القواعد والتعريفات من الدرس العاشر
◆◇◆◇◆◇
الإِعْرَابُ
علامة الإعراب على ضربين:
-ظاهر وهو الأصل، وهو: ما لا يمنع من التلفظ به مانع.
-ومقدَّرٍ، وهو: ما يمنع من التلفظ به مانع من: تعذُّرٍ، أو استثقالٍ، أو مناسبة.
أنواع الإعراب التقديري:
-الأول: الاسم المقصور: وهو كل اسم معرب آخره ألف لازمة قبلها فتحة.
(الاسم) أخرج الفعل كـ«يخشى»، وأخرج الحرف كـ«إلى»، و«على» و «حتى».
(معرب) أخرج المبنى، كاسم الإشارة «ذا»، و«متى».
(ألفه لازمة) أخرج ما كان ألفه غير لازمة، كالمثنى في حالتي النصب والجر، والأسماء الخمسة في حالة الرفع والجر.
الاسم المقصور تقدر فيه جميع الحركات؛ لأن الحرف الأخير لا يقبل الحركة لذاته. وليس لتعذر عارض.
التعذر على قسمين:
تعذر لازم لذاته(أصلي) في الاسم المقصور.
تعذر عارض في الاسم المضاف إلى ياء المتكلم، هذا سبب عارض فلو لم تُضف الكلمة إلى ياء المتكلم لظهرت الحركة.
وسمِّي الاسم المقصور بذلك؛ لأنه ضد الممدود، وقال بعضهم: لأنه لا تظهر عليه الحركات، لكنه يشكل على هذا الاسم المضاف إلى ياء المتكلم، فإن الحركات لا تظهر فيه.
-الثاني: الاسم المضاف إلى ياء المتكلم تقدر فيه حركات الإعراب جميعها، واستثنى بعضهم إذا كانت الحركة كسرة فتكون ظاهرة ، والمشهور أنها الحركة التي جيء بها لأجل مناسبة ياء المتكلم.
-الثالث: الاسم المنقوص: وهو كل اسم معرب آخره ياء لازمة قبلها كسرة.
وقيد (الاسم) أخرج الفعل، مثل: «يرمي»، وأخرج الحرف، مثل: «في».
(معرب) أخرج المبنى كـ:«الذي»، و«التي».
(آخره ياء لازمة) أخرج الياء غير اللازمة كالياء في المثنى والجمع في حالتَي الرفع.
(قبلها كسرة) أخرج ما كان قبل الحرف الأخير ساكن، مثل: «رَمْيٌ».
وسمِّي الاسم المنقوص بذلك؛ لأن لامه -وهي الياء-تحذف عند التنوين، فتقول عند التنوين: «قاضٍ» فحذفت الياء؛ للتخلص من التقاء الساكنين، فمثلًا إذا قلنا: «هذا قاضٍ»، أو سمي بذلك لنقص ظهور بعض الحركات، فتقدر الضمة والكسرة، وأما الفتحة فتظهر لخفتها.
والسبب في عدم ظهور هاتين الحركتين: الضمة والكسرة هو الثِّقَل.
- الرابع: الفعل المعتل بالألف تقدر فيه الضمة والفتحة للتعذر، مثل: يخشى، لن يخشى.
-الخامس: الفعل المضارع المعتل بالواو وبالياء تقدر فيه الضمة فقط، وتظهر الفتحة لخفتها.
◆◇◆◇◆◇
رَفْعُ الْفِعْلِ المُضَارِعِ
إجماع النحويين أن الفعل المضارع إذا لم يسبقه ناصب ولا جازم يكون مرفوعًا.
اختلف النحويون في الرافع للفعل المضارع:
-قَالَ الْفَرَّاءُ وَأَصْحَابُهُ: رَافِعُهُ نَفْسُ تَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ وَالْجَازِمِ، وهذا هو القول المشهور، ورجحه ابن هشام بقوله: (وَأَصْحُّ الْأَقْوَالِ الْأَوَّلُ، وَهُوَ الَّذِي يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَةِ المُعْرِبِينَ، يَقُولُونَ: مَرْفُوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ وَالْجَازِمِ) وهذا العامل معنوي، كما أن العامل في المبتدأ معنوي، وهو الابتداء.
-وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: حُرُوفُ المُضَارَعَةِ، وهي الحروف الزائدة المجموعة في كلمة «نأيت»، وهذا رده ابن هشام بقوله: (وَيُفْسِدُ قَوْلَ الْكِسَائِيِ أَنَّ جُزْءَ الشَّيْءِ لَا يَعْمَلُ فِيهِ)، هذه الحروف جزء من الفعل، وجزءُ الشيء لا يعمل فيه.
-وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مُضَارَعَتُهُ لِلِاسْمِ، وهذا رده ابن هشام بقوله: (وَقَوْلَ ثَعْلَبٍ –أي: ويفسد قول ثعلب-أَنَّ المُضَارَعَةَ إِنَّمَا اقْتَضَتْ إِعْرَابَهُ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةِ) لا على الخصوص وهو الرفع.
فالمضارعة اقتضت إعراب الاسم، لا أنها عاملٌ فيه الرفع.
من جملة الرد على الكسائي وثعلب رحمهما الله: أنه يلزم على قولهما أن الفعل المضارع مرفوعٌ دائمًا، فإذا تقدم الفعلَ المضارعَ ناصبٌ أو جازم فيبقى على الرفع، وهذا لا قائل به.
ومعنى (مُضَارَعَتُهُ لِلِاسْمِ) أي: مشابهته للاسم، ومشابهة المضارع للاسم من أوجه، منها:
-من حيث الإبهام والتخصيص.
-ومن حيث دخول لام الابتداء.
-وَقَالَ الْبَصَرِيُّونَ: حُلُولُهُ مَحَلَّ الِاسْمِ، فإذا قلنا: زيد يقوم، فيقوم حَلَّ محل قائم. (قَالُوا: وَلِهَذَا إِذَا دَخَلَ عَلَيهِ، نَحْوُ: «أَنْ، وَلَنْ، وَلَمْ، وَلَمَّا» امْتَنَعَ رَفْعُهُ؛ لَأَنَّ الِاسْمَ لَا يَقَعُ بَعْدَهَا، فَلَيْسَ حِينَئِذٍ حَالًّا مَحَلَّ الِاسْمِ) أي: أن هذه الحروف إذا دخلت على الفعل يمتنع رفعه؛ لأنها من خصائص الفعل، وهذا اعترضه ابن هشام بأن هذا غيرُ مطرد، فقال: وَيَرُدُّ قَوْلَ الْبَصرِيِّينَ ارْتِفَاعُهُ فِي نَحْوِ: «هَلَّا يَقُوْمُ»؛ لَأَنَّ الِاسْمَ لَا يَقَعُ بَعْدَ حُرُوفِ التَّحْضِيضِ.
◆◇◆◇◆◇
نَوَاصِبُ الْفِعْلِ المُضَارِعِ
نواصب الفعل المضارع على قسمين: قسْم ينصب بنفسِه، وقِسْمٌ لا ينصب بنفسه، الذي ينصب بنفسه أربعة أحرف: «أن، لَنْ، كَيْ، إِذَنْ»، هذه تنصب الفعل المضارع بنفسها.
وقد بدأ ابن هشام بالكلام بـ «لن»؛ لأنها ملازمة للنصب لا تخرج عن هذا بخلاف البواقي. فـ«كَيْ» قد تخرج عن النصب إذا لم تسبقها اللام لفظًا ولا تقديرًا، فإنها تكون حرف جر، و«إِذَنْ» إذا انتفى شرط من الشروط الآتية إن شاء الله، فإنها لا تعمل النصب، و«أن» قد تخرج عن النصب، فلها أكثر من معنى، منها:
-أنها زائدة: ﴿ فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ ﴾ [يوسف: 96].
-مفسرة، مثل قوله: ﴿ وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) ﴾ [الشعراء].
-مخففة من الثقيلة ﴿ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى ﴾ [المزمل: 20].
وأخر ابن هشام الكلام على «أن» المصدرية؛ لطول الكلام عليها.
◆◇◆◇◆◇
الناصب الأول من النواصب الأربعة:«لن»
«لَنْ» حرف يفيد النفي والاستقبال بالاتفاق، فإذا قلنا «لَنْ أفعل» هذا يفيد نفي وقوع الفعل في المستقبل؛ لأن «لَنْ» حرف نفي ونصب واستقبال.
وَلَا يَقْتَضِي تَأبِيْدًا خِلَافًا للزمخشري، فإنه معتزلي ينفي رؤية الله سبحانه في الآخرة، وقد أراد التوصل بهذا إلى نفي رؤية الله سبحانه، فهو يقول في قوله: ﴿قَالَ لَنْ تَرَانِي﴾ [الأعراف: 143] «لَنْ» للتأبيد، وقد رد عليه أهل العلم.
وأصل «لن» مركبة من «لَا أَنْ» وهذا قول الخليل، وأما الفراء فيرى أن أَصْلهَا «لَا» فَأُبْدِلَتِ الْأَلِفُ نُونًا، ورده ابن هشام في «المغني» (373-374)، وقال: الْمَعْرُوف إِنَّمَا هُوَ إِبْدَال النُّون ألفًا لَا الْعَكْس، نَحْو: ﴿ لَنَسْفَعًا ﴾ [العلق: 15]، ﴿ وَلَيَكُونًا ﴾ [يوسف: 32].
◆◇◆◇◆◇
الناصب الثاني:«كَيْ» المصدرية الناصبة
ضابطها: أن تسبقها اللام لفظًا أو تقديرًا، مثال ذلك قال تعالى: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا﴾. سبقتها اللام لفظًا. و«جِئْتُكَ كَيْ تُكْرِمَنِي» سبقتها اللام تقديرًا، «لكَيْ».
وإذا لم يسبق «كَيْ» اللام لفظًا ولا تقديرًا فـ«كَيْ» حرف جر، تنتقل من قسم النواصب إلى حروف الجر، وينصب الفعل بعدها بـ«أن» مضمرة وجوبًا، ولا يجوز إظهارها.
ومن علامة «كَيْ» التعليلية:
-أن يأتي بعدها في اللفظ «أَنْ» مثل: «جئتك كَيْ أن تكرمني».
والسبب في كون «كي» حرف تعليل إذا دخلت على «أن» المصدرية، لأنه لَا يدْخل الْحَرْف المصدري على مثله .
وظهور «أن» المصدرية بعد «كي» الجارة، هذا يكون في ضرورة الشعر .
-أو تأتي اللام بعدها، مثل: «جئتك كَيْ لتكرمني».
وذكر الفاكهي في «حاشية متممة الآجرومية» ص (206) فائدة، وقال: فإن ظهرت اللام قبلها و«أن» بعدها جاز كونها مصدرية، وكونها جارة.
فائدة: إذا قدرت «أن» بعد «كي»، فـ«أن» والفعل في تأويل مصدر مجرور بها. «شرح الأشموني» (2/60).
◆◇◆◇◆◇
الناصب الثالث: «إِذَنْ»
إذن حرف جواب وجزاء ونصب.
شروط عمل «إِذَنْ» الناصبة:
-الأَوَّلِ: أَنْ تَكُوْنَ وَاقِعَةً فِي صَدْرِ الْكَلَامِ المجاب به.
-الثَّانِي: أَنْ يَكُوْنَ الْفِعْلُ بَعْدَهَا مُسْتَقْبَلا.
-الثَّالِثِ: أَنْ لَا يُفْصَلَ بَيْنَهُمَا بِفَاصِلٍ غَيرِ الْقَسَمِ. ابن هشام يرى أنه لا يفصل بين «إِذَنْ» والفعل فاصل سوى القسم، أما الفواصل الأخرى، وهي: «حرف النداء، والظرف، والجار والمجرور»، فهذه يرفع الفعل بعدها لوجود الفاصل، وفي قول آخر أن هذه الفواصل لا تمنع «إِذَنْ» من عملها.
و«إِذَنْ» إذا توفرت فيها الشروط لا يجب إعمالها فيجوز «إِذَنْ أُكْرِمَكَ»، «إِذَنْ أُكْرِمُكَ».
قاعدة إملائية:
كتابة «إِذَنْ» تكتب بالنون إذا أُعملت، وتكتب بالألف إذا ألغيت، والله أعلم.