جديد الرسائل

الجمعة، 26 نوفمبر 2021

(18) القواعد والتعريفات من درس شرح قطر الندى

 بسم الله الرحمن الرحيم

 القواعد والتعريفات من الدرس الثامن عشر

◆◇◆◇◆◇

«أل» التعريف

ويقال لها: ذو الأداة، واختلف النحاة في المعرِّف فيها على ثلاثة مذاهب:

أَحَدُهَا: أَنَّ الْمُعَرِّفَ «أَل» وَالْأَلِفُ أَصلٌ.

الثَّانِي: أَنَّ الْمُعَرِّفَ «أَل» وَالْأَلِفُ زَائِدَةٌ.

الثَّالِثُ: أَنَّ الْمُعَرِّفَ اللَّامُ وَحدَهَا.

والأمر سهل في هذا.

أقسام «أل» التعريف:

الأول: «أل» للعهد وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:

-للعهد الذكري: هي أن يُذكر اسمٌ ثم يعاد بلفظ المعرفة نحو: «اشتَرَيتُ فَرَسًا ثُمَّ بِعْتُ الْفَرَسَ»، وقد يكون المذكور الأول بلفظ النكرة كهذه الأمثلة، وقد يكون بلفظ المعرفة، قال تعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) [الشرح: 5-6].

-للعهد الذهني: وهي أن يكون بينك وبين المخاطَب عهد في اسم خاص، مثل قوله تعالى: ﴿ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ [التوبة: 40]. الغار: هو ثقب في جبل ثور بمكة، وكان هذا معروفًا عندهم.

- للعهد الحضوري: وهي أن يكون مصحوبها حاضرًا، كقوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [المائدة: 3]. أي: اليوم الحاضر يوم عرفة.

الثاني: «أل» للجنس: وهي التي يقال لها: «أل» التي لبيان الماهية، والتي لبيان الحقيقة. نحو: «الرَّجُلُ أَفضَلُ مِنَ الْمَرْأَةِ» هذا للجنس؛ لأنه ليس المقصود رجلًا بعينه ولا امرأةً بعينها، وليس المراد الشمول على وجه الأفراد، ولكنها للشمول من حيث الجنس.

الثالث: «أل» للاستغراق، وهي على قسمين:

إما أن تكون باعتبار حقيقة الأفراد، وضابطها: أن يحل محلها «كل» على جهة الحقيقة.

وإما باعتبار صفات الأفراد، وهي التي يحل محلها «كل» على جهة المجاز.

أما «أل» التي لتعريف الجنس فهي لا يحل محلها «كل» لا حقيقة ولا مجازًا.

-قوله تعالى: ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) ﴾ «أل» لاستغراق الجنس، أي: كل واحد من جنس الإنسان، و«أل» التي لاستغراق الجنس على جهة الحقيقة علامتها:

 أَن يَصح الِاسْتِثْنَاء من مدخولها نَحْو: ﴿إِن الْإِنْسَان لفي خسر إِلَّا الَّذين ءامنوا [الْعَصْر: 2-3].

 وَصِحَّة نَعته بِالْجمعِ، نَحْو: ﴿أَو الطِّفْل الَّذين لم يظهروا [النُّور: 31].

 ◆◇◆◇◆◇

 

المضاف إلى واحد من المعارف

المضاف من الأسماء إلى واحد من أنواع المعرفة يكون معرفة، ويكون في رتبة ما أُضيف إليه من حيث التعريف إلا المضاف إلى الضمير.

أي: المضاف إلى العلم في رتبة العَلَم، والمضاف إلى اسم الإشارة في رتبة اسم الإشارة، ..وهكذا.

واستُثني من هذا المضاف إلى الضمير، فإنه لا يكون في رتبة الضمير، وإنما هو في رتبة العلم. والدليل: «مَرَرْتُ بِزَيدٍ صَاحِبِكَ» لو كان المضاف إلى الضمير في رتبة الضمير لكانت الصفة أعرف من الموصوف، ولا يجوز أن تكون الصفة أعرف من الموصوف، وهذا على المشهور بين النحويين وهو قول جمهورهم.

 

ملاحظة:

-المقصود بكونه مضافًا أي: إضافة معنوية لا لفظية.

-هناك كلمات متوغلة-أي: متعمِّقة- في الإبهام فلا تفيده الإضافة تعريفًا وإنما تفيده تخصيصًا، كـ«مِثل، وغير، وسوى، ودون».