جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

الأخذ والعطاء باليمين


بسم الله الرحمن الرحيم
سألت والدي الشيخ مقبل رحمه الله عن الأخذ والعطاء هل يُستَحَبُّ أن يكون باليمين ؟.
فأجاب :نعم لرواية (وَلْيَأْخُذْ بِيَمِينِهِ، وَلْيُعْطِ بِيَمِينِهِ) .
قلت :قال ابن ماجة رحمه الله (3266)حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لِيَأْكُلْ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ، وَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، وَلْيَأْخُذْ بِيَمِينِهِ، وَلْيُعْطِ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ، وَيُعْطِي بِشِمَالِهِ، وَيَأْخُذُ بِشِمَالِهِ».
وهشام بن عمار من مشايخ البخاري وفيه كلام لكن للحديث ما يقويه .
وباقي رجاله ثقات .
الهقل بن زياد : ثقة كما في تقريب التهذيب .
وذكره العلاَّمةُ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (1236) .
وفي الباب أيضاً عموم ما رواه الشيخان في صحيحيهماعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ، فِي نَعْلَيْهِ، وَتَرَجُّلِهِ، وَطُهُورِهِ» .
وكان والدي رحمه الله :إذا تناول أحدٌ منه الشيء بالشمال ما يعطيه ويقول له : باليمين .
وهذا من الآداب ومن السنن التي ينبغي أن نعمل بها ومن العمل بالعلم ويدخل في المسابقة إلى الخيروإلى طريق الجنة.
قال سبحانه في القسم الثالث من عباد الله الصالحين {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}.
 قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: هُوَ الْفَاعِلُ لِلْوَاجِبَاتِ وَالْمُسْتَحَبَّاتِ، التَّارِكُ لِلْمُحَرَّمَاتِ وَالْمَكْرُوهَاتِ وَبَعْضِ الْمُبَاحَاتِ .
 ومن أسباب زيادة الإيمان لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فالذي يحافظ على المستحبات أكمل إيماناً من الذي يُقصر في فعلها .
ومن أسباب توفيق الله عز وجل للعبد الحرص على فعل المستحبات .
ومن أسباب نيل محبة الله التقرب إليه بفعل المستحبات .
وما شُرِعَ لنا المستحبات إلا لحكمة بالغة .
 قال شيخ الإسلام في الفتاوى (22/ 347): لكل عبادة حكمة  فَجَمِيعُ مَا شَرَعَهُ الرَّسُولُ لَهُ حِكْمَةٌ وَمَقْصُودٌ يُنْتَفَعُ بِهِ فِي مَقْصُودِهِ فَلَا يُهْمَلُ مَا شَرَعَهُ مِنْ الْمُسْتَحَبَّاتِ اهـ المراد.
فلا نتساهل في فعل المستحبات كما يقول بعضهم :هو مستحب وليس بواجب .

يقول الوالد الشيخ مقبل رحمه الله :الأولون يعرفون السنة ويتنافسون في العمل بها ، المتأخرون إذا ذُكرت لهم سنة لا يبالون بها .

والله المستعان .