وبعد فقد وصلتني هذه الرسالة، ما نصُّهَا:
فوائد عظيمة في حليب الأم
❒ ولما للرضاعة من أثر في المرتضع فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تسترضع الحمقاء.
قال ابن قاسم رحمه الله في حاشية الروض تعليقا على هذا الحديث: لأن للرضاعة تأثير في الطباع.
ثم قال: وحكى القاضي أن من ارتضع من امرأة حمقاء خرج الولد أحمق، ومن ارتضع من سيئة الخلق تعدى إليه، ومن ارتضع من بهيمة كان بليدا كالبهيمة.
وقال ابن قدامة رحمه الله في المغني فإنه يقال: إن الرضاع يغير الطباع .
فكيف بأصحاب الحليب الصناعي الذي لا يدري مصدره، ولا من صنعه❒
{ كتاب تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة (صــ ٢٨).
صاحب الفضيلة الدكتور صالح الفوزان - حفظه الله}.
وجوابي الآتي:
هذا العزو غير صحيح؛ فالكتاب «تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة» لـ عبد السلام السليمان، وقدَّم له الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تَعَالَى.
ونصيحتي لنفسي ومَن يقرأ هذه الرسالة بالتثبت في النقل، والحرص على الرجوع إلى المراجع نفسِها؛ فإن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يقول:﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ [الإسراء:36]، أي: لا تتبع ما ليسَ لك به علم.
وروى البخاري (63) عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المَسْجِدِ، دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ، فَأَنَاخَهُ فِي المَسْجِدِ ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَقُلْنَا: هَذَا الرَّجُلُ الأَبْيَضُ المُتَّكِئُ. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ أَجَبْتُكَ». فَقَالَ الرَّجُلُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي المَسْأَلَةِ، فَلاَ تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ؟ فَقَالَ: «سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ» .. الحديث.