جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 13 يونيو 2017

(43) مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ

                          
                          حث الصائم على الدعاء

قال تعالى:﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186].

في هذه الآية الكريمة حثِّ الصائم  على الدعاء وأن دعاء الصائم مستجابٌ؛ لأنه سبحانه ذكر الصيام ثم حث على الدعاء .
وروى الترمذي (3598)،وابن ماجة  (1752) عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ». والحديث في «الصحيح المسند» (1/132) لوالدي رَحِمَهُ اللَّهُ.
وقوله (وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ) قال المُناوي في «فيض القدير» (3/300): مراده كامل الصوم الذي صان جميع جوارحه عن المخالفات فيُجاب دعاؤه لطهارة جسده بمخالفة هواه.اهـ.

وهذا عام في أي وقت من يوم الصوم وليس خاصًّا بوقت الإفطار.
قال النووي رحمه الله في «المجموع شرح المهذب» (6/375): يُسْتَحَبُّ لِلصَّائِمِ أَنْ يَدْعُوَ فِي حَالِ صَوْمِهِ بِمُهِمَّاتِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا لَهُ وَلِمَنْ يُحِبُّ وَلِلْمُسْلِمِينَ  ثم ذكر حدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ المذكور.
قال:فَيَقْتَضِي اسْتِحْبَابُ دُعَاءِ الصَّائِمِ مِنْ أَوَّلِ الْيَوْمِ إلَى آخِرِهِ لِأَنَّهُ يُسَمَّى صَائِمًا فِي كُلِّ ذَلِكَ .اهـ.
 والله سبحانه  يعطي أكثر  .روى الإمام أحمد (11133) عن أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا» قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ». والحديث في «الصحيح المسند» (1/211) لوالدي رَحِمَهُ اللَّهُ.

فعلى الصائم أن يجتهد في الدعاء بخيري الدنيا والآخرة ،وأن يغتنم صيامَه بالدعاء، وأن يحرص على أسباب استجابة الدعاء كالدعاء بقلبٍ حاضر ،ويدعو وهو موقن بالإجابة ،ويبتعد عن أكل الحرام .