جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 30 ديسمبر 2019

(27)التَّذْكِيْرُ بِسِيْرَةِ سَيِّدِ البَشَرِ


آخر مَن خرج مِن قبره عليه الصلاة والسلام


عن عَبْدِاللهِ بْنِ الحَارِثِ قَالَ: اعْتَمَرْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي زَمَانِ عُمَرَ، أَوْ زَمَانِ عُثْمَانَ ، فَنَزَلَ عَلَى أُخْتِهِ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ. فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ عُمْرَتِهِ رَجَعَ فَسُكِبَ لَهُ غُسْلٌ، فَاغْتَسَلَ.

 فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ العِرَاقِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا حَسَنٍ، جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرٍ نُحِبُّ أَنْ تُخْبِرَنَا عَنْهُ. قَالَ: أَظُنُّ المُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يُحَدِّثُكُمْ أَنَّهُ كَانَ أَحْدَثَ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللهِ  صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، قَالُوا: أَجَلْ، عَنْ ذَلِكَ جِئْنَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: أَحْدَثُ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللهِ  صلى الله عليه وعلى آله وسلم  قُثَمُ بْنُ العَبَّاسِ.

رواه الإمام أحمد.

وذكره والدي تحت ترجمة: الرد على من أخطأ في الحديث.وقال عقب إخراجه: هذا حديث حسن.اهـ


وفي هذا الحديث :

 منقبة لقثم بن العباس  رضي الله عنهما،وأنه كان أحدث الناس عهدًا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأنَّه كَانَ آخر من خرج من قبره ممن نزل فِيهِ.

(141)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله

                                      صفة  صلاة الكسوف وعدد ركعاتها

سألت والدي الشيخ مقبل رحمه الله عن اختلاف أحاديث صلاة الكسوف لماذا اعتُبِر كيفيات صلاة الكسوف شاذة إلا ما جاء في حديث عائشة وابن عباس وما في معناهما؟

فأجابني:الصحيح أن صلاة الكسوف أربع ركوعات، في أربع سجدات ،وما عداه فشاذ، لأن الكسوف ما وقع في عهد النبي  صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا مرة واحدة،يوم مات ولده إبراهيم.

---------------------------------

قلت: وهذا الذي رجحه والدي هو قول جمهور العلماء.

قال النووي  رحمه الله  في«شرح صحيح مسلم»(901): اختلفوا في صفتها، فالمشهور في مذهب الشافعي أنها ركعتان، في كل ركعة قيامان وقراءتان، وركوعان.

وأما السجود فسجدتان كغيرهما، وسواء تمادى الكسوف أم لا.وبهذا قال مالك والليث وأحمد، وأبو ثور وجمهور علماء الحجاز وغيرهم.

وقال الكوفيون:هما ركعتان كسائر النوافل عملًا بظاهر حديث جابر بن سمرة وأبي بكرة أن النبي  صلى الله عليه وعلى آله وسلم  صلى ركعتين.

وحجة الجمهور حديث عائشة من رواية عروة وعمرة، وحديث جابر وابن عباس، وابن عمرو بن العاص، أنها ركعتان، في كل ركعة ركوعان، وسجدتان.

قال ابن عبد البر: وهذا أصح ما في هذا الباب، قال: وباقي الروايات المخالفة معللة ضعيفة، وحملوا حديث ابن سمرة بأنه مطلق، وهذه الأحاديث تبين المراد به، وذكر مسلم في رواية عن عائشة وعن ابن عباس وعن جابر ركعتين في كل ركعة ثلاث ركعات،ومن رواية ابن عباس وعلي رَكْعَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ.

 قَالَ الْحُفَّاظُ :الرِّوَايَاتُ الْأُوَّلُ أَصَحُّ وَرُوَاتُهَا أَحْفَظُ وَأَضْبَطُ.اهـ

وقال ابن القيم  رحمه الله في «زاد المعاد»(1/456): المنصوص عن أحمد أيضًا أخذه بحديث عائشة وحده في كل ركعة ركوعان، وسجودان، ثم ذكر أن هذا اختيار أبي بكر وقدماء الأصحاب، وهو اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية، وكان يضعف كل ما خالفه من الأحاديث، ويقول: هي غلط، وإنما صلى النبي  صلى الله عليه وعلى آله وسلم  الكسوف مرة واحدة يوم مات ابنه إبراهيم، والله أعلم. اهـ.

وإلى هذا ذهب الشيخ الألباني، في «الإرواء»، (3/137).


حديث عائشة وابن عباس في صفة صلاة الكسوف


عن عُرْوََ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ إِلَى المَسْجِدِ، فَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَكَبَّرَ فَاقْتَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقَامَ وَلَمْ يَسْجُدْ، وَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً هِيَ أَدْنَى مِنَ القِرَاءَةِ الأُولَى، ثُمَّ كَبَّرَ وَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ أَدْنَى مِنَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَالَ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَاسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، وَانْجَلَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ، ثُمَّ قَامَ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: «هُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاَةِ» وَكَانَ يُحَدِّثُ كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، كَانَ يُحَدِّثُ يَوْمَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، بِمِثْلِ حَدِيثِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ.
رواه البخاري(1046)،ومسلم (901).

(74)سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْرِ




﴿إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ (98)﴾ إلى قوله تَعَالَى:﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)﴾

من فوائد هذه الآيات الكريمات

1.  خطر الشرك بالله عز وجل.

2.   توبيخ المشركين ومحاجتهم على شركهم  إذ لو كان الذين يعبدونهم يستحقون العبادة لما كانوا في النار العابدين والمعبودين،فعجزهم دليل أنهم غير مستحقين للعبادة.

وفي آيات أخرى كثيرة فيها محاجَّةُ المشركين على عبادتهم غير الله:

أنهم إذا كانوا لا يملكون ضرًا ولا نفعًا فكيف يُعبَدون من دون الله .قال تعالى:﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ﴾[يونس:18 ].

أن من لا يخلق فإنه لا يستحق العبادة قال سبحانه:﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾[النحل:17].

أن من لا ينطق ولا يسمع ولا يبصر لا يكون مستحقًّا للعبادة.قال سبحانه في شأن العجل الذي عبده بنو إسرائيل:﴿ أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا﴾[طه:89 ].

أن معبوديهم فقراء لا يملكون الأرزاق قال سبحانه في سورة سبأ:﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾.

أن معبوديهم لا يملكون شيئًا فالملك كله لله في الأولى والأخرى قال تَعَالَى:﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ﴾ [فاطر].

﴿ قِطْمِيرٍ ﴾:القشرة (اللفافة) التي تكون على النواة. 
وهذا كله دليل على إفراد الله بالعبودية وحده،واجتناب الشرك.

3.  وفيه خلود المشركين في النار، وقد بيَّن أهل العلم أن دخول المعبودات الجمادات من الأشجار والأحجار في النار أنه من باب توبيخ المشركين وتقريعهم، وزيادة في تعذيبهم.

4.   حال أهل النار وماهم فيه من الأنين والصراخ والأصوات لشدة آلامهم وتعبهم فلهم أصوات تشبه نهيق الحمار. الحمار عندما ينهق يخرج له صوت وشهيق،فهكذا أهل النار وهذا من أشد أنواع العذاب أنهم لا يقر لهم قرار،وإن استغاثوا لا يغاثوا.

يستغيثون ويطلبون الماء كما قال تعالى:﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾[الأعراف].

يستغيثون ويطلبون الخروج إلى الدنيا ليستقيموا فلا يغاثون قال تعالى:﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾.

وإذا عرفوا أن لا خروج لهم من النار يستغيثون ويطلبون الموت قال تعالى:﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78)﴾[الزخرف]،صار عندهم الموت خيرًا من الحياة،لأن حياتهم جحيمية،فأجسادهم تلتهب بالنار وعظامهم تحترق.

وهذا بخلاف أهل الجنة فإنهم في راحة ونعيم لا يريدون أن يتحولوا عنه قال تعالى:﴿ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا﴾.



5.  أن من أوصاف أهل النار أنهم فيها لا يسمعون.

وفي معنى﴿لا يسمعون﴾ قولان:أحدهما أنهم صُمٌّ آذانهم.ويدل له قوله تَعَالَى:﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا﴾[الإسراء:97]

القول الثاني:لا يسمعون ما يسرُّهم.



6.  سعادة أهل التوحيد والإيمان فهم في أمن وسلامة من النار ويتمتعون بنعيم الجنة وملذاتها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون.

7.  أَمْنُ أهل الجنة من الفزع الأكبر وهي نفخة البعث عند جماعة من العلماء وهو اختيار ابن جرير. وقيل:الموت. وقيل: حين يُؤمر العبد إلى النار.

8.  تلقي الملائكة لأهل الجنة بالتهنئة والبِشارة وأنهم وصلوا إلى يومهم الذي وعدهم الله به. وتلقي الملائكة لأهل الجنة يحتمل أنه عند خروجهم من قبورهم، ويحتمل أنه عند دخولهم الجنة،وفيه إيناس لأهل الجنة ولطافة بهم كالذي يرحب بضيوفه ويستقبلهم بالترحيب والملاطفة.






الأحد، 22 ديسمبر 2019

(140)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله


من فقه والدي رحمه الله

حكم الأذان الأول يوم الجمعة



استفدت من والدي الشيخ مقبل رحمه الله ما يأتي:


الأذان الأول يوم الجمعة ليس بمشروع ،وفعله عثمان رضي الله عنه  اجتهادًا منه،وعبدالله بن عمر كما في «مصنف ابن أبي شيبة» يقول:إنه بدعة.
 [المصنف(5437)ولفظه: «الْأَذَانُ الْأَوَّلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِدْعَةٌ»].

ولسنا نقول إن عثمان رضي الله عنه مبتدع.
نحن مأمورون باتباع رسول الله  صلى الله عليه وعلى آله وسلم،﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾[الحشر:7].

 وفي «صحيح البخاري»من حديث السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ:«كَانَ النِّدَاءُ يَوْمَ الجُمُعَةِ أَوَّلُهُ إِذَا جَلَسَ الإِمَامُ عَلَى المِنْبَرِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَثُرَ النَّاسُ زَادَ النِّدَاءَ الثَّالِثَ عَلَى الزَّوْرَاءِ».
[النص منقول من البخاري 912].


وأجاب والدي رحمه الله على سؤال:
هل كل من ارتكب البدعة يكون مبتدعًا؟

إذا كان سنيًّا وعمل بدعة فلا يسمى مبتدعًا، كعثمان بن عفان رضي الله عنه، إذ أمر مؤذنًا يؤذن بالزوراء يوم الجمعة.



 [استفدته وقيدته من دروس والدي رحمه الله]



فتبصَّر أيها المنصف،واحذر التَّعسُّفَ،وكُنْ متبعًا للدليل،فالحقُّ أحقُّ أن يُتَّبعَ.

دعوا كلَّ قولٍ عند قولِ محمد..فما آمنٌ في دينه كمخاطر

السبت، 21 ديسمبر 2019

(23)أَوصَافُ طالبِ العلمِ الشرعِي


فتورُ الهمة وبعض أسبابه وعلاجه

تقول أختٌ لنا :كنتُ ذات همة ونشاط في طلب العلم وقراءة القرآن لكن تغير الحال ونزلت همتي وازدادت ضعفا ..وصرت الآن مدمنة على الجوال الله المستعان.

 أطلب منك النصيحة أحسن الله إليك

 وكيفية استرجاع تلك الهمة التي كانت عندي؟بارك الله فيك وجزاك خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم

الهمَّة العالية نعمةٌ من الله سبحانه،ورزْقٌ وموهبة من الله.

ولا ينبغي لطالب العلم  أن يمَلَّ ويفتر ويرجع إلى الوراء بعد أن كان إلى الأمام فقد قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ: مَنْهُومٌ فِي عِلْمٍ لَا يَشْبَعُ، وَمَنْهُومٌ فِي دُنْيَا لَا يَشْبَعُ»رواه الحاكمُ في «المستدرك »(312).

وكما أن الذي يعمل في الدنيا يسعى ويكُدُّ في تحصيلها باستمرارٍ وعملٍ دؤوب والذي يطلب العلم أحق وأجدر أن يسعى جادًّا في تحصيل العلم لأنه يلتمس طريق السعادة والجنة،ويسلك طريقًا لا نظير لها،فينبغي أن يكون كل يوم في ازدياد،يجمع الفائدة إلى سابقتها،ويضم المسألة إلى سوابقها،وما يشعر بإذن الله إلا وقد استفاد.

اليومَ شيءٌ وغدًا مثلُه  ...  مِنْ نُخَبِ العلم التي تُلْتقَطْ

يُحصِّلُ المرءُ بها حكمةً  ...  وإنما السَّيْلُ اجتماعُ النُّقَطْ

وإذا شعر الطالب أنه قد استفاد تعلو همَّتُه ويزداد قوةً ونشاطًا.


أما الذي عنده ملل وكسل فهذا يوشك أن ينقطع ولا يستمر

وإن استمر ما يكون عنده ما يؤهِّلُه أن يكون مستفيدًا ومرجعًا لإخوانه.

 اطْلُبْ وَلَا تَضْجَر مِنْ مَطْلَبٍ  ...  فَآفَةُ الطَّالِبِ أَنْ يَضْجَرَا

أَمَا تَرَى الْماءَ بِتَكْرَارِهِ  ...  فِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ قَدْ أَثَّرَا

ويقول ابن الوردي رحمه الله:

اطلُبِ العلمَ ولا تكسلْ  فما       أبعدَ الخيرَ على أهل الكسل

واحتفل للفقه في الدين ولا      تشتغل عنه بمالٍ وخَوَل


الذي يصل به  فتور الهمة إلى الانقطاع عن طلب العلم والانشغال بغيره سلك طريقًا لا يحبها الله.

روى مسلم (782)  عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: «أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ».

والهمَّة إذا فترت ليس باليسير إعادتها إلى رُشدها ومعاليها وطموحاتها.

وفتور الهمة يكون له أسباب:

المعاصي فإن المعصية حِرْمَان وخُذلان.قال تعالى:﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ(5)﴾[الصف]. 


الأمراض والشواغل وكِبَرُ المسؤليَّة.

لكن لا ينبغي الاستسلام والهبوط فقد قال ربنا سبحانه:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)﴾[آل عمران].

وإذا كانت النفوسُ كبارا..هانت في مرادها الأجسام 


محبة الدنيا ومطامعها قال تعالى:﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾[الأعراف:175-176].

فطمع الدنيا يُسْلِب بركة العلم،ويُسْلِبُ الفهمَ الصحيح،ويُسْلِبُ الهمة،وربما جرَّه ذلك أن يكون من المثبِّطين المزهِّدين في العلم الشرعي.


جلساء السوء المثبطين،ولهذا في أدلةٍ كثيرة الحث على مجالسة الصالحين والبعد عن جلساء السوء لِمَا له من تأثيرٍ كبيرٍ على جليسِه.

قال ابن القيم رحمه الله في«مدارج السالكين»(1/453): وَهَلْ آفَةُ النَّاسِ إِلَّا النَّاسُ؟ وَهَلْ كَانَ عَلَى أَبِي طَالِبٍ عِنْدَ الْوَفَاةِ أَضَرَّ مِنْ قُرَنَاءِ السُّوءِ؟ لَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى حَالُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ تُوجِبُ لَهُ سَعَادَةَ الْأَبَدِ.


واعلمي أن مِن جلساءِ السوء:أجهزة التواصل الحديثة إذا لَهَتْ وشغلت عن طلب العلم وضيعت الوقت،أو استخدمت فيما حرم الله.


والفتور الطارئ الذي يُصاب به طالبُ العلم أحيانًا هذا لا يضر،والموفق إذا شعر ببدء الفتور أنه يسوسُ نفسَه ولا يُهمل،فإذا شعر بفتورعن مراجعة القرآن أخذ له حظًّا من العبادات الأخرى كالصلاة،أويجعل له لقاءً علميًا فربما لا ينتهي اللقاء إلا وقد تحسَّن حالُه،لأن العلم طمأنينة وسعادة، وفيه تثبيتٌ لقلب صاحبه،أو يأخذ له كتابًا في الفتاوى أو السيرة أو الآداب ..ويطالع فيه..


ولنعلم أنَّ للهِمَّة العالية أسبابًا تُعين على الوصول إليها إذا صَحِبَ ذلكَ توفيقٌ من الله.من هذه الأسباب:


العلم النافع فهو نور وبصيرة وحياة للقلوب ويخرج من ظلمات الجهل والغفلة والغي إلى النور والحياة والسعادة.قال تعالى:﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا..(122)﴾[الأنعام].


الإكثار من الذكر  والاستغفار والدعاء قال تعالى:﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)﴾[البقرة].


كثرة ذِكْرِ الموت لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ. يَعْنِي الْمَوْتَ.رواه الترمذي(2307).

وكثرة تذكُّر الموت يُفيق من الغفلة المتراكمة ويُرغِّب في الآخرة وأسباب الوصول إليها.


مجالسة ذوي الهمم العالية.قال تعالى:﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾[الكهف:28]. 


القراءة في سيرة الأنبياء وتراجم سلَفِنا الصالح فإنها تبعثُ الهمة وخشية القلوب.ولهذا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: يرحم الله موسى لقد أُوذي بأكثرَ من هذا فصبر.


الصبر والمجاهدة،قال تعالى:﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)﴾[العنكبوت].  


فأفيقي وتبصَّري وجاهدي واستعيني بالله سبحانه وحده لا شريك له  كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز.

ولا بُدَّ من الاهتمام ببذل الأسباب مع حُسن النية وصدق الطوية.والله الموفِّق.








الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019

(139)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله


من مسائل الطلاق



سؤال: إذا جعل الرجل الطلاق بيد امرأته أيقع الطلاق إذا طلقته؟

جـ: إذا خيَّر الرجل زوجته ، فجعل الأمر إليها، إذا طلقته يقع الطلاق، كما قالت عائشة رضي الله عنها: <خير رسول الله  صلى الله عليه وعلى آله وسلم  نساءه أفكان طلاقًا>أخرجه البخاري (5262)،ومسلم (1477).

وهذا لأنهن اخترنه رضي الله عنهن.



سمعته وقيدته من دروس والدي الشيخ مقبل رحمه الله.


وقد سُئل يحيى بن معين عن هذه المسألة كما قال   ابن عبدالبر في «جامع بيان العلم» (2/1134): حدثنا عبدالوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابن زهير قال: سئل يحيى بن معين، وأنا حاضر عن رجل خيَّر امرأته فاختارت نفسها، فقال: سل عن هذا أهل العلم.

أثر يحيى بن معين صحيح،رجاله كلهم ثقات.

ابن زهير أحمد بن زهير بن حرب، إمام ابن إمام.

وفيه ورَعُ السلف عن الفتوى وترك الفتيا بغير علم.

الاثنين، 16 ديسمبر 2019

(63)الإجابةُ عن الأسئلةِ






كيف ينال الإنسان صدق العزيمة؟

مرحبا بك وباستفسارك المفيد

هناك أسباب تعين على الصدق في العزيمة،من ذلك:

·     الإخلاص والتوكل على الله .قال ابن القيم في «الفوائد»:هَذَا الصدْق معنى يلتئم من صحّة الْإِخْلَاص وَصدق التوكّل فَأَصدق النَّاس من صحّ إخلاصه وتوكّله.

·     المجاهدة على العزم الصادق الذي لا تردد فيه  ثم العمل .قال تعالى:﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)﴾.

والإنسان قد يعزم على شيءٍ في المستقبل ثم لا يفعله كما قال تعالى في المنافقين:﴿وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77)﴾.

وقد يعزم على فعل الشيء مستقبلًا ويفعله قال تعالى﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)﴾.

 وقد يكون عنده تجلد وإيمان بالقدر قبل حصول المكروه فإذا وقع المكروه والبلاء من مرض أو موت عزيزٍ عليه أو فقر أو فِتن ضعُف ولم يفعل فيكون عزْمًا  بلا عمل،ولهذا من أدعية النبي  صلى الله عليه وعلى آله وسلم:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ..ولم يقل قبل القضاء.

قال ابن القيم رحمه الله  في مدارج السالكين (2/214):  سَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَة يَقُولُ: سَأَلَهُ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ. لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ تَبَيَّنَ حَقِيقَةَ الرِّضَا. وَأَمَّا الرِّضَا قَبْلَهُ: فَإِنَّمَا هُوَ عَزْمٌ عَلَى أَنَّهُ يَرْضَى إِذَا أَصَابَهُ. وَإِنَّمَا يَتَحَقَّقُ الرِّضَا بَعْدَهُ.اهـ

·     الدعاء فعلى الإنسان أن يدعو ربه أن يرزقه العزيمة،فلا حول له ولا قوة إلا بالله ،وقد علَّم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حصينًا والد عمران  دعاءً وقال له: <قُلِ: اللهُمَّ قِنِي شَرَّ نَفْسِي، وَاعْزِمْ لي عَلَى رُشْدِ أَمْرِي، اللهُمَّ اغْفِر لي مَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنتُ، وَمَا أَخطَأْتُ، وَمَا عَمَدْتُ، وَمَا عَلِمْتُ، وَمَا جَهِلْتُ>. رواه الإمام النسائي في «عمل اليوم والليلة» (993) والحديث صحيح.

وعند  الإمام أحمد (28/338) عن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إِذَا كَنَزَ النَّاسُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، فَاكْنِزُوا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ:اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا  صَادِقًا، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ».
هذه بعض الأسباب والله الموفق.



المراد بالصدق في العزيمة

قال ابن القيم في «الفوائد»(186):صدق الْعَزِيمَة جمعهَا وجزمها وَعدم التَّرَدُّد فِيهَا،بل تكون عَزِيمَة لَا يشوبها تردد وَلَا تلوُّم .

فَإِذا صدقت عزيمته بَقِي عَلَيْهِ صدق الْفِعْل،وَهُوَ: استفراغ الوسع وبذل الْجهد فِيهِ وَأَن لَا يتخلّف عَنهُ بِشَيْء من ظَاهره وباطنه.

 فعزيمة الْقَصْد تَمنعهُ من ضعف الْإِرَادَة والهمّة، وَصدق الْفِعْل يمنعهُ من الكسل والفتور، وَمن صدق الله فِي جَمِيع أُمُوره صنع الله لَهُ فَوق مَا يصنع لغيره،ولَيْسَ للْعَبد شَيْء أَنْفَع من صدقه ربه فِي جَمِيع أُمُوره مَعَ صدق الْعَزِيمَة فيصدقه فِي عزمه وَفِي فعله قَالَ تَعَالَى:﴿ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾،فسعادته فِي صدق الْعَزِيمَة وَصدق الْفِعْل. وَهَذَا الصدْق معنى يلتئم من صحّة الْإِخْلَاص وَصدق التوكّل فَأَصدق النَّاس من صحّ إخلاصه وتوكّله اهـ مع بعض التقديم والتأخير.

وقال ابن رجب كما في «مجموع رسائله»(1/343):العزيمة عَلَى الرشد مبدأ الخير، فإن الإنسان قد يعلم الرشد وليس له عليه عزم، فَإِذَا عزم عَلَى فعله أفلح.

والعزيمة: هي القصد الجازم المتصل بالفعل.

وقيل: استجماع قوى الإرادة عَلَى الفعل.


أسأل ربي سبحانه أن يرزقنا العزيمة على الرشد.