جديد المدونة

جديد الرسائل

التعريف بالشيخة


بسم الله الرحمن الرحيم


أنا أمُّ عبد الله عائشة بنت الإمام مُجَدِّدِ السنة وقامعِ البدعة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.

وُلدت في مدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، غيرَ أني لم أعش بها قط.

لقد عشت ونشأت في بلدي دماج، في بيت علم نشأةً دينية علمية، لا نرفع رأسًا لغير العلم.

بدأت من صِغري ولله الحمد في طلب العلم، فتعلمتُ القراءة والكتابة على يدِ والدي الكريم.
وأيضًا كان يُدَرِّسنا ذلك بعض نساء طلابِ الوالد، الذين وفدوا إليه لطلب العلم من مصر والسودان، وأخذتُ القرآن الكريم مع مبادئ في علم التجويد، وحفظ بعض المتون مثل رياض الصالحين وعمدة الأحكام.

ثُمَّ اتجهت لدروس والدي رحمه الله العامَّة، أحضر في مكان النساء الخاص، حتى إني قد أكون بمفردي في المكان، لا يوجد أحد من النساء فيه غيري.
وكان لوالدي رحمه الله عناية عظيمة بتأديبي وتعليمي وتوجيهي، حتى إنه كان يقدِّمني على بحوثه وشواغله.

وأخذت ولله الحمد في الحديث وعلومه على يدي والدي «مختصر علوم الحديث» لابن كثير، و«تدريب الراوي» للسيوطي، و«غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل» لوالدي. كما أنني أخذتُ «نزهة النظر» لابن حجر، و«شرح علل الترمذي» لابن رجب على يدي بعض مشايخ الدار- أعني دار الحديث بدماج - سابقًا.

وأخذت على يد والدي في التاريخ والسيرة: «الصحيح المسند من دلائل النبوة» لوالدي رحمه الله في الدرس الخاص والعام أيضًا، ومن «صحيح البخاري»، وأعني بالدرس الخاص: الدرس الذي كان والدي يخصُّني به في البيت، والعام: الدروس العامة التي يلقيها على كرسيه في المسجد.

وفي التوحيد والعقيدة كنت أحضر دروس والدي في: «الجامع الصحيح في القدر»، و«الشفاعة» كلاهما لوالدي رحمه الله. وبعضًا من «توحيد الأسماء والصفات» لابن خزيمة، و«السنة» لعبد الله بن أحمد. وهذه الدروس كانت في دروسه العامة.
«التدمرية»، و«الفتوى الحموية»، و«الإيمان الأوسط» لشيخ الإسلام، و«شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز، و«فتح المجيد شرح كتاب التوحيد» على يد بعض مشايخ الدار.
وكان لي بعض الاستفسارات في هذه الكتب كنت أسألُ الوالد عنها.

وفي النحو: «التحفة السنية»، و«متممة الآجرومية»، و«شرح قطرالندى»، و«شرح ابن عقيل». درستُ ذلك كله على يد والدي رحمه الله. وكان يأمرني أن أُعرِبَ عنده جميع ما يمر بنا إعرابه من الشواهد من الآيات القرآنية والأمثلة والأشعار.
وحفظت ولله الحمد ألفيةَ ابن مالك. وقد أحببنا علمَ النحو كثيرًا لكثرة اهتمام الوالد رحمه الله بذلك في دروسه ومذاكراته.

وكنتُ أحضر دروس والدي في الفقه ومتون الحديث من: «صحيح البخاري»، و«صحيح مسلم»، و«الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»، و«ذم المسألة» لوالدي.
 وفي أصول الفقه: «الأصول من علم الأُصول»، و«الورقات»، و«الرسالة» للشافعي على يد بعض مشايخ الدار.

وفي التفسير: «تفسير الحافظ ابن كثير»، و«الصحيح المسند من أسباب النزول». وهذا كان في دروس والدي العامة.
«مقدمة في أُصول التفسير» لشيخ الإسلام على يد بعض مشايخ الدار.

ولكثرة نصائح والدي في الترغيب في طلب العلم حدَّثتْني نفسي أن أكون من الحفَّاظ، ولم يقدَّرْ لي ذلك.
وهذا بعض ما يسر ربي به، والعلم هو مُيَسَّر فقد قال ربنا سبحانه: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر:17].

وقد أثنى علي والدي رحمه الله في مقدمته لكتابي «الجامع الصحيح في العلم وفضله» وقال: أما أم عبد الله الوادعية فإنها قائمة حفظها الله بتعليم أخواتها في العقيدة، والقرآن، والحديث، والنحو، وبالإجابات عن أسئلة أخواتها في الله في الرسائل التي تصل إليها من كثير البلاد اليمنية، ولا ترفع رأسًا لغير العلم، والتعليم، والتأليف، وكتابها «الصحيح المسند في الشمائل المحمدية» على وشك الانتهاء من طبعه. أسأل الله أن يوفقها، ويسهل لها مواصلة المسيرة في خدمة السنة النبوية، والدعوة إليها، وأن يعيذها من فتنة الدنيا والممات، إنه على كل شيء قدير.

وقال رحمه الله في «مقدمة نصيحتي للنساء»:..مستفيدة في علوم شتى، متأدِّبةً بآداب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فاضلة حريصة على وقتها غاية الحرص، من أجلِ هذا باركَ اللهُ في علمها، حريصة على إفادة أخواتها تدرِّس الكتاب حتى تنتهيَ منه ثم تنتقل إلى كتابٍ آخر، محبة لكتب العقيدة والفقه واللغة. اهـ.

ومن صغري من سنٍّ مبكر وأنا أقوم بالتدريس، وفي السنين الأُولى كان الذي أقوم به تعليم القراءة والكتابة والقرآن وحفظ بعض المتون، حتى فتح الله فقمت بعد ذلك بتدريس النساء في دار الحديث بدماج.

وقد استفدتُ من توجيهات والدي الخاصة والعامة ومن ذلك:
  • التجرد للدليل على فهم السلف الصالح ونبذ التقليد.
  • أن الحق لا يعرف بالرجال ولكن الرجال يعرفون بالحق.
  • الإقبال على العلم وأنه لا شيء أرفع ولا أسعد من العلم لا الملك ولا الرئاسة ولا الدنيا بأجمعِها.
  • بغض الفُرقة والتحزُّب.
  • ترك الجدل فيما لا فائدة فيه.
  • البُعد عن الشواغل ما أمكن والتفرغ للعلم.
  • المحافظة على الوقت وعمارته بالعلم والطاعة لرب العالمين.

كتبت هذه الكلمات تلبيةً لطلب بعض أخواتي في الله مع تهَرُّبي كثيرًا عن ذلك، ولكن أحيانًا قد يأتي
طلبٌ فما يُستطَاعُ أنْ يُرَدَّ، ونحن نعلم ضعفنا وعجزنا وأننا لسنا بشيءٍ، ونسأل من ربنا دوام التوفيق، والمزيد من فضله حتى نلقاه سبحانه، وأن ينفعنا ويجعل لنا البركة.


     كتبته
 أم عبد الله عائشة بنت الشيخ مقبل رحمه الله
 19 من شهر جمادى الأولى 1437.