جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 30 مايو 2017

(7) أحاديثُ منتقاةٌ من أحاديثِ البخاري ومسلم


                الإكثار من فعل الطاعات في شهر رمضان

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ».رواه البخاري(6)،ومسلم(2308).

_______________
قال النووي رحمه الله في«شرح صحيح مسلم»:
فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَوَائِدُ :
مِنْهَا :بَيَانُ عِظَمِ جُودِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَمِنْهَا: اسْتِحْبَابُ إِكْثَارِ الْجُودِ فِي رَمَضَانَ .
وَمِنْهَا: زِيَادَةُ الْجُودِ وَالْخَيْرِ عِنْدَ مُلَاقَاةِ الصَّالِحِينَ وَعَقِبَ فِرَاقِهِمْ لِلتَّأَثُّرِ بِلِقَائِهِمْ .

وَمِنْهَا: استحباب مدارسة القرآن .اهـ

الاثنين، 29 مايو 2017

(23) الأحاديثُ الضعيفة والموضوعة لوالدي رحمه الله



حديث:أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا بِهِ لَمَمٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ، أَنَا رَسُولُ اللهِ  قَالَ: فَبَرَأَ. فَأَهْدَتْ إِلَيْهِ كَبْشَيْنِ، وَشَيْئًا مِنْ أَقِطٍ، وَشَيْئًا مِنْ سَمْنٍ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذِ الْأَقِطَ وَالسَّمْنَ وَأَحَدَ الْكَبْشَيْنِ، وَرُدَّ عَلَيْهَا الْآخَرَ». رواه أحمد (29/92) عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثقفي.

حكم والدي رحمه الله :


ضعيف ،وهو في «إيضاح الدلالة في عموم الرسالة» اهـ .

قيَّدته من دروس والدي رحمه الله .

(36) مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ


س:نحن نقرأ كل يوم في التراويح جزءًا بالتحديد فهل هذا يصل إلى درجة البدعة؟ وحكم إلقاء بعض المواعظ بين ركعات التراويح ؟.

جواب والدي الشيخ مقبل رحمه الله:

 المواعظ إذا لم تكن عادَةً مستمرة لابأس بها.

 وقراءة جزء أو جزْءَين أو ثلاثة الأولى أن يقرأ الشخصُ نشاطَه ،حتى ما يتقيد بهذا ،فالنَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما كان يتقيَّد بهذا، وقد جاء أن جبريل كان يدارسُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم القرآن ،لكن ليس معناه أنه يدارسُه في الصلاة ،في كل عامٍ مرة في رمضان مرة ،وفي السَّنة التي قرُب أجلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم دارسَهُ مرتين.


[المرجع شريط/كيف نستقبل رمضان].

(35) مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ


س:شخصٌ صام مع أهل بلده ثم سافر إلى بلد آخر وأكمل معهم صوم رمضان ولكن أعلن الإفطار في تلك البلاد التي سافر إليها وهو قد صام من رمضان ثمانية وعشرين  يومًا؛ لأن بلده تأخرت بالصوم عن البلاد التي سافر إليها بيوم فهل يفطر في يوم العيد في البلد التي سافر إليها أم يصوم ذلك اليوم؟

جواب والدي رحمه الله:

يُفطر إذا تأكد من ظهورِ الشهر ،أو كملت العدة هنالك فعليه أن يفطر.

 ولا يلزمه قضاء؛ لأنَّ القضاء مقيَّدٌ ،﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾  [البقرة:184]، وكذا الحائض التي أفطرت في رمضان يجب عليها القضاءُ، المهم أن القضاء لا يُقضى إلا بما وردَ فيه الدليل.


[المرجع شريط/كيف نستقبل رمضان].

السبت، 27 مايو 2017

صوتيات

  • محاضرة بعض أحكام الصيام لوالدي الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى

كتب ورسائل والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.

رسالة «بعض أحكام الصيام»
  لوالدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى.


لتحميل الرسالة اضغط هنا

(48) سِلْسَلَةُ المَسَائِلِ النِّسَائِيَّة


س: إذا تنازلت المرأة عن حقوقها على زوجها، هل لها أن تتراجع عن تنازُلِها؟

جـ: لها أن تتراجع، هذا عائدٌ إليها.


قيَّدتُه من دروس والدي  الشيخ مقبل رحمه الله .

(34) مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ


ما حكم استخدام السواك ومعجون الأسنان في نهار رمضان ؟

ج: استخدامُ السواك لابأس به ،مِن أراكٍ لابأس به ،حتى وإن كان أخضرَ .

ومعجون الأسنان ننصحُ بتركِه في رمضان ،وليس لدينا دليلٌ على أنه يُبطِلُ الصومَ .
ويجبُ أن يتحرَّزَ مِن أن يتسرَّبَ إلى بطنِه شيءٌ، فالرَّسُولُ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يَقُولُ: «وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا» .


معناه: أنه إذا كان صائمًا فيُخشَى أن يتسرَّبَ الماءُ إلى بطنِه. 

[من فتاوى والدي رحمه الله  من شريط/بعض أحكام الصيام].

(33) مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ

              
                 من مكفرات الذنوب صوم رمضان
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». أخرجه البخاري (38)، ومسلم (760) .
هذا الحديث دليلٌ أن صوم شهر رمضان إيمانًا واحتسابًا من مكفرات الذنوب.
قال  ابن بطال في«شرح البخاري»( 4/21):يريد تصديقًا بفرضه وبالثواب من الله تعالى على صيامه وقيامه.اهـ
وفيه فضل حسن النية .
وقال البخاري رحمه الله: بَابٌ: الصَّوْمُ كَفَّارَةٌ ،ثم أخرج حديث (1895)،وهو عند مسلم (4ص2218)عن حذيفةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:«فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ».وفي رواية للبخاري(525)«فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ، وَالأَمْرُ وَالنَّهْيُ».
وروى مسلم (233)عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ».
و أخرج الترمذي (3545) من حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الجَنَّةَ», والحديث في «الصحيح المسند» (2/104) لوالدي رَحِمَهُ اللَّهُ.
وقد قال بعضهم :سُمِّي رمضان بذلك لأنه تُحرَقُ فيه الذنوب .قال الحافظ في«فتح الباري»(شرح تبويب حديث رقم 1898): وَاخْتُلِفَ فِي تَسْمِيَةِ هَذَا الشَّهْرِ رَمَضَانَ فَقِيلَ لِأَنَّهُ تُرْمَضُ فِيهِ الذُّنُوبُ أَيْ تُحْرَقُ لِأَنَّ الرَّمْضَاءَ شِدَّةُ الْحَرِّ وَقِيلَ وَافَقَ ابْتِدَاءُ الصَّوْمِ فِيهِ زَمَنًا حَارًّا وَاللَّهُ أَعْلَمُ .اهـ
أما ما رواه أحمد (16/75) عن أبي هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ الْعَمَلِ كَفَّارَةٌ، إِلَّا الصَّوْمَ، وَالصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ».وسنده صحيح .
فقد أجاب عنه الحافظ في«فتح الباري»(تحت رقم 1895)وقال: يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ كَفَّارَةٌ وَزِيَادَةُ ثَوَابٍ عَلَى الْكَفَّارَةِ، وَيَكُونَ الْمُرَادُ بِالصِّيَامِ الَّذِي هَذَا شَأْنُهُ مَا وَقَعَ خَالِصًا سَالِمًا مِنَ الرِّيَاءِ والشوائب ، وَالله أعلم .اهـ
فشهر رمضان شهر التوبة والمغفرة،وشهر عبادة وغنيمة ،وفُرصَة عظيمة والفُرَصُ لا تدوم.
أسألُ الله بمنِّه وكرِمِه أن يعيْنَنَا على رضاه ، وأن يحقِّقَ فينا تقواه ولا يجعلنا من الخاسرين المحرومين.


الجمعة، 26 مايو 2017

(113)سِلْسِلَةُ الفَوَائِدِالعِلْمِيَّةِ والمَسَائِلِ الفِقْهِيَّةِ

                
                 المرأة تغسل زوجها إذا مات والعكس   

أما تغسيل المرأة لزوجها فاتفق العلماء على جوازه . قال ابن قدامة في «المغني» (مسألة1619) :قَالَ أَحْمَدُ لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ بَيْنَ النَّاسِ.اهـ
وقال  ابن المنذر في«الأوسط»(5/334): أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَغْسِّلَ زَوْجَهَا إِذَا مَاتَ .اهـ
وَقد قالت عَائِشَةُ رضي الله عنها: «لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، مَا غَسَلَهُ إِلَّا نِسَاؤُهُ». رواه أبو داود (3141) .

وأما تغسيلُ الرجل لامرأته:

فروى ابن ماجة(1465)،وأحمد (43/81)عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْبَقِيعِ، فَوَجَدَنِي وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعًا فِي رَأْسِي، وَأَنَا أَقُولُ: وَا رَأْسَاهُ، فَقَالَ: «بَلْ أَنَا يَا عَائِشَةُ وَا رَأْسَاهُ» ثُمَّ قَالَ: «مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي، فَقُمْتُ عَلَيْكِ، فَغَسَّلْتُكِ، وَكَفَّنْتُكِ، وَصَلَّيْتُ عَلَيْكِ، وَدَفَنْتُكِ».وفيه محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن .
 وضعَّفَ النووي رحمه الله في«المجموع»(5/133) إسنادَه لوجود عنعنة ابن إسحاق.اهـ
وقد صرح ابن إسحاق  بالتحديث كما في«السيرة»(2/643) لابن هشام ،ولفظه:« وَمَا ضَرّكِ لَوْ مُتِّ قَبْلِي، فَقُمْتُ عَلَيْكَ وَكَفَّنْتُكَ، وَصَلَّيْتُ عَلَيْكَ وَدَفَنْتُكَ؟»وليس فيه التصريح بلفظ موضع الشاهد.
وأصل الحديث رواه البخاري (5666) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أنها قَالَتْ للنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَارَأْسَاهْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرَ لَكِ وَأَدْعُوَ لَكِ» فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَا ثُكْلِيَاهْ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، وَلَوْ كَانَ ذَاكَ، لَظَلِلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ أَنَا وَا رَأْسَاهْ، لَقَدْ هَمَمْتُ - أَوْ أَرَدْتُ - أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ وَأَعْهَدَ: أَنْ يَقُولَ القَائِلُونَ - أَوْ يَتَمَنَّى المُتَمَنُّونَ - ثُمَّ قُلْتُ: يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ المُؤْمِنُونَ، أَوْ يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى المُؤْمِنُونَ».
أما ما جاء أن فاطمة غسلها علي وأسماء بنت عميس فهذا أخرجه عبدالرزاق في«المصنف»(3/409) عن عُمَارَةَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أُمِّ جَعْفَرِ بِنْتِ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ  قَالَتْ: أَوْصَتْ فَاطِمَةُ إِذَا مَاتَتْ أَنْ لَا يُغَسِّلَهَا إِلَّا أَنَا وَعَلِيٌّ قَالَتْ: «فغَسَّلْتُهَا أَنَا وَعَلِيٌّ».
وإسناده ضعيف .فيه مجهولا حال .
عمارة بن مهاجر ذكره ابن حبان في«الثقات»(7/261) ،وقال:عمَارَة بْن مهَاجر يروي عَن أبي بكر بن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم، روى عَنْهُ الدَّرَاورْدِي.اهـ
قلت:هو مجهول حال .
وأُمُّ جَعْفَرِ بِنْتُ مُحَمَّدٍ  .ترجم لها المزي في«تهذيب الكمال»،وقال:أم عون بنت محمد بن جعفر بن أَبي طالب القرشية الهاشمية، ويُقال: أم جعفر وهي زوجة محمد بن الحنفية، ووالدة عون بن محمد بن الحنفية.
روت عَن: جدتها أسماء بن عميس.
روى عنها: ابنها عون بن محمد بن الحنفية، وأم عيسى الجزار ويُقال: أم عيسى الخزاعية.اهـ
و تابع عمارةَ عَوْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ .أخرجه الحاكم في«المستدرك»(3/179)من طريق مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَوْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعُمَارَةَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ، زَوْجَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ قَالَتْ: «غَسَّلْتُ أَنَا وَعَلِيٌّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
ولكن مداره في هاتين الطريقين على أُمِّ جَعْفَرٍ، زَوْجَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وهي مجهولة حال.
وقال الذهبي رحمه الله في«تنقيح التحقيق»(تحت مسألة 260 )عن هذا الأثر: هَذَا مُنكر .
وهذا الأثر مع ضعْفِ إسناده قد استُدِلَّ به  على جواز تغسيل الرجل امرأته المُتَوَفَاة .

قال النووي في«المجموع»(5/149): وَأَمَّا غُسْلُهُ زَوْجَتَهُ فَجَائِزٌ عِنْدَنَا وَعِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ مالك والأوزاعي وأحمد وإسحاق ،وَهُوَ مَذْهَبُ عَطَاءٍ وَدَاوُد وَابْنِ الْمُنْذِرِ.اهـ.

وقال بعضهم :لا يُغسِّل الرجلُ امرأته إذا ماتت .قال ابن المنذر في«الأوسط»(5/335): وَكَرِهَ ذَلِكَ الشَّعْبِيُّ، وَقَالَ الثَّوْرِيُّ وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ: لَا يَغْسِلْهَا .واختار ابن المنذر القول بالجواز ، لأنه لَا فَرْقَ بَيْنَ غَسْلِ الرَّجُلِ زَوْجَتَهُ، وَبَيْنَ غَسْلِهَا إِيَّاهُ، وَلَيْسَ فِيمَا يَحِلُّ لِكُلِّ وَاحِدٍ بَيْنَهُمَا وَيَحْرُمُ مِنْ صَاحِبِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ فَرْقٌ .اهـ

وَحجة المانعين بِأَنَّ الزَّوْجِيَّةَ زَالَتْ فَأَشْبَهَ الْمُطَلَّقَةَ الْبَائِنَ .«المجموع»(5/150)للنووي.والله  أعلم .

(32) مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ

              من بركات صيام شهر رمضان المبارك

يقول الله سُبْحَانَهُ وتَعَالَى في كتابه الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون﴾ [البقرة:183].
في هذه الآية المباركة نداءٌ من الله عَزَّ وَجَلَّ لعباده المؤمنين، لأنهم المستجيبون، وفيه أيضًا أنَّ الله كتبَ عليهم الصيامَ. 

وفي «الصحيحين»عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:«بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
في بعض الروايات «وَصِومِ رَمَضَانَ، وَالْحَجِّ» وهذه الرواية الأولى اعتمدها البخاري، فقدَّم كتاب الحج على كتابِ الصيام.

والصيام يعتبرُ نعمةً من الله عَزَّ وَجَلَّ على عباده فهو سببٌ للتَّقوى، وهو الذي يقولُ فيه نبيُّنَا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فيما يرويهِ عن ربِّه كما في «الصحيحين» من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ:«كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» ثم قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ».

فنعمة من الله عَزَّ وَجَلَّ عليك أيها المسلم، وهي أيام معدودات، كما قال عَزَّ وَجَلَّ في كتابه الكريم: ﴿أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ﴾ [البقرة:184]،  أي: قليلة، تُعَدُّ قليلةً بالنسبة إلى السَّنة كلِّها.

الصوم أيضًا يكون سبَبًا لكسرِ الشهوة، كما جاء في «الصحيحين» عن ابن مسعود: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».

الصوم أيضًا سببٌ لإعانتِك على شيطانِك ففي «الصحيحين»عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ  أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ». أي: أن الشياطين تُغَلُّ ،والمراد: بالشياطين المردة، كما جاء مقيَّدًا في «صحيح ابن خزيمة».

 الصوم أيضًا يكون سبَبًا لكفاراتِ الذنوب، فالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ»، ويَقُولُ أيضًا:« رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ».

معنى «رَغِمَ» أي: التصق أنفُه بالتراب وأصبح ذليلًا حقيْرًا، لأنَّ الصوم ودخول رمضان يعتبر نعمةً ،ويعتبر مغفرةً من الله عَزَّ وَجَلَّ ففي «الصحيحين» عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، أنه قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، ومَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ،وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

 نعمة من الله عَزَّ وَجَلَّ ،وكفارات ومغفرة، فخاب وخسِر مَن دخل عليه رمضانُ وهو ساهٍ لَاهٍ ،لا يؤدي حقَّ الله ولا يقوم بصيام رمضان، خيبةٌ وخسارةٌ لذلكم الشخصِ، وما أكثرهم ،فمنَ الناس من يَظهر الشيبُ على لحيتِه وهو لا يصوم رمضانَ.

 وصوم رمضان يعتبر أيضًا صحةً لجسْمِك فانظر إلى حالِك في أول رمضان ،وإلى حالك في آخر رمضان تجدْ بين الوقتَين فرقًا كبيرًا، من الصحة في آخر رمضان ،ومن الفرحِ ومن السرور، نعمةٌ من الله عَزَّ وَجَلَّ.

 النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كما في حديث سَهْلِ بنِ سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ في شأن رمضان: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ».

 الجزاء من جنس العمل أنت [أظمَأْتَ] نفسَك لله، ربك يتقبَّلُك ويكرمك ببابٍ خاص للصائمين، يقال له باب الريان، تدخله وأنت ريان منه ،بعد ما أظمأتَ نفسَك لله عَزَّ وَجَلَّ،  فالجزاء من جنس العمل.

[المرجع شريط /كيف نستقبل رمضان لوالدي رحمه الله.وألفاظ الأحاديث منقولة من مصادرها].


الثلاثاء، 23 مايو 2017

(105)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله

                                       صفة التبشبش لله عز وجل

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا تَوَطَّنَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ، إِلَّا تَبَشْبَشَ اللَّهُ لَهُ، كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ»أخرجه ابن ماجة (800).
وذكره والدي رحمه الله  في «الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين» (838).

استفدتُ من والدي رحمه الله ما يأتي:

نؤمن بهذا الحديث  ولا نكيف، أونقول ليس له معنى .

والتبشبش في حق المخلوق الانبساط والفرح والسرور.

-------------------------------------------------------
قلت: قال الشيخ الألباني في «الثمر المستطاب» 2/640: تبشبش أصله فرح الصديق بمجيء الصديق، واللطف في المسألة والإقبال.

    والمراد هنا تلقيه ببرِّه وتقريبه وإكرامه.

الاثنين، 22 مايو 2017

صوتيات

  • محاضرة كيف نستقبل شهر رمضان لوالدي الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى

(31) مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ


س:هل هناك أدعية عند الإفطار؟
أما الأدعية فمِن أهلِ العلم من يقول: ثبت حديث:«ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ».
  (و)الذي يظهر أنه لا يثبت حديثٌ في  الدعاء أي: في دعاءٍ بخصوصِه، وإلَّا فقد ثبت أن للصائمِ دعوةً مستجابةً عند فطرِه.
 فأنتَ تدعو اللهَ سبحانه وتعالى بالمغفرةِ.
تدعو الله سبحانه وتعالى أن يَشفيَك.
 تدعو الله سبحانه وتعالى أن يُزوِّجَك إذا كنتَ محتاجًا إلى امرأة .
تدعو الله سبحانه وتعالى إلى ما تحتاجُ إليه .
وليس هناكَ دعاءٌ مخصوصٌ ثابتٌ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والله المستعان.


[المرجع /شريط بعض أحكام الصيام لوالدي رحمه الله ].

(13)معجزات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم


إخباره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بأوَّل امرأة من نسائه لحاقًا به

عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْرَعُكُنَّ 

لَحَاقًا بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا».

 قَالَتْ: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا، قَالَتْ: فَكَانَتْ أَطْوَلَنَا يَدًا زَيْنَبُ، لِأَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا وَتَصَدَّقُ. رواه مسلم (2452).

هذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ أخبَرَ بأمرٍ غيبيٍّ مستقبل ووقع كما أخبر به ،فكانت زينب أول نسائِه لحاقًا به.

وقد توفيت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا سنة عشرين .

الجمعة، 19 مايو 2017

(27) (التَّذْكِيْرُ بِسِيْرَةِ سَيِّدِ البَشَرِ)


تابع اختصارِ درسِ (الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم/53)

صفة وجهه الكريم صلى الله عليه وسلم: روى البخاري (3552) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: «سُئِلَ البَرَاءُ أَكَانَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: لاَ بَلْ مِثْلَ القَمَرِ».
وروى البخاري (3549)، ومسلم (2337) عن البراء رضي الله عنه، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُ خَلْقًا، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ البَائِنِ، وَلاَ بِالقَصِيرِ».
وفي حال سروره يكون أشدُّ حُسنًا وإضاءة. روى البخاري (3556)، ومسلم (2769) عن كعب بن مَالِكٍ، يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ تَبُوكَ، قَالَ: «فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ ».

*خدُّه صلى الله عليه وسلم:جاء في وصفه «سهلَ الخَدَّين»أَيْ: ساَئِل الخدَّين غَير مُرْتِفع الوجْنَتين.«النهاية » (2/428).

*صفُ فمِه صلى الله عليه وسلم: رو مسلم (2339) عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الْفَمِ»، أي: عظيم الفم.

*عيناه صلى الله عليه وسلم: روى مسلم (2339) عن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ، مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْنِ».
« أَشْكَلَ الْعَيْنِ» فسَّرهُ أبوعبيد: حُمْرَةٌ فِي بَيَاضِ الْعَيْنِ .قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في «البداية والنهاية» (6/20): وقول أبي عبيد: حُمْرَةٌ فِي بَيَاضِ الْعَيْنِ أَشْهَرُ وَأَصَحُّ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى الْقُوَّةِ وَالشَّجَاعَةِ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. اهـ.
وروى الإمام أحمد (684) عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الرَّأْسِ، عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، هَدِبَ الْأَشْفَار، مُشْرَبَ الْعَيْنِ بِحُمْرَةٍ..»، والحديث حسن.


*شعر صدره صلى الله عليه وسلم. أخرج البخاري (4106) ،ومسلم (1803) عن البَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الخَنْدَقِ وَهُوَ يَنْقُلُ التُّرَابَ حَتَّى وَارَى التُّرَابُ شَعَرَ صَدْرِهِ، وَكَانَ رَجُلًا كَثِيرَ الشَّعَرِ..» وجاء من حديث علي رضي الله عنه: «طَوِيلُ الْمَسْرُبَةِ». وهيَ الشَّعرُ الدقيقُ من الصدرِ إلى السُّرَّة.

*مشيته صلى الله عليه وسلم: روى مسلم (2330) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَزْهَرَ اللَّوْنِ، كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ..».
وروى الترمذي (3638) عن علي بن أبي طالب الحديث، وفيه:«إِذَا مَشَى تَقَلَّعَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ»، وسنده ضعيف لكن له ما يقوِّيه. أي: يمشي بقوة، والصَّببُ: الحَدُور.
فمشيتَهُ صلى الله عليه وسلم كانت قويَّة سريعة وبنشاط، وبسكينة من غير انزعاج، ليس فيها إفراط ولا تماوت ولاكسل، كأنما ينحط من صبب، والذي يكون في موضع منخفض يكون عنده اندفاع في المشي، وكأنما يمشي في صُعُد. أي: مكان عالٍ. 

(75) سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ

                 صفة الإرادة لله عزوجل
الإرادة قسمان :
1.  إرادة كونية قدرية: وهي شاملة لجميع المخلوقات، قال تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس:82].
 وقال تعالى: ﴿إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [هود:34].
 وقال سبحانه: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام:125].
2.  وإرادة شرعية دينية: وهي متضمنة لمحبة الله عَزَّ وَجَلَّ ورضاه لما أمر به ، قال الله تَعَالَى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء:28]، ويقول سُبْحَانَهُ: ﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ﴾ [النساء:6].

وهذا التقسيم ذكره شيخ الإسلام رَحِمَهُ اللَّهُ في «مجموع الفتاوى» (8/476)،وابن القيم رَحِمَهُ اللَّهُ في «شفاء العليل»(270).


 وتجتمع الإرادتان في حق المؤمن المطيع ،وتنفرد الإرادة الكونية في حق العاصي.