جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 20 مايو 2018

(48) دُرَرٌ مِنَ النَّصَائِحِ


من الصفات الذميمة

قال أبوبكر محمد بن الوليد  المشهور ب-الطرطوشي المالكي رحمه الله في سراج الملوك(111):
·     إذا رأيت الرجل هجَّامًا على أعراض الناس وثلْبهم فقد ماثل عالَم الكلاب، فإن دأب الكلب أن يجفو من لا يجفوه ويبتدئ بالأذية من لا يؤذيه، فعامِله بما كنت تعامل به الكلب إذا نبحك!
 ألستَ تذهب في شأنك ولا تخاصمه ولا تسبه؟
فافعل بمن يهتضم عرضك مثل ذلك.
·     وإذا رأيت رجلًا يطلب عثرات الناس وسقطاتهم، فمثَلُه في الآدميين كمثَل الذُّباب في عالَم الطير، فإن الذباب يقع على الجسد فيتحامى صحيحَه ويطلب المواضع النغلة(**)منه ذوات المدة والدم والنجاسة.

·     وإذا رأيت إنسانًا لا يسمع العلم والحكمة وينفر من مجالس العلماء والحكماء، ويألف سماع أخبار الدنيا والخرافات وما يجري في مجالس العوام، فألحقه بعالَم الخنافس.
 فإنه يعجبه أكل العذرات ويألف روائح النجاسات، ولا تراه إلا ملابسًا للأخلية والمرحضات وينفر من روائح المسك والورد، وإذا طُرِح عليه المسك وماء الورد مات.

·     وإذا رأيتَ رجلًا إنما دأبه أن يصنِّع نفسه كما تصنَّع العروس لبعلها، يبيض ثيابه ويعدل عمامته ويأنف أن يمسه شيء غيره وينظر في عطفيه ويطرح القذى عن ثوبه، ليس له همة بين الجلساء إلا نظره إلى نفسه وإصلاح ما انثنى من ثيابه، فألحقه بعالَم الطواويس التي هذه صفتها فإنه يتبختر في مشيه، وينظر إلى نفسه ويفرش ذنَبه فتتخذه الملوك استحسانًا له.

·     وإذا رأيت إنسانًا حقودًا لا ينسى الهفوات ويجازي بعد المدة على السقطات، فألحقه بعالَم الجِمال. والعرب تقول: فلان أحقد من جمل. وكما تجتنب قُرب الجمل الحقود فاجتنب صحبة الرجل الحقود.اهـ المراد

(**)النغلة:الفاسد.