جديد المدونة

جديد الرسائل

الأحد، 1 أبريل 2018

(91) سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ


    من ثمارِ الإيمان بعلم الله سبحانه وسمعه وبصره

قال ابن القيم رحمه الله في «مفتاح دار السعادة» ( 2 / 90 ): وَعِلْمُه-أي علم العبد- بسمعه تَعَالَى وبصره وَعلمِه.
 وَأَنه لَا يخفى عَلَيْهِ مِثْقَال ذرة فِي السَّمَوَات وَلَا فِي الأَرْض.
وَأَنه يعلم السِّرّ وأخفى.
 وَيعلم خَائِنَة الْأَعْين وَمَا تخفى الصُّدُور.

 يُثمر لَهُ حفظَ لِسَانه وجوارحه وخطرات قلبه عَن كل مَالا يُرضي اللهَ.
 وَأَن يَجْعَل تعلق هَذِه الْأَعْضَاء بِمَا يُحِبهُ الله ويرضاه فيثمر لَهُ ذَلِك الْحيَاء بَاطِنا.
 ويثمر لَهُ الْحيَاء اجْتِنَاب الْمُحرمَات والقبائح.. ا هـ.

قلت:فإذا علم العبد أن الله يسمع  كلامه.
 وأن الله يبصره ويراه.
  وأنه يعلم حاله ولا يخفى عليه شيء سبحانه مِن أحواله في ليله ونهاره.
لا يخفى عليه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر فإن هذا يثمر له مراقبة الله في السر والعلن ويثمر له حفظ جوارحه وصيانتِها وصلاح قلبه وسريرته.

 ومن أسماء الله عز وجل الرقيب:﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1)﴾[النساء].
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: أَيْ: هُوَ مُرَاقِبٌ لِجَمِيعِ أَعْمَالِكُمْ وَأَحْوَالِكُمْ كَمَا قَالَ:{وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[الْبُرُوجِ:9] .
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: "اعْبُدِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ" وَهَذَا إِرْشَادٌ وَأَمْرٌ بِمُرَاقَبَةِ الرَّقِيبِ.اهـ

اللهم إنا نسألُك خشيتك في الغيب والشهادة.