جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 25 أغسطس 2017

(48)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

                      العين حق

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ يُؤْمَرُ الْعَائِنُ فَيَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ الْمَعِينُ» رواه أبوداود(3880).

[هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.الصحيح المسند(1574)].

----------------------------

في هذا الحديث من الفوائد:

أن العين حق .وكما قال تعالى:﴿ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ﴾[القلم:51]. أَي: يعينوك بِأَبْصَارِهِمْ كما قاله جمعٌ من المفسِّرين.

قال ابن القيم رحمه الله في«زاد المعاد»(4/152): أَبْطَلَتْ طَائِفَةٌ مِمَّنْ قَلَّ نَصِيبُهُمْ مِنَ السَّمْعِ وَالْعَقْلِ أَمْرَ الْعَيْنِ، وَقَالُوا: إِنَّمَا ذَلِكَ أَوْهَامٌ لَا حَقِيقَةَ لَهُ، وَهَؤُلَاءِ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ بِالسَّمْعِ وَالْعَقْلِ، وَمِنْ أَغْلَظِهِمْ حِجَابًا، وَأَكْثَفِهِمْ طِبَاعًا، وَأَبْعَدِهِمْ مَعْرِفَةً عَنِ الْأَرْوَاحِ وَالنُّفُوسِ. وَصِفَاتِهَا وَأَفْعَالِهَا وَتَأْثِيرَاتِهَا، وَعُقَلَاءُ الْأُمَمِ عَلَى اخْتِلَافِ مِلَلِهِمْ وَنِحَلِهِمْ لَا تَدْفَعُ أَمْرَ الْعَيْنِ، وَلَا تُنْكِرُهُ .اهـ

ضررالعين وأن لها تأثيرًا في المعيون .

وهذا بقدر الله عزوجل . روى مسلم (2188) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا».

أن علاجَ العين الوضوء ثم  صبُّه  على المصَاب .

كما أن الرقية  كالفاتحة والمعوِّذات أيضًا علاج للمُصاب بالعين.

وينبغي الذكرُ لمن أُعجِبَ بشيءٍ بقول :اللهم بارك كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ويجب التوكل على الله وتركُ الأوهام ،فبعض الناس مجرد مرض خفيف كالحمى والزُّكام وإذا به يقول:أصابني أو أصاب ولدي فلانٌ بالعين .

كما ينبغي التحصن بالأذكار والأوراد فإن هذا بإذنِ الله يدفع الشرَّ والضرر .

والوقاية خيرٌ من العلاج .

وقد كان هناكَ رجلٌ في درس«صحيح مسلم» لوالدي رحمه لله منحه ربُّه قوة الحافظية فسردَ أحاديث الأسبوع كلَّها بالأسانيد وهو واقف ،وقبل النهاية سقط فشعر والدي رحمه الله أن هذا عين ،فسمعناه يقول: أغلقوا باب المسجد ،لا يخرج أحد ،ثم توضأُوا عن آخرهم ،واغتسل به المُصاب ،ولكنه لم تَعُدْ حالتُه جيِّدةً كما كانت .

والْعَيْنُ عَيْنَانِ عَيْنٌ إِنْسِيَّةٌ، وَعَيْنٌ جِنِّيَّةٌ  كما في«زادالمعاد»(4/151).

والعين قد تكونُ من حاسد ،وقد تكون من محبٍّ .

يعجبُه شيءٌ فتنبعث سمومٌ إلى الشخص الذي أُعجِبَ به .فلهذا قد يصيبُ ولدَه وزوجته وماله ،بل قد يصيب نفسَه .

وذكر ابن القيم في«زاد المعاد»(4/154)أن العائن قَدْ يَكُونُ أَعْمَى، يُوصَفُ لَهُ الشَّيْءُ فَتُؤَثِّرُ نَفْسُهُ فِيهِ، وَإِنْ لَمْ يَرَهُ، وَكَثِيرٌ مِنَ الْعَائِنِينَ يُؤَثِّرُ فِي الْمَعِينِ بِالْوَصْفِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ.


وذكر رحمه الله أن العائن قَدْ يَعِينُ بِغَيْرِ إِرَادَتِهِ، بَلْ بِطَبْعِهِ .

 قال:وَهَذَا أَرْدَأُ مَا يَكُونُ مِنَ النَّوْعِ الْإِنْسَانِيِّاهـ