◆◇◆◇◆◇
سور يس
لا يثبت حديث في فضلها، ومن تلك الأحاديث: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ القُرْآنِ يس» رواه الترمذي (2887) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وقد ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في: «السلسلة الضعيفة» (169)، وحكم عليه بأنه موضوع.
- «اقْرَءُوهَا عِنْدَ مَوْتَاكُمْ، يَعْنِي: يس» رواه أبو داود (3121)، وابن ماجه (1448)، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ والحديث ضعيف.
لم يثبت في فضلها على الخصوص. ومما ورد حديث: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ أَبَدًا» رواه ابن السني في «عمل اليوم والليلة»(680) عن ابْنِ مَسْعُودٍ. والحديث ضعيف، مع شهرته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ سُورَةً فِي الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِصَاحِبِهَا حَتَّى غُفِرَ لَهُ: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾» رواه ابن ماجه (3854).
والحديث حسنه الشيخ الألباني رَحِمَهُ الله.
القراءة في صلاة الصبح يوم الجمعة
القراءة في صلاة الجمعة
وعن ابن عباس رضي الله عنهما الحديث وفيه: َأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ سُورَةَ الْجُمُعَةِ، وَالْمُنَافِقِينَ. رواه مسلم (879).
القراءة في صلاة العيدين
عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَأَلَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما: عَمَّا قَرَأَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ الْعِيدِ؟ فَقُلْتُ: «بِـ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾، وَ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾» أخرجه مسلم (891). وتقدم حديث النعمان قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ، وَفِي الْجُمُعَةِ بِـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾، وَ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾».
أما الاقتصار على بعض الآيات من هذه السور فليس من السنة. بل السنة أن يقرأ السورة بأكملها، ونبَّه الإمام النووي أنه يدرج قراءته مع ترتيل، حتى لا يطيل على المأمومين، فإن النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُوجِزْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الكَبِيرَ، وَالضَّعِيفَ، وَذَا الحَاجَةِ» رواه البخاري (7159)، ومسلم (466) عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
القراءة في سنة الفجر:
وجاء عند الإمام مسلم (727) عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فِي الْأُولَى مِنْهُمَا: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا﴾ [البقرة: 136] الْآيَةَ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ، وَفِي الْآخِرَةِ مِنْهُمَا: ﴿آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 52].
وهذا من تنوع العبادات.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، وَالرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، بِضْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ بِضْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ(1)﴾[الكافرون]، و﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1] أخرجه الإمام أحمد (4763).
وهذا حديث معل، وجاء من طرق أخرى، غير أنها لا تخلو من ضعف.
يقرأ في الركعة الأولى الكافرون، وفي الثانية الإخلاص رواه مسلم (1218) من حديث جابر بن عبد الله الطويل في حجة الوداع.
ذكر النووي رحمه الله أنه يقرأ الكافرون في الأولى، والإخلاص في الثانية.
وذكره الإمام النووي رحمه الله كذلك في «الأذكار» (1/294)، قال الحافظ رَحِمَهُ الله في «فتح الباري» عقب حديث الاستخارة (6382): قال شيخنا-يعني: العراقي-: لم أقف على دليل ذلك، ولعله ألحقهما بركعتي الفجر، والركعتين بعد المغرب.
قال: ولهما مناسبة بالحال؛ لما فيهما من الإخلاص والتوحيد. والمستخير محتاج لذلك.
وبما أنه لا دليل في ذلك، فلا يقال باستحباب تعيين هاتين السورتين؛ لأن الاستحباب حكم شرعي يحتاج إلى دليل.
القراءة في الوتر في الثلاث الركعات
قراءة المعوذتين في الركعة الثالثة من الوتر
هذه الزيادة منكرة. أخرجها الترمذي (463)، وأبو داود (1424) وفي الإسناد خصيف بن عبد الرحمن الجزري، ضعيف. وعبد العزيز بن جريج ضعيف، وأيضًا لم يلقَ عائشة.
وأكثر العلماء على عدم قراءة المعوذتين في الركعة الأخيرة من الوتر.
◆◇◆◇◆◇
أقوى ما جاء فيه حديث أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، والصحيح فيه أنه موقوف.
والذين قالوا باستحباب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة منهم من رجح وقفه، ولكن قالوا: موقوف له حكم الرفع.
وهذا سمعت والدي رحمه الله يتعقبه، ويقول: لم يذكروا في كتب المصطلح (الموقوف)، و(المرفوع) إلا للتمييز بين الموقوف والمرفوع.
ولم أقف على قول لأحد من علمائنا المتقدمين في عدم استحباب قراءة هذه السورة يوم الجمعة، بل إما مصرح بالاستحباب، وإما ساكت في المسألة.
والذي استفدناه من والدي رَحِمَهُ الله: عدم استحباب قراءة هذه السورة يوم الجمعة؛ لأنه لم يثبت الحديث في الحث على قراءة هذه السورة يوم الجمعة، هكذا استفدنا.
أما قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة أكثر الروايات بلفظ «يَومَ الجُمُعَةِ»، وأما لفظة «لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ» فهي شاذة زادها محمد بن الفضل الملقب بعارم.
وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى أنها لا تقرأ ليلة الجمعة، وهذا هو الصحيح في مذهب الحنابلة.
وقال الشيخ ابن باز رَحِمَهُ الله في «مجموع الفتاوى»(12/415): أما قراءتها في ليلة الجمعة فلا أعلم له دليلًا، وبذلك يتضح أنه لا يشرع ذلك. والله ولي التوفيق.
◆◇◆◇◆◇
آية الكرسي
من المواضع التي يستحب قراءة آية الكرسي فيها:
-عند النوم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فَذَكَرَ الحَدِيثَ-، وفيه: فَقَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ» رواه البخاري (2311) معلَّقًا.
-بعد الصلاة المكتوبة: عَن أبي أُمَامَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: «من قَرَأَ آيَة الْكُرْسِيّ فِي دبر كل صَلَاة مَكْتُوبَة لم يمنعهُ من دُخُول الْجنَّة إِلَّا أَن يَمُوت» رواه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (98) وهو في «الصحيح المسند» (478) لوالدي رَحِمَهُ الله.
-في الصباح والمساء: روى النسائي في «عمل اليوم والليلة»(961)، من طريق مُحَمَّد بن أُبي بن كَعْب قَالَ: كَانَ لجدي جرن. الحديث وفيه: فقال له: هَذِه الْآيَة الَّتِي فِي سُورَة الْبَقَرَة: ﴿الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم لَا تَأْخُذهُ سنة وَلَا نوم﴾ إِذا قلتهَا حِين تصبح أجرت منا إِلَى أَن تمسي وَإِذا قلتهَا حِين تمسي أجرت منا إِلَى أَن تصبح فغدا أبيّ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ خَبره قَالَ: «صَدَقَ الْخَبِيثُ». وظاهره الإرسال، ولكن أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»(1/201)، وعنده: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله.
وهنا تنبيه: إذا قرأ آية الكرسي عقب صلاة الفجر وصلاة العصر أجزأته عن قراءتها مرة أخرى في أذكار الصباح والمساء، فالعبادات قد تتداخل، والله أعلم.
المواضع التي يقرأ فيها المعوذات:
- دبر كل صلاة. عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ. رواه أحمد (28/634).
-عند النوم. روى البخاري (5017)، ومسلم (2192) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَتَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةِ جَمَعَ كَفَّيهِ، ثَمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) ﴾[ الْإِخْلَاصُ: 1 ]، وَ ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) ﴾[ الْفَلْقُ: 1 ]، وَ ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) ﴾[ النَّاسُ: 1 ] ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، وَيَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ، وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
-في الصباح والمساء: عن عبد الله بن خُبيبٍ رضي الله عنه قَالَ: أَصَابَنَا طَشٌّ وَظُلْمَةٌ، فَانْتَظَرْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ لَنَا، فَخَرَجَ فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ: قُلْ. فَسَكَتُّ. قَالَ: قُلْ. قُلْتُ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي، وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثًا تَكْفِيكَ كُلَّ يَوْمٍ. رواه أحمد (37/335).
-وثبت الحث على قراءة المعوذتين من غير التقييد بوقت، روى النسائي في «السنن الكبرى» (7798) «يَا ابْنَ عَامِرٍ، أَلَا أُخْبِرُكُ بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ؟» قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ».
◆◇◆◇◆◇
بعض الآيات والسور التي تُقرَأُ عند النوم
- قراءة آية الكرسي.
-المعوذات.
-قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة عند النوم فَفِي «الصَّحِيحَيْنِ» عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ».
قال ابن القيم رحمه الله في «الوابل الصيب» (97): الصحيح أن معناه كفتاه من شر ما يؤذيه، وقيل: كفتاه من قيام الليل، وليس بشيء.
وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم حثَّ على قراءة هاتَين الآيتينِ كل ليلة، وحث على قيام الليل، مما يدل على أنه لا يغني قراءة هاتين الآيتين عن قيام الليل.
ولفظة «ليلة» في قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» يدل أن من أذكار الليل الآيتين من آخر سورة البقرة. والليلة تبدأ من غروب الشمس.
فعلى هذا يستحب قول هذا الذكر في أول الليل للتحصُّنِ والوقاية من الآفات والمكروهات.
-قراءة الزمر والإسراء فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ سُورَةَ الزُّمَرِ وَبَنِي إِسرَائِيلَ. رواه الترمذي (2929)، وصححه والدي رَحِمَهُ الله في «الصحيح المسند» (1613).
القراءة عند الاستيقاظ من النوم
من أذكار الاستيقاظ قراءة الآيات من أواخر سورة آل عمران روى البخاري (1198)، ومسلم (763) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الحديث وفيه قال:ثُمَّ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ، فَمَسَحَ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ آيَاتٍ خَوَاتِيمَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ» الحديث.
◆◇◆◇◆◇
القراءة عند المريض
المريض يُرقى بالقرآن وبالأدعية النبوية، وهذا من أسباب العافية والسلامة، رقى شرعية بالكتاب والسنة.
يقرأ سورة الفاتحة والمعوذات، وهكذا لو قرأ بغير هذا فالقرآن شفاء، قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)﴾ [يونس]. وهكذا من الأدعية النبوية مثل حديث عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ اليُمْنَى، وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» رواه البخاري (5743)، ومسلم (2191).
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: «بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ»رواه مسلم (2186)
وَرَوَى الْخَطِيبُ أَبُوبَكرٍ الْبَغْدَادِيُّ رَحِمَهُ اللهُ بِإِسْنَادِهِ، أَنَّ الرَّمَادِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ إِذَا اشْتَكَى شَيئًا قَالَ: هَاتُوا أَصحَابَ الْحَدِيثِ. فَإِذَا حَضَرُوا قَالَ: اقرَءْوا عَلَيَّ الْحَدِيثَ.
هذا الأثر في الاستشفاء بقراءة الأحاديث أخرجه الخطيب في «شرف أصحاب الحديث» (189) تحت عنوان مَنْ كَانَ يَسْتَشْفِي بِقِرَاءَةِ الْحَدِيثِ.
ومجالس العلم فيها الأنس والراحة لمن ذاق حلاوة العلم؛ ولهذا قد ترتفع معنويته، ويزول مرضُه، وتفرَّج كربته.
قال ابن القيم رَحِمَهُ الله في «روضة المحبين» (70): وحدثني شيخنا-شيخ الإسلام ابن تيمية-قال: ابتدأني مرض، فقال لي الطبيب: إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض، فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك، أليست النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة فدفعت المرض، فقال: بلى، فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم، فتقوى به الطبيعة، فأجد راحة، فقال: هذا خارج عن علاجنا. أو كما قال. اهـ. والله أعلم.
القراءة عند الميت
وذكر رحمه الله في ضمن البدع في آخر «الجنائز» (243): قراءة سورة (يس) على المحتضر. اهـ.
وقد ورد حديث عن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ».
أخرجه أبو داود (3121)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (1074)، وابن ماجه (1448).
والحديث من طريق أبي عثمان وليس بالنهدي، عن أبيه، عن معقل.
وأبو عثمان ليس بالنهدي، هو وأبوه مجهولان.
وأعله ابن القطان بالاضطراب، كما في «التلخيص»؛ فالحديث ضعيف.