جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 27 فبراير 2018

(18)الأورَادُ من الأذكار والأدعية


عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَجْمَعُ - أَوْ تَبْعَثُ - عِبَادَكَ»رواه الترمذي(3398)،وأحمد(38/280)والحديث صحيح.

------------------------

هذا الدعاء من أذكار النوم وفيه:

التوسُّل إلى الله سبحانه باسمٍ من أسمائه وهو(اللهم).

الإيمان بقيام الساعة.

تذكُّر المآل والمصير عند النوم .

هذا الدعاء من جوامع الأدعية.

ويشتمل على الدعاء بالتوفيق والعمل الصالح اللَّذَيْنِ هما من أسباب الوِقايةِ من عذاب الله،واجتناب المعاصي التي هي سببٌ لعذاب الله  وسخطه.

فينبغي لِكلِّ من أوى إلى مضجعه أن يحافِظَ على هذا الدعاء -وما تيسر من الأدعية والأذكار التي كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يواظب عليها عند نومه-،وأن يتهيَّأَ لآخرته ولا يغفل عن مصيرِه فينام ذاكرًا لله ويقوم ذاكرًا لله وفي جميع أوقاته يذكر الله،وهذا عين الفلاح والسعادة قال تعالى:{ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)}[الأحزاب].  

السبت، 24 فبراير 2018

(24)معجزات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم


عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا، مَنْ خَلَقَ كَذَا، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ "رواه البخاري(3276)،ومسلم(134).

-------------------



قال الحافظ في فتح الباري شرح هذا الحديث:

فِي الْحَدِيثِ:إِشَارَةٌ إِلَى ذَمِّ كَثْرَةِ السُّؤَالِ عَمَّا لَا يَعْنِي الْمَرْءَ وَعَمَّا هُوَ مُسْتَغْنٍ عَنْهُ.

 وَفِيهِ عَلَمٌ مِنْ أَعْلَامِ النُّبُوَّةِ لِإِخْبَارِهِ بِوُقُوعِ مَا سَيَقَعُ فَوَقَعَ.اهـ

وفيه عداوة الشيطان لابن آدم وحرصه على تشكيكه في عقيدته التي هي سعادته.

وفيه الإعراض عن وسوسة الشيطان وأن من عرض له هذا الوسواس يستعيذ بالله من الشيطان وينتهي عن الوسوسة.

قال الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث: قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ)مَعْنَاهُ إِذَا عَرَضَ لَهُ هَذَا الْوَسْوَاسُ فَلْيَلْجَأْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي دَفْعِ شَرِّهِ عَنْهُ وَلْيُعْرِضْ عَنِ الْفِكْرِ فِي ذَلِكَ وَلْيَعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْخَاطِرَ مِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ وَهُوَ إِنَّمَا يَسْعَى بِالْفَسَادِ وَالْإِغْوَاءِ فَلْيُعْرِضْ عَنِ الْإِصْغَاءِ إِلَى وَسْوَسَتِهِ وَلْيُبَادِرْ إِلَى قَطْعِهَا بِالِاشْتِغَالِ بِغَيْرِهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.اهـ

اللهم إنا نعوذ بك من شر الشيطان وشركه.

الجمعة، 23 فبراير 2018

(125)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله


متى يحكم على البلد أنها بلاد كفر؟

جـ: إذا كان أغلب أهل البلد الكفر، فهي بلاد كفر.

وبلاد الكفر حربية في هذا الزمن، لأنهم ما يؤدون الجزية.

 ولا يجوز أخذ مالهم ففيه إساءة إلى الإسلام، فهم يظنون أن دين الإسلام دين خداع وسرقة وخيانة.

كتبته وقيدته من دروس والدي رحمه الله.

الخميس، 22 فبراير 2018

(20) العلم وفضلُه


                     فضائل العلم على المال

قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة(1/129):وَفضل الْعلم على المَال يعلم من وُجُوه:
أحدها:أن الْعلم مِيرَاث الأنبياء وَالْمَال مِيرَاث الْمُلُوك والأغنياء.

 الثَّانِي:أن الْعلم يحرس صَاحبَه وَصَاحب المَال يحرس مَالَه. وَالثَّالِث:أن المَال تذهبه النَّفَقَات وَالْعلم يزكوا على النَّفَقَة الرَّابِع :أن صَاحب المَال إِذا مَاتَ فَارقه مَاله وَالْعلم يدْخل مَعَه قَبره.

 الْخَامِس:أن الْعلم حَاكم على المَال وَالْمَال لَا يَحكم على الْعلم.

 السَّادِس: أن المَال يحصل لِلْمُؤمنِ وَالْكَافِر وَالْبَر والفاجر وَالْعلم النافع لَا يحصل الا لِلْمُؤمنِ.

السَّابِع:أن الْعَالم يحْتَاج اليه الْمُلُوك فَمن دونهم وَصَاحب المَال إِنَّمَا يحْتَاج اليه أهل الْعَدَم والفاقة.

 الثَّامِن:أن النَّفس تشرف وتزكو بِجمع الْعلم وتحصيله وَذَلِكَ من كمالها وشرفها وَالْمَال يزكيها وَلَا يكمله وَلَا يزيدها صفة كَمَال بل النَّفس تنقص وتشح وتبخل بجمعه والحرص عَلَيْهِ فحرصها على الْعلم عين كمالها وحرصها على المَال عين نَقصهَا.

 التَّاسِع:أن المَال يدعوها إلى الطغيان وَالْفَخْر وَالْخُيَلَاء وَالْعلم يدعوها إِلَى التواضع وَالْقِيَام بالعبودية فَالْمَال يدعوها إلى صِفَات الْمُلُوك وَالْعلم يدعوها إلى صِفَات العبيد.

 الْعَاشِر:أن الْعلم جاذب موصل لَهَا إلى سعادتها الَّتِي خلقت لَهَا وَالْمَال حجاب بَينهَا وَبَينهَا .

الْحَادِي عشر:أن غَنِي الْعلم أجل من غَنِي المَال فَإِن غَنِي المَال غنى بأمر خارجي عَن حَقِيقَة الانسان لَو ذهب فِي لَيْلَة أصبح فَقِيرا معدما وغني الْعلم لَا يخْشَى عَلَيْهِ الْفقر بل هُوَ فِي زايدة أبدا فَهُوَ الْغَنِيّ العالي حَقِيقَة كَمَا قيل

غنيت بِلَا مَال عَن النَّاس كلهم .وأن الْغَنِيّ العالي عَن الشَّيْء لَا بِهِ.

 الثَّانِي عشر:أن المَال يستعبد محبه وَصَاحبه فَيَجْعَلهُ عبدا لَهُ كَمَا قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: تعس عبد الدِّينَار وَالدِّرْهَم الحَدِيث. وَالْعلم يستعبده لرَبه وخالقه فَهُوَ لَا يَدعُوهُ إِلَّا إلى عبودية الله وَحده.

 الثَّالِث عشر: إِن حُب الْعلم وَطَلَبه أصل كل طَاعَة وَحب الدُّنْيَا وَالْمَال وَطَلَبه أصل كل سَيِّئَة.

 الرَّابِع عشر: أن قيمَة الْغَنِيّ مَالُه وَقِيمَة الْعَالم علمه فَهَذَا مُتَقَوّم بِمَالِه فَإِذا عدم مَاله عدمت قِيمَته وَبَقِي بِلَا قيمَة والعالم لاتزول قِيمَته بل هِيَ، فيضاعف وَزِيَادَة دَائِما.
الْخَامِس عشر: أن جَوْهَر المَال من جنس جَوْهَر الْبدن وجوهر الْعلم من جنس جَوْهَر الرّوح كَمَا قَالَ يُونُس بن حبيب: علمك من روحك وَمَالك من بدنك.وَالْفرق بَين الأمرين كالفرق بَين الرُّوح وَالْبدن.

 السَّادِس عشر: أن الْعَالم لَو عرض عَلَيْهِ بحظه من الْعلم الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا لم يرضها عوضا من علمه والغني الْعَاقِل إِذا رأى شرف الْعلم وفضله وابتهاجه بِالْعلمِ وكماله بِهِ يود لَو أن لَهُ علمه بغناه أجْمَعْ.

السَّابِع عشر:أنه مَا أطاع الله أحْدٌ قطّ إلا بِالْعلمِ وَعَامة من يعصيه إِنَّمَا يعصيه بِالْمَالِ.

 الثَّامِن عشر:أن الْعَالم يَدْعُو النَّاس إلى الله بِعِلْمِهِ وحاله وجامع المَال يَدعُوهُم إلى الدُّنْيَا بِحَالهِ وَمَاله.

 التَّاسِع عشر:أن غنى المَال قد يكون سَبَب هَلَاك صَاحبه كثيرًا فَإِنَّهُ معشوق النُّفُوس فَإِذا رَأَتْ من يستأثر بمعشوقها عَلَيْهَا سعت فِي هَلَاكه كَمَا هُوَ الْوَاقِع وَأما غنى الْعلم فسبب حَيَاة الرجل وحياة غَيره بِهِ وَالنَّاس إِذا رأوا من يستأثر عَلَيْهِم بِهِ ويطلبه أحبوه وخدموه وأكرموه.

 الْعشْرُونَ: أن اللَّذَّة الْحَاصِلَة من غنى إِمَّا لَذَّة وهْمية وَإِمَّا لَذَّة بهيمية فَإِن صَاحبه التذ بِنَفس جمعِه وتحصيله فَتلك لَذَّة وهمية خيالية وان التذ بإنفاقه فِي شهواته فَهِيَ لَذَّة بهيمية. وأما لَذَّة الْعلم فلذة عقلية روحانية وَهِي تشبه لَذَّة الْمَلَائِكَة وبهجتها وَفرق مَا بَين اللذتين.

 الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: أن عقلاء الأمم مطبقون على ذمّ الشره فِي جمع المَال الْحَرِيص عَلَيْهِ وتنقصه والازراء بِهِ ومطبقون على تَعْظِيم الشره فِي جمع الْعلم وتحصيله ومدحه ومحبته ورؤيته بِعَين الْكَمَال.

 الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: أنهم مطبقون على تَعْظِيم الزَّاهِد فِي المَال المعرض عَن جمعه الَّذِي لَا يلْتَفت إليه وَلَا يَجْعَل قلبه عبدًا لَهُ ومطبقون على ذمّ الزَّاهِد فِي الْعلم الَّذِي لَا يلْتَفت اليه وَلَا يحرص عَلَيْهِ.

 الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: أن المَال يمدح صَاحبه بتخليه مِنْهُ وإخراجه وَالْعلم إِنَّمَا يمدح بتحلِّيه بِهِ واتصافه بِهِ.

 الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: أن غنى المَال مقرون بالخوف والحزن فَهُوَ حَزِين قبل حُصُوله خَائِف بعد حُصُوله وَكلما كَانَ أكثر كَانَ الْخَوْف أقوى وغنى الْعلم مقرون بالأمن والفرح وَالسُّرُور.

 الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: أن الْغنيَّ بِمَالِه لَا بُد أن يُفَارِقهُ غناهُ ويتعذب ويتألم بمفارقته،والغني بِالْعلمِ لَا يَزُول وَلَا يتعذب صَاحبُه(و)لَا يتألم، فلذَّة الْغنى بالمال لذَّة زائلة مُنْقَطِعَة يعقبها الألم ،وَلَذَّة الْغنى بِالْعلمِ لَذَّة بَاقِيَة مستمرة لَا يلْحقهَا ألم.

إلى أن قال رحمه الله:الْوَجْه الأربعون: أن الْقدر الْمَقْصُود من المَال هُوَ مَا يَكْفِي العَبْد ويقيمه وَيدْفَع ضَرُورَته حَتَّى يتَمَكَّن من قَضَاء جهازه وَمن التَّزَوُّ(د) لسفره إلى ربه عزوجل فَإِذا زادعلى ذَلِك شغله وقطعه عَن السّفر وَعَن قَضَاء جهازه وتعبية زَاده فَكَانَ ضَرَره عَلَيْهِ أَكثر من مصْلحَته، وَكلما ازاداد غناهُ بِهِ ازْدَادَ تثبُّطا وتخلفا عَن التجهز لما أمامه، وَأما الْعلم النافع فَكلما ازْدَادَ مِنْهُ ازْدَادَ فِي تعبية الزَّاد وَقَضَاء الجهاز واعداد عُدَّة الْمسير.

 وَالله الْمُوفق وَبِه الِاسْتِعَانَة وَلَا حول وَلَا قُوَّة إلا بِهِ،فَعدَّة هَذَا السَّفر هُوَ الْعلم وَالْعَمَل ،وعدة الإقامة جمع الأموال والادخار،وَمن أراد شَيْئا هيأ لَهُ عُدته قَالَ تَعَالَى:{وَلَو أَرَادوا الْخُرُوج لأعدوا لَهُ عدَّة وَلَكِن كره الله انبعاثهم فَثَبَّطَهُمْ وَقيل اقعدوا مَعَ القاعدين}.اهـ

الأربعاء، 21 فبراير 2018

(23) مِنْ جَوَامِعِ الأَدْعِيَةِ


عَن عِمرَانَ بنِ حُصَينٍ، عَن أَبِيهِ حُصين رضي الله عنهما، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللهِ  صلى الله عليه وعلى آله وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، عَبدُالمُطَّلِبِ خَيرٌ لِقَومِكَ مِنكَ، كَانَ يُطعِمُهُم الكَبِدَ وَالسَّنَامَ، وَأَنتَ تَنْحَرُهُم. قَالَ: فقَالَ مَا شَاءَ اللهُ، فَلَمَّا أَرَادَ أَن يَنصَرِفَ، قَالَ: مَا أَقُولُ؟

 قَالَ: <قُلِ: اللهُمَّ قِنِي شَرَّ نَفْسِي، وَاعْزِمْ لي عَلَى رُشْدِ أَمْرِي> .

فَانطَلَقَ وَلَم يَكُن أَسْلَمَ، ثُمَّ إِنَّهُ أَسلَمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِني كُنتُ أَتَيتُكَ فَقُلتُ: عَلِّمْنِي، فَقُلتَ: <قُلِ: اللهُمَّ قِنِي شَرَّ نَفْسِي، وَاعْزِمْ لي عَلَى رُشْدِ أَمْرِي> .

فَمَا أَقُولُ الآنَ حِينَ أسْلَمْتُ؟ قَالَ: <قُلِ: اللهُمَّ قِنِي شَرَّ نَفْسِي، وَاعْزِمْ لي عَلَى رُشْدِ أَمْرِي، اللهُمَّ اغْفِر لي مَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنتُ، وَمَا أَخطَأْتُ، وَمَا عَمَدْتُ، وَمَا عَلِمْتُ، وَمَا جَهِلْتُ>. رواه الإمام النسائي في «عمل اليوم والليلة» (993) والحديث صحيح.

الثلاثاء، 20 فبراير 2018

(53) سِلْسَلَةُ المَسَائِلِ النِّسَائِيَّة


                  صداق المرأة

الصداق من حقِّ المرأة على الزوج .

قال تعالى:{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا}[النساء:4].

وكانوا في الجاهلية يأخذ الصداقَ وليُّ المرأة(حَتَّى قَالَ بَعْضُ النِّسَاءِ فِي زَوْجِهَا:

لَا يَأْخُذُ الْحُلْوَانَ مِنْ بَنَاتِنَا

تَقُولُ: لَا يَفْعَلُ مَا يَفْعَلُهُ غَيْرُهُ. فَانْتَزَعَهُ اللَّهُ مِنْهُمْ وَأَمَرَ بِهِ لِلنِّسَاءِ)اهـ ما بين القوسين من تفسير القرطبي.

وهذا من الأدلة على أن الإسلام جاء بكرامة المرأة ورِفْعَتِها.

ويفيد قولُه سبحانه:{ فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا ..}جواز تنازل المرأة عن صداقها لزوجها ،سواء كله أو بعضه.

ولكنه لا يصح هبة المرأة صداقها لزوجها في مرض موتها إلا برضا الورثة. وَقد سُئِلَ عن هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى(31/293).

ونص السؤال والفتوى:

امْرَأَةٌ لَهَا زَوْجٌ؛ وَلَهَا عَلَيْهِ صَدَاقٌ فَلَمَّا حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ أَحْضَرَتْ شَاهِدَ عَدْلٍ وَجَمَاعَةِ نِسْوَةٍ وَأَشْهَدَتْ عَلَى نَفْسِهَا أَنَّهَا أَبْرَأَتْهُ مِنْ الصَّدَاقِ: فَهَلْ يَصِحُّ هَذَا الْإِبْرَاءُ أَمْ لَا؟

الجواب:

الْحَمْدُ لِلَّهِ، إنْ كَانَ الصَّدَاقُ ثَابِتًا عَلَيْهِ إلَى أَنْ مَرِضَتْ مَرَضَ الْمَوْتِ لَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ إلَّا بِإِجَازَةِ الْوَرَثَةِ الْبَاقِينَ. وَأَمَّا إنْ كَانَتْ أَبْرَأَتْهُ فِي الصِّحَّةِ جَازَ ذَلِكَ .اهـ

هذا،ويستحب تخفيف الصداق وعدم المغالاة فيه.روى مسلم (1424) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ نَظَرْتَ إِلَيْهَا؟ فَإِنَّ فِي عُيُونِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا» قَالَ: قَدْ نَظَرْتُ إِلَيْهَا، قَالَ: «عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا؟» قَالَ: عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ؟ كَأَنَّمَا تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هَذَا الْجَبَلِ، مَا عِنْدَنَا مَا نُعْطِيكَ، وَلَكِنْ عَسَى أَنْ نَبْعَثَكَ فِي بَعْثٍ تُصِيبُ مِنْهُ».

وثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«أَعْظَمُ النِّكَاحِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مُؤْنَةً».

(18) أحاديثُ منتقاةٌ من أحاديثِ البخاري ومسلم


عن أبي جحيفة رضي الله عنه قَالَ: آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا.
فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ؟ قَالَ: فَإِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ، قَالَ: فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، قَالَ: نَمْ، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ: نَمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ: سَلْمَانُ قُمِ الآنَ، فَصَلَّيَا.
فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ سَلْمَانُ»رواه البخاري(1968).

---------------

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح هذا الحديث:

فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْفَوَائِدِ:

 مَشْرُوعِيَّةُ الْمُؤَاخَاةِ فِي اللَّهِ .

زِيَارَةُ الْإِخْوَانِ وَالْمَبِيتُ عِنْدَهُمْ.

جَوَازُ مُخَاطَبَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ ،وَالسُّؤَالُ عَمَّا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ الْمَصْلَحَةُ وَإِنْ كَانَ فِي الظَّاهِرِ لَا يَتَعَلَّقُ بِالسَّائِلِ.

 وَفِيهِ النُّصْحُ لِلْمُسْلِمِ وَتَنْبِيهُ مَنْ أَغْفَلَ.

 وَفِيهِ فَضْلُ قِيَامِ آخِرِ اللَّيْلِ.

وَفِيهِ مَشْرُوعِيَّةُ تَزَيُّنِ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا وَثُبُوتُ حَقِّ الْمَرْأَةِ عَلَى الزَّوْجِ فِي حُسْنِ الْعِشْرَةِ.

 وَقَدْ يُؤْخَذُ مِنْهُ ثُبُوتُ حَقِّهَا فِي الْوَطْءِ لِقَوْلِهِ:(وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا) ثُمَّ قَالَ:(وَائْتِ أَهْلَكَ) وَقَرَّرَهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ.

 وَفِيهِ جَوَازُ النَّهْيِ عَنِ الْمُسْتَحَبَّاتِ إِذَا خَشِيَ أَنَّ ذَلِكَ يُفْضِي إِلَى السَّآمَةِ وَالْمَلَلِ وَتَفْوِيتِ الْحُقُوقِ الْمَطْلُوبَةِ الْوَاجِبَةِ أَوِ الْمَنْدُوبَةِ الرَّاجِحِ فِعْلُهَا عَلَى فِعْلِ الْمُسْتَحَبِّ الْمَذْكُورِ وَإِنَّمَا الْوَعِيدُ الْوَارِدُ عَلَى مِنْ نَهَى مُصَلِّيًا عَنِ الصَّلَاةِ مَخْصُوصٌ بِمَنْ نَهَاهُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا.

 وَفِيهِ كَرَاهِيَةُ الْحَمْلِ عَلَى النَّفْسِ فِي الْعِبَادَةِ.

وَفِيهِ جَوَازُ الْفِطْرِ مِنْ صَوْمِ التَّطَوُّعِ كَمَا تَرْجَمَ لَهُ الْمُصَنِّفُ-البخاري- وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ وَلَمْ يَجْعَلُوا عَلَيْهِ قَضَاءً إِلَّا أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لَهُ ذَلِكَ.اهـ

فائدة

قال علي بن المديني: كان لأبي الدرداء امرأتان كلتاهما يقال لهما أم الدرداء: إحداهما رأت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهي خيرة بنت أبي حدرد، والثانية تزوّجها بعد وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهي هجيمة الوصابية(الإصابة في تمييز الصحابة ترجمة أم الدرداء الكبرى) .

 وأم الدرداء الثانية يقال لها أم الدرداءالصُّغرى علّق البخاري لها أثرًا في صحيحه وقال: وَكَانَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ:«تَجْلِسُ فِي صَلاَتِهَا جِلْسَةَ الرَّجُلِ وَكَانَتْ فَقِيهَةً».

وسيدات النساء من التابعين ثلاث: عمرة بنت عبدالرحمن، حفصة بنت سيرين، أم الدرداء الصغرى واسمها هُجيمة وقيل جُهيمة.

الخميس، 15 فبراير 2018

(49)سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْرِ


{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا (30) أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31)}.
{جَنَّاتُ عَدْنٍ} الْعَدْنُ: الْإِقَامَةُ.
{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ} قال ابن كثير رحمه الله:أَيْ: مِنْ تَحْتِ غُرَفِهِمْ وَمَنَازِلِهِمْ، كما قَالَ فِرْعَوْنُ: {وَهَذِهِ الأنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي} [الزُّخْرُفِ:51]اهـ.
وأنهار الجنة متعدِّدة كما قال تعالى:{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)}[محمد:15].
{فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ}هذا عام للرجال وللنساء في الآخرة ،أما في الدنيا فالذهب من خصائص النساء.
والحلية  تبلغ في اليد حيث يبلغ الوضوء.روى مسلم(250)عن أبي هريرة رضي الله عنه سَمِعْتُ خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ، حَيْثُ يَبْلُغُ الْوَضُوءُ».
سندس.قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية:السندس لباس  رقاع رقاق كَالْقُمْصَانِ وَمَا جَرَى مَجْرَاهَا، وَأَمَّا الْإِسْتَبْرَقُ فَغَلِيظُ الدِّيبَاجِ وَفِيهِ بَرِيقٌ.اهـ
الأرائك جمع أريكة وهي السرر تحت الحجال،والحَجَلة كالناموسية أو الخيمة توضع على السرير محلَّاة بالزينة والأزرار،وإذا انفرد السرير قيل سرير،وإذا انفردت قيل لها حَجَلة ،وبمجموعهما يقال :أريكة،وهناك حديث( أعرو النساء تحت الحجال )وهو حديث لا يثبت.
نِعْمَ الثَّوَابُ.قال ابن كثير رحمه الله:أَيْ: نِعْمَتِ الْجَنَّةُ ثَوَابًا عَلَى أَعْمَالِهِمْ. وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا أَيْ: حَسُنَتْ مَنْزِلًا وَمَقِيلًا وَمَقَامًا، كَمَا قَالَ فِي النَّارِ: {بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} [الْكَهْفِ:29]. 
وَهَكَذَا قَابَلَ بَيْنَهُمَا فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ فِي قَوْلِهِ:{إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}[الْفُرْقَانِ:66] ثُمَّ ذَكَرَ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ:{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}[الْفُرْقَانِ:76، 75].اهـ

من فوائد هاتين الآيتَين: 
الترغيب في الإحسان في العمل وأنه ليس العبرة بكثرته.
أن صفات المحسنين الإيمان والعمل الصالح.
أن الله لا يضيع جزاء المحسنين.وكما قال تعالى:{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}[آل عمران:195].
أن جزاء المحسنين الجنة.
أن الجنة دار خلد وليست دار فناء.
وصْفُ لباس أهل الجنة وحِليتهم.











   






الثلاثاء، 13 فبراير 2018

(22) مِنْ جَوَامِعِ الأَدْعِيَةِ


الدعاء لمن تزوج



عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ، قَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ»رواه البخاري(5155).

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: هَلَكَ أَبِي وَتَرَكَ سَبْعَ بَنَاتٍ أَوْ تِسْعَ بَنَاتٍ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً ثَيِّبًا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ» فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: «بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟» قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قَالَ: «فَهَلَّا جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ، وَتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ» قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ هَلَكَ، وَتَرَكَ بَنَاتٍ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ وَتُصْلِحُهُنَّ، فَقَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ» أَوْ قَالَ: «خَيْرًا»رواه البخاري (5367).

عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بُنِيَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ، فَأُرْسِلْتُ عَلَى الطَّعَامِ دَاعِيًا فَيَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، فَدَعَوْتُ حَتَّى مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُو، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُوهُ، قَالَ: «ارْفَعُوا طَعَامَكُمْ» وَبَقِيَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ يَتَحَدَّثُونَ فِي البَيْتِ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَقَالَ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ»، فَقَالَتْ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، فَتَقَرَّى حُجَرَ نِسَائِهِ كُلِّهِنَّ، يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا يَقُولُ لِعَائِشَةَ، وَيَقُلْنَ لَهُ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ..الحديث.رواه البخاري(4793).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَّأَ الْإِنْسَانَ إِذَا تَزَوَّجَ، قَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ»رواه أبوداود(2130).

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: " تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَتْنِي أُمِّي فَأَدْخَلَتْنِي الدَّارَ، فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِي البَيْتِ، فَقُلْنَ: عَلَى الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ، وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ " رواه البخاري(5156).

(وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ)أي:حظٍّ ونصيب.

نستفيد من هذه الأدلة:استحباب الدعاء بالبركة لمن تزوج ذكرًا أوأنثى ،وهذا دعاء مبارَك شامل للخير والسعادة.

والبركة:ثبوت الخير الإلهي في الشيء.

أما الدعاء والتهنئة بالرفاء والبنين فهذا من تهنئة الجاهلية.

قال ابن القيم رحمه الله في تحفة المودود(29):وَكَانَت الْجَاهِلِيَّة يَقُولُونَ فِي تهنئتهم بِالنِّكَاحِ بالرفاء والبنين.
والرفاء الالتحام والاتفاق أَي: تزوجت زواجًا يحصل بِهِ الِاتِّفَاق والالتحام بَيْنكُمَا والبنون فيهنؤون بالبنين سلفا وتعجيلا.

 وَلَا يَنْبَغِي للرجل أَن يهنئ بالابن وَلَا يهنِّئ بالبنت، بل يهنئ بهما أَو يتْرك التهنئة ليتخلص من سنة الْجَاهِلِيَّة، فإن كثيرا مِنْهُم كَانُوا يهنِّئون بالابن وبوفاة الْبِنْت دون وِلَادَتهَا.اهـ

الاثنين، 12 فبراير 2018

(37) الأحاديثُ الضعيفة والموضوعة وما لا أصل لها لوالدي رحمه الله


حديث: <الحِدَّة تعتري قُرّاء أمتي>.

كتبت عن والدي رحمه الله في الحكم على هذا الحديث:

أضعف من الضعيف.



---------------------------

قلت: الحديث رواه ابن عدي في الكامل (8/338) ترجمة وهب بْن وَهْب أبي البختري..

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: إِنَّ الْحِدَّةَ تَعْتَرِي جُمَّاعَ الْقُرْآنِ .

قِيلَ لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟

 قَالَ لِقُوَّةِ الْقُرْآنِ في أجوافهم.

قال ابن عدي عَقِبَه: ولأبي البختري من الحديث عَنِ الثِّقَاتِ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ، وَهو ممن يضع الحديث.

وذكر الحديث الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة(27)وقال:موضوع.


(47) دُرَرٌ مِنَ النَّصَائِحِ


محاسبة النفس بعد العمل

قسَّم ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان(1/39) محاسبة النفس بعد العمل إلى ثلاثة أنواع:

أحدها: محاسبتها على طاعة قصّرت فيها من حق الله، فلم تُوقِعها على الوجه الذي ينبغي.

وحق الله في الطاعة بمراعاة ستة أمور وهي:

 الإخلاص في العمل، والنصيحة لله فيه، ومتابعة الرسول فيه، وشهود مشهد الإحسان فيه، وشهود مِنّة الله عليه فيه، وشهود تقصيره فيه بعد ذلك كله. فيحاسب نفسَه:

 هل وَفَّى هذه المقامات حقَّها؟

 وهل أتى بها في هذه الطاعة؟

الثاني: أن يحاسب نفسه على عمل كان تركُه خيرًا له من فعله.

الثالث: أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد: لِمَ فعله؟
وهل أراد به الله والدار الآخرة،فيكون رابحًا فيه،أو أراد به الدنيا وعاجلها؟ فيخسر ذلك الربح ويفوته الظَّفَرُ به.

الأحد، 11 فبراير 2018

(57)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله


من علامات حُسْن الخاتمة

عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ ".

 قِيلَ: وَمَا اسْتَعْمَلَهُ؟

 قَالَ: " يُفْتَحُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ مَنْ حَوْلَهُ "رواه أحمد(36/280).

هذا حديث حسن.الصحيح المسند(1004).

-------------------

(حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ مَنْ حَوْلَهُ)أي:من أقربائه وجيرانه وأصحابه ومعارفه.
هذا الحديث فيه من الفوائد:

الاستفسار عن الشيء الذي يُشكِل.

التهيؤ لدار الآخرة بالعمل الصالح.

أن من علامات حسن الخاتمة  الوفاة على عبادة وتوبة وطاعة لرب العالمين.

ومِن أعظم ذلك أن يموت العبد وهو يتزود من العلم النافع.

أن الأعمال بالخواتيم.

فينبغي الإكثار من الدعاء بحُسْن الخاتمة.

اللهم استعملنا في طاعتك وارزقنا حسن الخاتمة.


الأربعاء، 7 فبراير 2018

(124)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله


حكم طلاق المرأة الحائض




جواب والدي رحمه الله:

 طلاق الحائض محرَّم لكنه يقع

لقول عبد الله بن عمر عند البخاري (5253)«حُسِبَتْ عَلَيَّ تَطْلِيقَة» .

ولأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لعُمر:«مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا».

والرجعة لا تكون  إلا عن طلاق .



كتبته وقيدته من دروس والدي رحمه الله.



----------------------------------------------------

قلت: وعلى هذا أكثر العلماء أن طلاق الحائض يقع .

وهو قول كثير من أصحاب الإمام أحمد.قال المرداوي في الإنصاف 8/330: الصحيح من المذهب أن طلاقها في حيضها أو في طهر أصابها فيه محرم ويقع نص عليهما، وعليه الأصحاب.


وعزاه ابن المنذر في الإشراف على مذاهب العلماء(5/187)إلى  كل من يحفظ عنه من أهل العلم، إلا ناسًا من أهل البدع لا يُقتدى بهم.اهـ

وهناك في المسألة قولٌ آخر وهو أن طلاق الحائض لا يقع ولا يُحسَب ،وقد تقدم الدليل على وقوعه في جواب والدي رحمه الله.

(14) أحكامُ المساجِد


                                حكم المطالبة بالدَّيْن في المسجد




عَنْ كَعْب بن مالك رضي الله عنه، أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فِي المَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ، فَنَادَى: «يَا كَعْبُ» قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.

 قَالَ: «ضَعْ مِنْ دَيْنِكَ هَذَا» وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ: أَيِ الشَّطْرَ.

 قَالَ: لَقَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «قُمْ فَاقْضِهِ»رواه البخاري(457)،ومسلم (1558).



هذا الحديث فيه جواز المطالبة بالدين في المسجد.

الجمعة، 2 فبراير 2018

(48)سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْرِ


{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)}[الكهف].



__________________________________________________

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية:يَقُولُ تَعَالَى لِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَقُلْ يَا مُحَمَّدُ لِلنَّاسِ:هَذَا الَّذِي جِئْتُكُمْ به مِنْ رَبِّكُمْ هُوَ الْحَقُّ الذِي لَا مِرْيَةَ فِيهِ وَلَا شَكَّ. {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} هَذَا مِنْ بَابِ التَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ الشَّدِيدِ؛ وَلِهَذَا قَالَ:

{إِنَّا أَعْتَدْنَا}أَيْ: أَرْصَدْنَا.

 {لِلظَّالِمِينَ} وَهُمُ الْكَافِرُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَكِتَابِهِ.

 {نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} أَيْ: سُورُهَا.اهـ

وقال السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية {نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} أي: سورها المحيط بها، فليس لهم منفذ ولا طريق ولا مخلص منها، تصلاهم النار الحامية.

وَقَوْلُهُ:{وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ}.

قال بعضهم: هو كلُّ شيء أُذيب وانماع.

وقال آخرون: هو القيح والدم الأسود.

وقال آخرون: هو الشيء الذي قد انتهى حرُّه.

وقد ذكر أقوال المفسرين ابن جرير رحمه الله في تفسير هذه الآية (29)من سورة الكهف ثم قال: وهذه الأقوال وإن اختلفت بها ألفاظ قائليها فمتقاربات المعنى، وذلك أن كل ما أُذيب من رصاص أو ذهب أو فضة فقد انتهى حَرُّه، وأن ما أُوقدت عليه من ذلك النار حتى صار كدُرديِّ الزيت، فقد انتهى أيضا حَرُّه.اهـ

وكذلك قال ابن كثير رحمه الله ونصُّ كلامِه:وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا يَنْفِي الْآخَرَ، فَإِنَّ الْمُهْلَ يَجْمَعُ هَذِهِ الْأَوْصَافَ الرَّذِيلَةَ كُلَّهَا، فَهُوَ أَسْوَدُ مُنْتِنٌ غَلِيظٌ حَارٌّ، وَلِهَذَا قَالَ:(يَشْوِي الْوُجُوهَ) أَيْ مِنْ حَرِّهِ، إِذَا أَرَادَ الْكَافِرُ أَنْ يَشْرَبَهُ وَقَرَّبَهُ مِنْ وَجْهِهِ شَوَاهُ حَتَّى تسقط جلدة وَجْهِهِ فِيهِ.اهـ

ودُرديُّ الزيت:الذي يترسَّب في أسفل الإناء.

{بِئْسَ الشَّرَابُ} بئس ،وساء من أفعال الذَمِّ .

قال ابن كثير رحمه الله: أَيْ بِئْسَ هَذَا الشَّرَابُ، كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى :{وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ}[مُحَمَّدٍ: 15]،وَقَالَ تَعَالَى:{تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ}[الغاشية: 5]أي: حارَّة، كما قال تعالى:{وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ}[الرَّحْمَنِ: 44].

{وَساءَتْ مُرْتَفَقًا}أَيْ: وَسَاءَتِ النَّارُ مَنْزِلًا وَمَقِيلًا وَمُجْتَمَعًا وَمَوْضِعًا لِلِارْتِفَاقِ، كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى:{إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقامًا}[الفرقان: 66].

من فوائد هذه الآية:

التهديد والوعيد للمعرضين عن الدين،وكما قال تعالى:{اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت:40].

إثبات المشيئة للإنسان لا كما تقولُه الجبرية إن الإنسان ليس له مشيئة ولا إرادة ولا اختيار.

أن الكافر ظالم ،ولا أحد أظلم من الذي كفر بالله عز وجل وأشرك به،وظلمُه لنفسه ،وما يقوله بعض الواعظين:إذا أشركت بالله فقد ظلمتَ الله،هذا خطأ. فالله عزوجل لا يُظْلَم{وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[البقرة:57].

وقد نبَّهَنَا على هذا والدي رحمه الله.



ما أعدَّه الله سبحانه للكافرين من الخزي والعذاب.



إحاطة النار بالكفار من كل جانب وكما قال تعالى:{لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ}.



أن أهل النار في غمٍّ وكربٍ وهمٍّ وضيق وفي أشد العطش وكما قال تعالى في سورة الأعراف:﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)[ الأعراف].
استغاثة أهل النار برفع الضر عنهم والكرب والهمِّ.
ومن استغاثتهم:الخروج من النار ليعملوا صالحا قال تعالى:{ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)}[فاطر].
ومن استغاثتهم: أنهم يطلبون الموت إذا رأوا لا غوث ولا فرَجَ لهم قال تعالى:{ وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78)}[الزخرف].
صفة شراب أهل النار وهو الماءُ الحار الذي إذا قرُب من وجوههم أحرقها،فإذا سُقُوه قطَّع أمعاءهم قال تعالى:{وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)}[محمد] ،وهذا من أشد أنواع العذاب.
أعاذنا الله وسائر المسلمين من النار.