقْتُ فِي وَفْدِ بَنِي عَامِرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقُلْنَا: أَنْتَ سَيِّدُنَا، فَقَالَ: «السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» قُلْنَا: وَأَفْضَلُنَا فَضْلًا وَأَعْظَمُنَا طَوْلًا، فَقَالَ: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ، وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ» .
(السَّيِّدُ اللَّهُ )أي السيادة المطلقة لله، فلا ينافي الأدلةَ الأخرى في إثبات السيادة لبعض الخلق .
(انتهى سؤدده)  أي بلغ الغاية ،ليس فوقه شيء.
قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (1/160) :قال ابنُ الأنباري: "لا خلاف بين أهل اللغة أن الصمد السيد الذي ليس فوقه أحد الذي يصمد إليه الناس في حوائجهم وأمورهم اهـ.
ومن  قال:هو الذي يصمد الناس إليه في حوائجهم فقد قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}[فاطر:15] .
 قال شيخ الإسلام في فتاواه(5/ 353)قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنُ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَخَلْقٌ مِنْ السَّلَفِ: " الصَّمَدُ " الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ. وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ السَّيِّدُ الَّذِي كَمُلَ فِي سُؤْدُدِهِ وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ حَقٌّ؛ فَإِنَّ لَفْظَ " الصَّمَدِ " فِي اللُّغَةِ يَتَنَاوَلُ هَذَا وَهَذَا وَالصَّمَدُ فِي اللُّغَةِ السَّيِّدُ؛ " وَالصَّمَدُ " أَيْضًا الْمُصَمَّدُ وَالْمُصَمَّدُ الْمُصْمَتُ وَكِلَاهُمَا مَعْرُوفٌ فِي اللُّغَةِ.
وقال شيخ الإسلام في فتاواه (17/ 215)" الصَّمَدُ " فِيهِ لِلسَّلَفِ أَقْوَالٌ مُتَعَدِّدَةٌ قَدْ يُظَنُّ أَنَّهَا مُخْتَلِفَةٌ؛ وَلَيْسَ كَذَلِكَ؛ بَلْ كُلُّهَا صَوَابٌ.
وَالْمَشْهُورُ مِنْهَا قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ الصَّمَدَ هُوَ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ السَّيِّدُ الَّذِي يُصْمَدُ إلَيْهِ فِي الْحَوَائِجِ وَالْأَوَّلُ هُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ السَّلَفِ مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَطَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ. وَالثَّانِي قَوْلُ طَائِفَةٍ مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ وَجُمْهُورِ اللُّغَوِيِّينَ وَالْآثَارِ الْمَنْقُولَةِ عَنْ السَّلَفِ بِأَسَانِيدِهَا فِي كُتُبِ التَّفْسِيرِ الْمُسْنَدَةِ وَفِي كُتُبِ السُّنَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ اهـ المراد
(الأحد ،الصمد) قال شيخ الإسلام كما في فتاواه (17/ 107): فَاسْمُهُ الْأَحَدُ دَلَّ عَلَى نَفْيِ الْمُشَارَكَةِ وَالْمُمَاثَلَةِ .
وَاسْمُهُ الصَّمَدُ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ مُسْتَحِقٌّ لِجَمِيعِ صِفَاتِ الْكَمَالِ اهـ.
فيستفاد من اسم الله الأحد إثبات صفات الله عزوجل من غير تشبيه ولا تمثيل .
 لأنه يتضمن نفيَ المشاركة والمماثلة لله عز وجل.
 و في هذا رد على المشبِّهة الذين يثبتون لله عز وجل صفات، ويقولون تشبه صفات المخلوقين.
 وإثبات الصفاتِ لله سبحانه فيها رد على نفاة الصفاتِ لله عز وجل كالمعتزلة والجهمية.
وهناك قاعدة (كل ممثل معطل، وكل معطل ممثل).
(كل ممثل معطل) لأنه عطَّل صفات الله عز وجل
(وكل معطل ممثل) لأنه ما نفى صفات الله عز وجل إلا بعد ما تخيَّل أن صفات الله عز وجل كصفات المخلوقين ثم عطّل. فشبّه أوَّلاً ثم عطّل ثانياً.
ونفاة الصفات شيخُ الإسلام ابن تيميةـ رحمه الله تعالى ـ في أكثر من كتاب له كالتدمرية يناقشُهم ويقول .
القول في الصفات كالقول في الذات، فالصفات فرع الذات.
أي كما أثبتم لله ذاتاً - لأنهم ما ينفون الذات - فكذلك قولوا في الصفات. كما أثبتم لله عزوجل ذاتاً وقلتم لله عز وجل ذات لا تشبه ذات المخلوقين فكذلك قولوا في الصفات.
أيضاً يذكر شيخ الإسلام ابن تيميةـ رحمه الله تعالى ـ قاعدة في الرد على من يثبت بعض الصفات وينفي البعض الآخر ويقول: (القول في بعض الصفات  كالقول في البعض الآخر).
وهذه من القواعد النافعة في مناقشة من ينفي الصفات مطلقاً، وفي مناقشة من ينفي بعض الصفات ويثبت البعض الآخر كالأشاعرة فإنهم يثبتون سبع صفات كما قال الشاعر:
          حي مريد قادر علام     له السمع والبصر و الكلام
-ونُثبت الصفة مع إثبات المعنى لأن المعنى معلوم من غير تمثيل.
التفويض في معنى صفات الله عزوجل لا يجوز ،المعنى معلوم .
التفويض في كيفية صفات الله سبحانه هذا لا بد منه لأن الكيف مجهول { ولا يحيطون به علما} .
وهنا تأتي مسألة صفات الله عز وجل هل هي من قبيل المحكم أو المتشابه؟
من قبيل المُحكم باعتبار أن معناها معلوم فالمعنى معلوم، السمع معلوم و هو الذي يَسمعُ الأصوات ، و البصير الذي يُبصِرُ ، وتعالى الله عن تشبيهه {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[النحل:60].
 وصفات الله من قبيل المتشابه من حيث الكيفية، (الكيف مجهول) كما قال الإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ والدليل قوله عز وجل: { وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه:110].
و من قال إن صفات الله تعالى من قسم المتشابه من غير هذا التفصيل  فهو مخطئ جاء هذا المعنى عن بعضهم .
 و ذكرالشيخ الوالد مقبل ـ رحمه الله تعالى ـ أنه جاء عن السيوطي .
 قلت : كلام السيوطي  في كتابه (الإتقان في علوم القرآن3/ 14) يقول:مِنَ الْمُتَشَابِهِ آيَاتُ الصِّفَاتِ ....
-ولا بُد من إثبات الاسم مع الصفة التي دلَّ عليها الاسم .
ومن لم يثبت الصفة التي دلَّ عليها الاسم فهذا إلحاد في أسماء الله .
كما قال تعالى { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.
 الإلحاد في اللغة: الميل ومنه اللحد الذي يكون في جانب القبر .
ومنه قوله تعالى: {وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا}[الجن:22] .
قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في بدائع الفوائد (1/ 169) :أي من تعدل إليه وتهرب إليه وتلتجئ إليه وتبتهل فتميل إليه عن غيره تقول العرب التحد فلان إلى فلان إذا عدل إليه .
- الإلحاد في أسماء الله عز وجل على أقسام:
1- نفي أسماء الله عز وجل أوبعضها قال سبحانه و تعالى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الأعراف:180] وقد أنكرت الجهمية الأسماء لله عز وجل.
2- نفي الصفات التي دلت عليها أسماء الله عز و جل إلحاد ، فإن كل اسم من أسماء الله متضمن لصفة فمثلاً السميع من أسماء الله عزوجل  وهو متضمن لصفة السمع ، البصير من أسماء الله عز وجل وهو متضمنٌ لصفة البصر ،وهكذا. وقد أنكرت هذا المعتزلة وأثبتوا لله عز وجل أسماء أعلامًا محضة لا تدل على صفات وهذا إلحاد.
3- أن يُسَمَّى الله عز وجل بما لم يُسِمِّ به نفسَه.
وذلك لأن أسماء الله عز وجل توقيفية وأيضاً صفاته كما قال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}[الإسراء:36].
و لكن أهل العلم يقولون  باب الإخبار أوسع. فمثلًا يقال: الله موجود وموجود ليس من أسماء الله عز وجل و لكنه من باب الإخبار.
4- أن يثبت لله عز و جل أسماء لكنه يجعلها دالة على التمثيل.
قال الشيخ ابنُ عُثيمين رحمه الله في القول المُفيد(2/ 317): فيقول: الله سميع بصير قدير، والإنسان سميع بصير قدير، اتفقت هذه الأسماء; فيلزم أن تتفق المسميات، ويكون الله -سبحانه وتعالى- مماثلا للخلق، فيتدرج بتوافق الأسماء إلى التوافق بالصفات.
ووجه الإلحاد: أن أسماءه دالة على معان لائقة بالله لا يمكن أن تكون مشابهة لما تدل عليه من المعاني في المخلوق.
5- أن ينقل أسماء الله عز وجل إلى المعبودات من دون الله عز و جل. كأن يسمي الصنم الله أو الإله أو يشتق من أسماء الله عز و جل ويجعلها لآلهتهم كاشتقاق اللات من الإله ، والعزى من العزيز ، ومناة من المنان قال تعالى: { أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ( 19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)}[النجم:19،20] .
تراجع المسألة من بدائع الفوائد لابن القيم و شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين رحمهما الله تعالى.
- من القواعد في أسماء الله عز وجل:
1- أنها مترادفة و متباينة. مترادفة باعتبار الذات فهي أسماء لمسمَّى واحد، و متباينة باعتبار الصفات .
2- أسماء الله عز وجل أعلام و أوصاف ، فكل اسم يدل على صفة.
3- كل اسم من أسماء الله عز وجل له ثلاث دلالات يدل على المطابقة و التضمن والالتزام.
المطابقة: دلالة اللفظ على جميع معناه ، التضمن: دلالة اللفظ على بعض معناه ، الالتزام: أن يلزم بعض اللوازم من إثبات اللفظ.
مثلًا السميع يدل دلالة مطابقة على اسم الله السميع، و على الصفة .
ويدل دلالة تضمن على الاسم وحده وعلى صفة السمع وحدها .
 و بدلالة الالتزام يلزم أن الله حي من إثبات هذا الاسم.
وهكذا في سائر أسماء الله عز و جل كل اسم يدل على هذه الثلاث الدِلالات (بكسر الدال وفتحها).
4-أسماء الله عزوجل وصفاته توقيفية فلا نسمي اللهَ ولا نصفه بما لم يأت في الشرع.
5- شيخ الإسلام يعدُّ الأسماء المضافة من أسماء الله .
يقول شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى(22/ 485): وَمِنْ أَسْمَائِهِ الَّتِي لَيْسَتْ فِي هَذِهِ التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ اسْمُهُ: السُّبُّوحُ وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: {سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ} وَاسْمُهُ " الشَّافِي " كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: {أَذْهِبْ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شَافِيَ إلَّا أَنْتَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا} .
قال:وَكَذَلِكَ أَسْمَاؤُهُ الْمُضَافَةُ مِثْلَ: أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَخَيْرُ الْغَافِرِينَ وَرَبُّ الْعَالَمِينَ وَمَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ وَأَحْسَنُ الْخَالِقِينَ وَجَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمُقَلِّبُ الْقُلُوبِ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا ثَبَتَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَثَبَتَ فِي الدُّعَاءِ بِهَا بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ .
وقال الشيخ ابن عثيمين في القواعد المُثلى16: ومن أسماء الله تعالى ما يكون مضافا مثل: مالك الملك، ذي الجلال والإكرام.
معنا سورة الإخلاص، والعلم يترابط ، يخدُم بعضه بعضاً.
فتفسير سورة الإخلاص يتعلق بعلم التفسير، لكن العلم يترابط وهذا مما يسهِّل الحفظ لكثرة ما يتكرر. قد يقرأ في سورة الإخلاص في كتاب التوحيد ويقرأه في اليوم الآخر في كتاب التفسير وهذا من فضل الله عز وجل تيسُّرُ أسباب الحفظ من غير مشقة ، وارتساخه في الذهن .
 {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[الإخلاص] هذه صفات سَلْبية.
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى(2/438) وَعَلَى هَذِهِ السُّورَةِ اعْتِمَادُ الْأَئِمَّةِ فِي التَّوْحِيدِ كَالْإِمَامِ أَحْمَدَ والْفُضَيْل بْنِ عِيَاضٍ وَغَيْرِهِمَا مِنْ الْأَئِمَّةِ قَبْلَهُمْ وَبَعْدَهُمْ. فَنَفَى عَنْ نَفْسِهِ الْأُصُولَ وَالْفُرُوعَ وَالنُّظَرَاءَ وَهِيَ جِمَاعُ مَا يُنْسَبُ إلَيْهِ الْمَخْلُوقُ مِنْ الْآدَمِيِّينَ وَالْبَهَائِمِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ بَلْ وَالنَّبَاتِ وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ فَإِنَّهُ مَا مِنْ شَيْءٍ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ إلَّا وَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ شَيْءٌ يُنَاسِبُهُ: إمَّا أَصْلٌ وَإِمَّا فَرْعٌ وَإِمَّا نَظِيرٌ أَوْ اثْنَانِ مِنْ ذَلِكَ أَوْ ثَلَاثَةٌ. وَهَذَا فِي الْآدَمِيِّينَ وَالْجِنِّ وَالْبَهَائِمِ ظَاهِرٌ. وَأَمَّا الْمَلَائِكَةُ: فَإِنَّهُمْ وَإِنْ لَمْ يَتَوَالَدُوا بِالتَّنَاسُلِ فَلَهُمْ الْأَمْثَالُ وَالْأَشْبَاهُ؛ وَلِهَذَا قَالَ سُبْحَانَهُ: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} {فَفِرُّوا إلَى اللَّهِ} قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: لَعَلَّكُمْ تَتَذَكَّرُونَ فَتَعْلَمُونَ أَنَّ خَالِقَ الْأَزْوَاجِ وَاحِدٌ اهـ.
الفروع في قوله (لَمْ يَلِدْ)، و الأصول في قوله (وَلَمْ يُولَدْ)، فالله ليس له ولد و لا أب.
صفات الله عز وجل قسمان:
 ثبوتية :وهي التي أثبتها الكتاب والسنة.
 وسَلْبية :وهي التي نفاها الكتابُ والسنة.
والصفات الثبوتية يلزم منها نفيُ النقائص عن الله عز وجل.
 والصفات السلبية تثبت صفاتِ الكمال لله عز وجل فليست نفياً محضاً.
وهذه قاعدة ذكرها شيخ الإسلام في فتاواه(17/ 109)يقول :فَالسُّورَةُ –أي سورة الإخلاص -تَضَمَّنَتْ كُلَّ مَا يَجِبُ نَفْيُهُ عَنْ اللَّهِ وَتَضَمَّنَتْ أَيْضًا كُلَّ مَا يَجِبُ إثْبَاتُهُ مِنْ وَجْهَيْنِ:
مِنْ اسْمِهِ الصَّمَدِ .
وَمِنْ جِهَةِ أَنَّ مَا نُفِيَ عَنْهُ مِنْ الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ وَالنُّظَرَاءِ مُسْتَلْزِمٌ ثُبُوتَ صِفَاتِ الْكَمَالِ أَيْضًا.
فَإِنَّ كُلَّ مَا يُمْدَحُ بِهِ الرَّبُّ مِنْ النَّفْيِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَتَضَمَّنَ ثُبُوتًا .
بَلْ وَكَذَلِكَ كَلُّ مَا يُمْدَحُ بِهِ شَيْءٌ مِنْ الْمَوْجُودَاتِ مِنْ النَّفْيِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَتَضَمَّنَ ثُبُوتًا .
وَإِلَّا فَالنَّفْيُ الْمَحْضُ مَعْنَاهُ عَدَمٌ مَحْضٌ وَالْعَدَمُ الْمَحْضُ لَيْسَ بِشَيْءٍ؛ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ صِفَةَ كَمَالٍ اهـ.
وقال ابنُ القيم في بدائع الفوائد (1/161) :وأما صفات السلب المحض فلا تدخل في أوصافه تعالى إلا أن تكون متضمنة لثبوت كالأحد المتضمن لانفراده بالربوبية والإلهية والسلام المتضمن لبراءته من كل نقص يضاد كماله.
 وكذلك الإخبار عنه بالسلوب هو لتضمنها ثبوتا كقوله تعالى: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} فإنه متضمن لكمال حياته وقيوميته وكذلك قوله تعالى: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} متضمن لكمال قدرته وكذلك قوله: {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ} متضمن لكمال علمه وكذلك قوله: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} متضمن لكمال صمديته وغناه وكذلك قوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} متضمن لتفرده بكماله وأنه لا نظير له وكذلك قوله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} متضمن لعظمته وأنه جل عن أن يدرك بحيث يحاط به وهذا مطرد في كل ما وصف به نفسه من السلوب .اهـ
فاستفدنا أنه كلُّ نفي في حق الله يستلزم إثبات صفة الكمال لله سبحانه .
هذا والأصل في الصفات الثبوتية أن تكون مفَصَّلة؛ صفة السمع، البصر، العلم الحياة، القدرة إلى غير ذلك.
وقد تأتي مُجملة كما قال تعالى (ولله المثَل الأعلى) أي الوصف الأعلى.
والأصل في الصفات السلبية -المنفية- أن تكون مجملة مثل قوله تعالى {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} الكفو الشبيه والنظير.
و كما قال تعالى {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[مريم:56]، و كما قال عز وجل (فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
و قد تأتي مفصَّلة مثل {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد} هذه صفات سلبية مفصَّلة. و كقوله تعالى {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ}[ق:35]
 وقوله :{لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}[البقرة:255].
مسألة :هناك تفصيل مفيد لابن القيم رحمه الله في شرح الأسماء والصفات للناس.
قال رحمه الله في بدائع الفوائد(1/ 170) ثم اشرح الأسماء الحسنى -(والأسماء الحسنى متضمنة للصفات)-إن وجدتَ قلبا عاقلا ولسانا قائلا ومحلا قابلا .
وإلا فالسكوت أولى بك فجناب الربوبية أجل وأعز مما يخطر بالبال أو يعبِّر عنه المقال: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} حتى ينتهي العلم إلى من أحاط بكل شيء علما .
- و في السورة الرد على من يدعي أن لله عز و جل ولدًا كاليهود و النصارى كما قال الله عز و جل {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}[التوبة:30] يضاهئون: أي يشابهون.

 وبالله التوفيق .