جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 30 يوليو 2015

فتنة الخروج على الأمراء

                                                            بسم الله الرحمن الرحيم
أخرج الإمام مسلم في صحيحه(2867) عن زيد بن ثابت الحديث وفيه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ» قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.
الحديث دليل على التخويف من الفتن  .والأمربالاستعاذة بالله منها فإن تجنُّبَ الفتنِ سعادة  .
وإنَّ من هذه الفتن فتنة الثُوَّار فتنةالخروج على الحكَّام .وقد أمر ربنا بطاعة ولي الأمر المسلم مهما بلغ به الأمرفقال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ). وأولو الأمرهم: العلماءوالأمراء.
 وما من بلدة يخرج فيها الفوضَويُّون على الحاكم إلا ودعوا كل بلاءوشر وضَيْرعلى البلاد والعباد.
  والسعيد من اعتبر بغيره لا من اعتبر بنفسه .كيف تعاني الآن البلاد الإسلامية مثل تونس ومصر وليبيا واليمن وغيرها .زعزعة أمن وخوف وتدمير وسفك دماءوالقوي يأكل الضعيف وفساد للإصلاح .
 ومن المصيبة أن الإنسان. يلج في الشر وهو لا يدري أنه مفسد هذه مصيبة عظيمة (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ  أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ)  .  يومٌ واحد بل ساعة واحدة بدون إمام للبلد ضرر كبير.  مصالح البلد كلها تتعطل من جَني وثمرة الخروج -خيراتها –بركاتها-المساجد –التعليم- الدعوة- المزارع –المصانع- الأسواق -والأنفس تزهق كالذباب لا أحد يسأل عن أحد وتصير البلد في مأساة وفي تجرع جمْر الجوع والفاقة والذلة. وكتب العقيدة طافحة في التحذير والأمر بالصبر والسمع والطاعة ما لم يكن  في معصية فلا سمع ولا طاعة.
وأولئك الذين كانوا يسخرون من أهل السنة وهم يحذِّرون ويصيحون من هذه الفعلة الشنيعة .
من هم هؤلاء هم الإخوان المسلمون هم الذين يسميهم الوالد رحمه الله الإخوان المفلسون  .
وصدق أبو قلابة إذ يقول : ما ابتدع أحد بدعة إلا استحل السيف  .أي الخروج على الحكام الظلمة .
هذه الفعلة هي فِعلةٌ مُعتزليةٌ خارجيةٌ . 
الوالد الشيخ مقبل يقول :لو أتوا بالحرار- الذي يهدم البيت -ليهدم بيتي لما قلت لهم شيئا .
 صبرٌ على جَور الحاكم. وإن أكلَ ثروات البلد وسعى بالفساد وسعى بالذلة للبلد .وأمره إلى الله وسيجازي فاعلاً ما قد فعل.
دعا الرئيس السابقُ الوالدَ رحمه الله  فلبَّى طلبه استجابة لولي الأمرفذهب إليه مسافة أربع ساعات بالسيارة وترك تدريسه وأعماله وبحوثه  فدخل إليه وكان عنده عبدالمجيد الزنداني أحدكبار دعاة الإخوان ملبِّس .
وكان يقول عنه الوالد إنه متمسك بذيل الاسلام .وكان مع الوالد بعض الأوراق  وفيها صورة للرئيس مطموس رأسُهاعملا بحديث (ولا صورة إلا طمستها) عملا به وما في معناه من الأدلة .فقال الزنداني محرِّشاً-هداه الله ومَنَّ عليه بالتوبةوكبيرالسن أحرى أن يكون قريبا من الله - :انظر كيف يطمسون صورتك .فقال والدي:نحن نطمس كل صورة من صورة ذوات الأرواح –أي عدا صوَر الضرورة- .
ثم تحدثوا عن التجريح فقال الوالد رحمه الله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لمعاذ : أفتان أنت يا معاذ . ويقول لأبي ذر إنك امرؤ فيك جاهلية .فالتفت الرئيس إلى الزنداني أي بماذا نجيبُ الشيخَ فتطاول الزنداني بملءِ فيه على أدلة التجريح بدون خوف من الله وقال : هذه الأدلة منسوخة الخ ما كان .
يقول الوالد رحمه الله :أنا وأنت عند الحكام -يعني إلا من رحم الله وقليل ماهم-كالذُباب فلا أُحِبُّ منك أن تتشاغل بهم  هذا يقول كافر والآخر يقول ليس بكافر .
ويقول رحمه الله :كلام العالم ما يهزُّالحكام الذي يهزُّهم ثورةُ الشعب .
ومع هذا كان ينهى ويحذرمن الخروج عليهم ويأمر بالسمع والطاعة لهم فإنه بذلك تنتظم الحياة وتحصل السعادة.
 قلت : الأيام دُوَل والجزاءمن جنس العمل من قلَب برئيسه وأذلَّه فلا بد أن يأتي من يقلب به ويذيقه النكال .
ونحن الآن نشاهده بأُمِّ أعيننا –ولا شماتة-انتهاك حرمة الانقلابيين وإذلالهم وتشريدهم فهل أنتم منتهون .نعوذبالله من الفتن . والواجب هو النظر لمصلحة الإسلام والمسلمين ما ينظر لمصلحة نفسه كما هو الحال إلاَّمن رحم ربي.
  ليس هناك أحسن في الحياة من الاستسلام والانقياد لأمر الله وأمر رسوله (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) . فيارب أصلح أحوال المسلمين واهدهم لكل خير.
 أعداءالملة والدِّين يتنعَّمون بالأمن والاستقرار وينظرون إلى كثير من بلاد الإسلام والمسلمين وهم يتقاتلون ويتناحرون  ويكيدون المكائد لبعضهم البعض  . ولاحول ولاقوة إلا بالله .
هذا ولوثبت كفرُ الحاكم ما جاز الخروج عليه إلا بضوابط .
يقول الوالد رحمه الله : لو ثبت كفر الحاكم فلا بد من شروط وضوابط في الخروج عليه .
1-أن يكون عند المسلمين استعداد لقتالهم لأن الله يقول{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} .
2-أن يكون هناك استغناء ذاتي فما يُحتاج أن يمدوا أيديهم إلى إمريكا ولا إلى غيرها من دول الكفر. وأيضا لا يركنوا إلى حكام المسلمين فلو قالت إمريكا لا تفعلوا لانتهوا . 
3-أن يكون هناك صبرٌ وإيمان في الجيش فربما لوانقطع السكر أو الغاز لانقلبوا عليك .
 4- ألا ترجع المعركة بين المسلمين فيرجع المسلمون فيما بينهم يتقاتلون . 
5-أن يغلب على الظن أنه سيكون البديل إماما للمسلمين .
أما أن يتم القتال ثم يثب على الكرسي عِلْمَاني أو شيوعي واحدٌ مثله أو أشد  فلا يصلح .

سبحان الله على شروط دقيقة تدل على رسوخ علم هذا الشيخ وبصيرته . اللهم انفع المسلمين بكلمات العلماء الراسخين في العلم ووفقهم لاجتناب الفتاوى الزائغة .  والحمد لله رب العالمين .