جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 29 سبتمبر 2017

(119)سِلْسِلَةُ الفَوَائِدِالعِلْمِيَّةِ والمَسَائِلِ الفِقْهِيَّةِ



                   من أحاديث الترغيب والترهيب

عن أبي هريرة  رضي الله عنه  قال: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانَةً تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ، وَتَصَّدَّقُ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا خَيْرَ فِيهَا، هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ» .

 قَالُوا: وَفُلَانَةٌ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَصَّدَّقُ بِأَثْوَارٍ، وَلَا تُؤْذِي أَحَدًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» رواه البخاري في الأدب المفرد(119).

والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (190).


والأَثْوَار جَمْع ثَوْر، وَهِيَ قِطْعة مِنَ الأقِط، وَهُوَ لَبَن جَامِدٌ مُسْتَحْجِر.كما في النهاية .

وفي الحديث :

الإيمان بالجزاء الأُخرَوي .

أن الأذى باللسان من الموبقات.

وسواء كان الأذى بالقول أو بالهمز واللمز والطعن أو بالسُّخرية والاستهزاء أو الغيبة والنميمة أو غير ذلك.

وفيه ذِكْرُ حال امرأتين:

إحداهما:عابدة  ومتصدِّقَة لكنها مؤذية بلسانِها .

 وهذه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنها: «لَا خَيْرَ فِيهَا، هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ».

والأُخرى:قليلة العبادة والصدقة لكنها  تحفظُ لسانها لا تؤذي أحدًا .

وهذه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنها: «هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ».

فعلى كلِّ مسلمٍ ومسلمة أن يحفظَ لسانَه ويصونه من أذى إخوانه المسلمين .

وقد روى البخاري(10) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ».




الخميس، 28 سبتمبر 2017

(9)أَوصَافُ طالبِ العلمِ الشرعِي

                        
                                النهمة في العلم

ينبغي لكلِّ طالب علم  وطالبة علم الحرص على تعلُّم العلم والتزود منه ،قال الله سبحانه: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114))[طه].

وقال الإمام البخاري في كِتَابِ العِلْمِ، بَابُ الحِرْصِ عَلَى الحَدِيثِ، ثم أخرج حديث  أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ برقم(99) قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لاَ يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ، أَوْ نَفْسِهِ».

وليستكثرْ من العلم ولا يشبع منه ،ولا يرضى بالقليل منه وهو قادرٌ على الكثير. روى الحاكم في «المستدرك» (312)عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ: مَنْهُومٌ فِي عِلْمٍ لَا يَشْبَعُ، وَمَنْهُومٌ فِي دُنْيَا لَا يَشْبَعُ».

وروى البخاري (7418)عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ»، قَالُوا: بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا أَهْلَ اليَمَنِ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ»، قَالُوا: قَبِلْنَا، جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الأَمْرِ مَا كَانَ، قَالَ: «كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ»، ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ أَدْرِكْ نَاقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهَا، فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ دُونَهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ وَلَمْ أَقُمْ.

وهذا دليلٌ على حرص عمران بن حصين على العلم تمنى أنه بقي يسمع العلم ولم يخرجْ لطلب ناقته ولو فاتته.

وروى الخطيب في «شرف أصحاب الحديث»(ص115)من طريق أَبي كَامِلٍ مُظَفَّرِ بْنِ مُدْرِكٍ قَالَ: « ذَكَرُوا لِشُعْبَةَ حَدِيثًا، لَمْ يَسْمَعْهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: وَاحُزْنَاهُ».

فالسلف لهمتهم  العالية ولمعرفتِهم قدرَ العلم ومنزلته الرفيعة كان يشقُّ عليهم أن يفوتهم شيءٌ من العلم.

وفي هذا الأثر شُعْبَةُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ يحزن على فوات العلم ويقول: (وَاحُزْنَاهُ): الواو حرف ندبة، والمندوب هو: المنادى المتفجَّع عليه أو المتوجَّع منه.

عكسُ أهل زماننا -إلا من رحم ربي-حزنهم وتألُّمُهُم على فوات دنيا فانية ولذَّاتٍ منغصَة.

ولو علموا فضلَ العلم ولذَّتَه وسعادتَه لما غفلوا عن هذا الزاد الحقيقي، ولتلهَّفت قلوبُهم إلى هذه السعادة وهذا النعيم وهذه الراحة ،ولتحسَّروا على كلِّ الأوقات الضائعة.

فاللهم نسألُك أن ترْزُقَنا العلم النافع والعمل الصالح وأن تكفينا فتنة المحيا والممات.





(43)الإجابةُ عن الأسئلةِ

                                السؤال

بالنسبة لصوم يوم السبت المصادف لعاشوراء.
هل نصوم الجمعة والسبت مثلا ام أنه لا يصام السبت الا فيما افترض علينا ؟ وأن الحَضْر مقدم على المبيح.كما بين الشيخ الألباني رحمه الله. 

                             الجواب

النهي عن صوم يوم السبت  مبنيٌّ على حديثٍ رواه أبوداود (2421) والترمذي (744) من طريق ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أُخْتِهِ الصَّمَّاء، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلَّا فِيمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا لِحَاءَ عِنَبَةٍ أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضُغْهُ» .
قال أبو داود عقب هذا الحديث: «هَذَا حَدِيثٌ مَنْسُوخٌ» .
وقَالَ أَبُو دَاوُدَ في «سننه»تحت رقم (2424) قَالَ مَالِكٌ: «هَذَا كَذِبٌ» .
وروى أبو داود في «سننه» (2423) بسند صحيح عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا ذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ «نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمِ السَّبْتِ» يَقُولُ ابْنُ شِهَابٍ: هَذَا حَدِيثٌ حِمْصِيٌّ.
قال صاحب «عون المعبود »: يُرِيدُ تَضْعِيفَهُ لِأَنَّ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بسر راويان حمصيان أَحَدُهُمَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدُ وَثَانِيهِمَا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ تَكَلَّمَ فِيهِمَا بَعْضٌ وَوَثَّقَهُمَا بَعْضٌ اهـ
وقال الحافظ ابن حجر في «التلخيص الحبير» (2/ 414 ) بعد أن ذكرأنواعًا من الاختلاف في إسناده: لَكِنَّ هَذَا التَّلَوُّنَ فِي الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ بِالْإِسْنَادِ الْوَاحِدِ مَعَ اتِّحَادِ الْمَخْرَجِ، يُوهِنُ رَاوِيَهُ وَيُنْبِئُ بِقِلَّةِ ضَبْطِهِ، إلَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ الْحُفَّاظِ الْمُكْثِرِينَ الْمَعْرُوفِينَ بِجَمْعِ طُرُقِ الْحَدِيثِ، فَلَا يَكُونُ ذَلِكَ دَالًّا عَلَى قِلَّةِ ضَبْطِهِ، وَلَيْسَ الْأَمْرُ هُنَا كَذَا اهـ
وقال في« بلوغ المرام »:رَوَاهُ الْخَمْسَةُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إلَّا أَنَّهُ مُضْطَرِبٌ .اهـ.
ونقل شيخ الإسلام في «اقتضاء الصراط المستقيم» (2/72) كلامًا للإمام أبي عبدالله أحمد بن حنبل نقله عنه الأثرم ثم قال : فهذا الأثرم، فهم من كلام أبي عبد الله أنه توقف عن الأخذ بالحديث-أي حديث الصماء-، وأنه رخص في صومه، حيث ذكر الحديث الذي يحتج به في الكراهة يعني حديث الصماء، وذكر أن الإمام في علل الحديث يحيى بن سعيد كان يتقيه، وأبى أن يحدث به، فهذا تضعيف للحديث.
واحتج الأثرم بما دل من النصوص المتواترة، على صوم يوم السبت .
قال شيخ الإسلام : ولا يقال: يحمل النهي على إفراده، لأن لفظه: «لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم». والاستثناء دليل التناول، وهذا يقتضي أن الحديث عمَّ صومُه على كل وجه، وإلا لو أريد إفراده لما دخل الصوم المفروض ليستثنى فإنه لا إفراد فيه، فاستثناؤه دليل على دخول غيره، بخلاف يوم الجمعة، فإنه بين أنه إنما نهى عن إفراده.
وعلى هذا، فيكون الحديث: إما شاذ غير محفوظ، وإما منسوخ ، وهذه طريقة قدماء أصحاب أحمد الذين صحبوه كالأثرم، وأبي داود.
وأكثر أهل العلم على عدم الكراهة.
وأما أكثر  أصحابنا ففهموا من كلام أحمد الأخذ بالحديث، وحمله على الإفراد، فإنه سئل عن عين الحكم، فأجاب بالحديث، وجوابه بالحديث  يقتضي اتباعه اهـ المراد.
وهذا الحديث بحثت عن حاله وجمعت طرقه عند تدريسي النساء بلوغ المرام  في (دار الحديث) ثم عرضته على والدي الشيخ مقبل رحمه الله.
 فقال :الحديث مضطرب ،فتكلمت معه عن بعض طرقه وتصحيح بعض من صححه .
فقال :لا ، ومَن مع الذين يصححونه أغلبهم متساهلون في التصحيح كالترمذي وابن حبان والحاكم .
وانتهينا بهذا والله تعالى أعلى وأعلم .



والحاصل: أنه إذا  كان اليوم العاشر من شهر الله المحرم  يوم جمعة  أو يوم سبت ، فإنه يُصام اليوم العاشر ولو على الإفراد،ولكن يستحب صيام اليوم التاسع مخالفة لليهود .والله أعلم.

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

(42)الإجابةُ عن الأسئلةِ


سائلة تقول ان أولادها سيصلون من السفر يوم الجمعه اي يوم التاسع من محرم فهل لها ان تُفطر في ذلك اليوم ومن ثم تصوم هي وزوجها اليوم العاشر والحادي عشر من شهر الله المحرم ؟

                          الجواب

يستحب صيام  اليوم  التاسع لما روى مسلم (1134) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

 أما صيام اليوم  الحادي عشر  بدل اليوم  التاسع  فجاء فيه رواية ضعيفة .قال العلامة الألباني رحمه الله في «السلسلة الضعيفة»تحت رقم (4297):وقد روي عنه-أي عن ابن عباس- بلفظ:«صوموا يوما قبله، ويوما بعده» ،وذِكْر اليوم الذي بعده منكر فيه؛ مخالف لحديث ابن عباس الصحيح بلفظ:«لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع».أخرجه مسلم، والبيهقي، وغيرهما.اهـ.


والثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو صيام اليوم العاشر ،وعزم على صيام التاسع مع العاشر في السنة المُقبلة مخالفة لليهود فتوفي صلوات الله وسلامه عليه  قبل ذلك .
وكان  والدي رحمه الله يقول: إذا لم يصم  التاسع  يصوم  الحادي عشر  لأجل مخالفة المشركين من اليهود.   
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .





كتب ورسائل والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.

«تراجم رجال الدارقطني في سننه الذين لم يترجم لهم في التقريب ولا في رجال الحاكم»
لوالدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى.
 
لتحميل الكتاب اضغط هنا.

كتب ورسائل والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.

«فضائح ونصائح»
 
لوالدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى.
 
لتحميل الكتاب اضغط هنا.

الاثنين، 25 سبتمبر 2017

(117)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله



إذا نسى الإمام فزاد في الصلاة ركعة أو غيرها هل يتابع؟  


جواب والدي رحمه الله  :

لا يتابع ويقال له: سبحان الله، فإن لم يسمع الإمام فينتظر حتى يسلم إذا زاد ركعة، فإذا سلم يسلم معه المأموم.

فإن قيل: فالصحابة  رضي الله عنهم صلوا بعد النبي  صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتابعوه لما قام للخامسة.

فنقول: الصحابة تابعوه لأنهم كانوا في زمن الوحي.

 وأما الآن فقد كمل دينُنا واستقر.


استفدته وقيدته من دروس والدي رحمه الله.

(41)الإجابةُ عن الأسئلةِ


          هل صحيح بأن المقتول غدر وخيانة يكون شهيدًا ؟
                    
                             الجواب

من قُتِل من المسلمين  غدرا  وخيانة  وظلمًا فهو شهيد.

روى البخاري (3675)عن أنس بن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ، فَقَالَ: «اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ».

(وَشَهِيدَانِ)يعني: عمر وعثمان  رضي الله عنهما .

وقد ماتا  مقتولين  غدرا ،وسماهما النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شهيدَين .

أما عمر بن الخطاب فطعنه أبولؤلؤة المجوسي وهو يصلي بالناس صلاة الصبح في المسجد .

وقصة قتله رضي الله عنه في صحيح البخاري(3700)عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ، وَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ، وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: كَيْفَ فَعَلْتُمَا، أَتَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا قَدْ حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لاَ تُطِيقُ؟ قَالاَ: حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ، مَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ، قَالَ: انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لاَ تُطِيقُ، قَالَ: قَالاَ: لاَ، فَقَالَ عُمَرُ: لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ، لَأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ العِرَاقِ لاَ يَحْتَجْنَ إِلَى رَجُلٍ بَعْدِي أَبَدًا، قَالَ: فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ، قَالَ: إِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ، وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، قَالَ: اسْتَوُوا، حَتَّى إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِنَّ خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، وَرُبَّمَا قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ، أَوِ النَّحْلَ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ , فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَتَلَنِي - أَوْ أَكَلَنِي - الكَلْبُ، حِينَ طَعَنَهُ، فَطَارَ العِلْجُ بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ، لاَ يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِينًا وَلاَ شِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ، حَتَّى طَعَنَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، مَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا، فَلَمَّا ظَنَّ العِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ، وَتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، فَمَنْ يَلِي عُمَرَ فَقَدْ رَأَى الَّذِي أَرَى، وَأَمَّا نَوَاحِي المَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لاَ يَدْرُونَ، غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ، وَهُمْ يَقُولُونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ، فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَلاَةً خَفِيفَةً، فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي، فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: غُلاَمُ المُغِيرَةِ، قَالَ: الصَّنَعُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ، لَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا، الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإِسْلاَمَ ..القصة بطولها.

 وفيها ثبات عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومواقف وعبَر.

وأما عثمان بن عفان رضي الله عنه فقُتِل على يد بعض الخوارج وهو محاصرٌ في داره.



لكن من قُتِلَ غدرًا وخيانة وظلمًا يأخذ حكمَ شهيد المعركة في الآخرة.

أي:حكمه حكم شهيد المعركة في الآخرة من حيث الفضل والمنزلة.

وأما في الدنيا  فالذي يجري عليه حكم الشهيد  هو شهيد  المعركة  فقط .


فعلى هذا يغسَّل  شهيد  غير المعركة  ويكفَّن ويصلى عليه صلاة الجنازة .والله أعلم .


السبت، 23 سبتمبر 2017

(50)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله



عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:  لَمْ يُقْتَلْ مِنْ نِسَائِهِمْ - تَعْنِي بَنِي قُرَيْظَةَ - إِلَّا امْرَأَةٌ، إِنَّهَا لَعِنْدِي تُحَدِّثُ تَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْتُلُ رِجَالَهُمْ بِالسُّيُوفِ، إِذْ هَتَفَ هَاتِفٌ بِاسْمِهَا أَيْنَ فُلَانَةُ؟ قَالَتْ: أَنَا. قُلْتُ: «وَمَا شَأْنُكِ؟» قَالَتْ: حَدَثٌ أَحْدَثْتُهُ. قَالَتْ: «فَانْطَلَقَ بِهَا فَضُرِبَتْ عُنُقُهَا، فَمَا أَنْسَى عَجَبًا مِنْهَا أَنَّهَا تَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا وَقَدْ عَلِمَتْ أَنَّهَا تُقْتَلُ».رواه أبوداود(2671).

-------------------
(تَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا)أي: ليس عليها أثر الحُزن .

ولم يُذكَر في الحديث السبب في قتل هذه المرأة القُرظية .

وقد أخرج  الحديث البيهقي في السنن (9/140) وقال عقِبَه:ذَكَرَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَغْدَادِيِّ، عَنْهُ عَنْ أَصْحَابِهِ، أَنَّهَا كَانَتْ دَلَّتْ عَلَى مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ دَلَّتْ عَلَيْهِ رَحًى فَقَتَلَتْهُ، فَقُتِلَتْ بِذَلِكَ.

 قَالَ: وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ أَسْلَمَتْ وَارْتَدَّتْ وَلَحِقَتْ بِقَوْمِهَا، فَقَتَلَهَا لِذَلِكَ، وَيُحْتَمَلُ غَيْرُ ذَلِكَ .

قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: لَمْ يَصِحَّ الْخَبَرُ لِأِيِّ مَعْنًى قَتَلَهَا، وَقَدْ قِيلَ إِنَّ مَحْمُودَ بْنَ مَسْلَمَةَ قُتِلَ بِخَيْبَرَ وَلَمْ يُقْتَلْ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ .اهـ

ويستفادُ من الحديث :

أن المرأة لا تُقتل في الحرب.

ولهذا لم يُقتَل أحد من نساء بني قريظة إلا هذه المرأة لحَدَثٍ أحدثته.

وقد أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى تَحْرِيمِ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ إِذَا لَمْ يُقَاتِلُوا فَإِنْ قَاتَلُوا قَالَ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ يُقْتَلُونَ .كما في شرح صحيح مسلم للنووي(12/48).


وبنو قريظة أحد الطوائف الثلاث الذين صالحهم النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما قدم المدينة، وهم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة. وأول من نقض العهد بنو قينقاع ثم بنو النضير ثم بنو قريظة، أما بنو قينقاع وبنو النضير فأجلاهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المدينة، وأما بنو قريظة فقاتلهم .

وكل غزوة من هذه الغزوات كانت عقب غزوة من الغزوات الكبار. قال ابن القيم رحمه الله في «زاد المعاد» (3/123): وَكَانَتْ غَزْوَةُ كُلِّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ عَقِبَ كُلِّ غَزْوَةٍ مِنَ الْغَزَوَاتِ الْكِبَارِ. فَغَزْوَةُ بَنِي قَيْنُقَاعَ عَقِبَ بَدْرٍ، وَغَزْوَةُ بَنِي النَّضِيرِ عَقِبَ غَزْوَةِ أُحُدٍ، وَغَزْوَةُ بَنِي قُرَيْظَةَ عَقِبَ الْخَنْدَقِ... اهـ.

والغزوات الكبار سبع قال ابن القيم رحمه الله في «زاد المعاد» (1/125): وَالْغَزَوَاتُ الْكِبَارُ الْأُمُّهَاتُ سَبْعٌ: بَدْرٌ، وَأُحُدٌ، وَالْخَنْدَقُ، وَخَيْبَرُ، وَالْفَتْحُ، وَحُنَيْنٌ، وَتَبُوكُ. اهـ.

الجمعة، 22 سبتمبر 2017

(18)معجزات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم



عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ، رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى عَقَبَةِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَمُرُّ عَلَيْهِ، وَالنَّاسُ حَتَّى مَرَّ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ، أَبَا خُبَيْبٍ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ أَمَا وَاللهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا، أَمَا وَاللهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا، أَمَا وَاللهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا، أَمَا وَاللهِ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُ صَوَّامًا، قَوَّامًا، وَصُولًا لِلرَّحِمِ، أَمَا وَاللهِ لَأُمَّةٌ أَنْتَ أَشَرُّهَا لَأُمَّةٌ خَيْرٌ.

ثُمَّ نَفَذَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ مَوْقِفُ عَبْدِ اللهِ وَقَوْلُهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَأُنْزِلَ عَنْ جِذْعِهِ، فَأُلْقِيَ فِي قُبُورِ الْيَهُودِ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، فَأَبَتْ أَنْ تَأْتِيَهُ، فَأَعَادَ عَلَيْهَا الرَّسُولَ: لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ، قَالَ: فَأَبَتْ وَقَالَتْ: وَاللهِ لَا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي، قَالَ: فَقَالَ: أَرُونِي سِبْتَيَّ فَأَخَذَ نَعْلَيْهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا.

 فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللهِ؟

 قَالَتْ: رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ.

 بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ لَهُ: يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ أَنَا، وَاللهِ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكُنْتُ أَرْفَعُ بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَطَعَامَ أَبِي بَكْرٍ مِنَ الدَّوَابِّ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ.
 أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا، «أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا» فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ، قَالَ: فَقَامَ عَنْهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا .رواه مسلم (2545).

-------------------

هذا الحديث من معجزات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فقد وقع طِبْق ما أخبر به النبي صلى الله علي وعلى آله وسلم من كذب المختار بن أبي عبيد ،وكان أشدُّ كذبه ادعاءَه النبوة وأن جبريل يأتيه بالوحي ،وأما الحجاج بن يوسف فظهر ظلمُه وسفكه لدماء الأبرياء من العلماء وغيرهم ،وكان من جملة مَن قَتَلَ سعيدَ بن جبير رحمه الله ظلمًا وعدوانًا والناس أحوج ما يكون إلى علمِه.

وقد بوَّب والدي رحمه الله على هذا الحديث في الصحيح المسند من دلائل النبوة(433)ومنها:إخباره صلى الله عليه وعلى آله وسلم بفساد الحجاج وكذب المختار بن أبي عبيد الثقفي .

وفي الحديث من الفوائد:

قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم –شرح هذا الحديث:
 فِيهِ اسْتِحْبَابُ السَّلَامِ على الميت في قبره وغيره وتكرير السلام ثلاثا كما كرر ابن عُمَرَ .

وَفِيهِ الثَّنَاءُ عَلَى الْمَوْتَى بِجَمِيلِ صِفَاتِهِمُ الْمَعْرُوفَةِ.

 وَفِيهِ مَنْقَبَةٌ لِابْنِ عُمَرَ لِقَوْلِهِ بِالْحَقِّ فِي الْمَلَأِ وَعَدَمِ اكْتِرَاثِهِ بِالْحَجَّاجِ لِأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَبْلُغُهُ مَقَامُهُ عَلَيْهِ وَقَوْلُهُ وَثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ فلم يمنعه ذلك أن يقول الحق ويشهد لِابْنِ الزُّبَيْرِ بِمَا يَعْلَمُهُ فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ وَبُطْلَانِ مَا أَشَاعَ عَنْهُ الْحَجَّاجُ مِنْ قَوْلِهِ أنه عدوالله وظالم ونحوه فأراد ابن عمر براءة ابن الزُّبَيْرِ مِنْ ذَلِكَ الَّذِي نَسَبَهُ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ وَأَعْلَمَ النَّاسَ بِمَحَاسِنِهِ وَأَنَّهُ ضِدُّ مَا قَالَهُ الحجاج ،ومذهب أهل الحق أن ابن الزُّبَيْرِ كَانَ مَظْلُومًا وَأَنَّ الْحَجَّاجَ وَرُفْقَتَهُ كَانُوا خَوَارِجَ عَلَيْهِ.اهـ



وفيه منقبة لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وأنها كانت  شجاعة وذات شخصية قويَّة فقد أرسل إليها الحجاج تأتي إليه فأبت،فأرسل إليها مرةً أُخرى وهدَّدها  فأبت ولم تخَف منه ،بل صدعت بالحق في عدَّة كلمات عند أن دخل عليها، فسكت وخرج ولم يقل شيئًا .


الخميس، 21 سبتمبر 2017

كتب ورسائل والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.

كتاب «رجال الحاكم في المستدرك»
لوالدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى.

لتحميل المجلد الأول اضغط هنا.

لتحميل الجزء الثاني اضغط هنا.

صوتيات


«حكم الحلف بالولي الفلاني، أوبحياة الأب أو الأم، أوبالأمانة وغيرها .. »/ لوالدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.

صور المدونة

(40)الإجابةُ عن الأسئلةِ


       بارك الله فيك ما حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد؟

                                   الجواب


سُئِل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ما رأيكم في تبادل التهنئة في بداية العام الهجري الجديد؟

جواب الشيخ رحمه الله:

 أرى أن بداية التهنئة في قدوم العام الجديد لا بأس بها ولكنها ليست مشروعة بمعنى: أننا لا نقول للناس: إنه يسن لكم أن يهنئ بعضكم بعضًا، لكن لو فعلوه فلا بأس، وإنما ينبغي له أيضًا إذا هنأه في العام الجديد أن يسأل الله له أن يكون عام خيرٍ وبركة فالإنسان يرد التهنئة.
هذا الذي نراه في هذه المسألة،وهي من الأمور العادية وليست من الأمور التعبدية.(لقاء الباب المفتوح).


وقال أيضًا رحمه الله في نفس المرجع:التهنئة برأس العام الجديد ليست معروفة عند السلف ، ولهذا تركها أولى، لكن لو أن الإنسان هنأ الإنسان بناءً على أنه في العام الذي مضى أفناه في طاعة الله عز وجل فيهنئه لطول عمره في طاعة الله فهذا لا بأس به، لأن خير الناس من طال عمره وحسن عمله، لكن هذه التهنئة إنما تكون على رأس العام الهجري، أما رأس العام الميلادي فإنه لا يجوز التهنئة به، لأنه ليس عامًا شرعيًّا ،بل إن هنَّأَ به الكفار على أعيادهم فهذا يكون الإنسان فيه على خطر عظيم أن يهنئهم بأعياد الكفر، لأن التهنئة بأعياد الكفر رضا بها وزيادة، والرضا بالأعياد الكفرية ربما يخرج الإنسان من دائرة الإسلام، كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه أحكام أهل الذمة.
وخلاصة القول: أن التهنئة برأس العام الهجري تركها أولى بلا شك، لأنها ليست من عهد السلف ، وإن فعلها الإنسان فلا يؤَثَّم ،وأما التهنئة برأس العام الميلادي فلا.اهـ

وعلى ضوءِ ما تقدم نستفيد:

أن التهنئة بدخول العام الجديد الهجري ليس من السنة،ولم يكن يفعلُه السلفُ، ولهذا تركه أفضل وأولى .

قلت:وهذا الذي ننصحُ به أنفسَنا وغيرَنا ممن يحرصُ على اقتفاءِ آثارِ السلف المتقدِّم الوقوف عند ذلك ،وليسَعْنا ما وسِعَهم .


س- المعذرة أُخبرنا إن إحدى الداعيات سجلت صوتها وهي تعمل درس وكان في جملة كلامها إن التوحيد لا يؤخذ من الشيخ ( ابن كثير ) ولا من القرطبي بل وتحذر منهم وأنهم مفسرون فقط ؟

                                  الجواب

أما ابن كثير رحمه الله فتفسيره على طريقةِ السلف في العقيدة وغيرِها. 

وهو كتابٌ عظيمٌ حافل سواء في العقيدة  أو الفقه أو اللغة أوعلم الحديث أو في النقد والترجيحات وغيرها.

والذي يقرأُ فيه  يجدُ  من العلوم ما يَروى به غليلُه .

وكان والدي رحمه الله يذكرُ تفسير«ابن كثير» في التفاسير السلفية.

وقد تحصل زلات  نادرة ،لأن العالِمَ غير معصوم ،والنادر لا حكم  له .

وكان يذكر لنا والدي رحمه الله قول الشوكاني -مقرًّا له- في ترجمة ابن كثير من البدر الطالع : وله تصانيف مفيدة منها التفسير المشهور وهو في مجلدات وقد جمع فيه فأوعى ونقل المذاهب والاخبار والآثار وتكلم بأحسن كلام وأنفسه وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها .اهـ


وأما  تفسير  القرطبي  فلديه تأويلات  كثيرة  في باب الصفات  وغيرها على طريقة أهل الكلام .


وكتبت عن والدي رحمه الله: «تفسير القرطبي» تفسير أشعري.