جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 16 يناير 2017

(67) سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ


             بعث الله ريحًا طيبة قرب قيام الساعة لقبض روح كل مؤمن

عن النواس بن سمعان رضي الله عنه في حديثه الطويل في ذكر علامات الساعة الحديث وفي آخره:«فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ». رواه مسلم (2937) .

 (يتهارجون) قِيلَ :يَتَسَافَدُونَ ،وَقِيلَ: يَتَثَاوَرُونَ،وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ هُنَا بِمَعْنَى يَتَقَاتَلُونَ، أَوْ لِأَعَمَّ مِنْ ذَلِكَ .«فتح الباري»(تحت رقم 7067).

-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ الْيَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ، فَلَا تَدَعُ أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ ». رواه الإمام مسلم (117) .

ودلَّ حديث أبي هريرة:

-أن هذه الريح التي يبعثها الله سبحانه من اليمن .

وجاء أن هذه الريح من قبل الشام .روى الإمام مسلم (2940) عن عبدِاللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحديث،وفيه:«ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ، فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ، حَتَّى تَقْبِضَهُ ».

وقد جمع بين الحديثين النووي رحمه الله في «شرح صحيح مسلم»(2/133)، وقال: وَيُجَابُ عَنْ هَذَا بِوَجْهَيْنِ :أَحَدُهُمَا يُحْتَمَلُ :أَنَّهُمَا رِيحَانِ شَامِيَّةٌ وَيَمَانِيَةٌ ،وَيُحْتَمَلُ: أَنَّ مَبْدَأَهَا مِنْ أَحَدِ الْإِقْلِيمَيْنِ ثُمَّ تَصِلُ الْآخَرَ وَتَنْتَشِرُ عِنْدَهُ ،وَاللَّهُ أَعْلَمُ.اهـ

-في وصف الريح في حديث أبي هريرة أنها:« أَلْيَنُ مِنَ الْحَرِيرِ».قال النووي رحمه الله في «شرح صحيح مسلم»(2/133): فِيهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ إِشَارَةٌ إِلَى الرِّفْقِ بِهِمْ والإكرام لَهُمْ .اهـ

وقال المُناوي في «فيض القدير»(2/282):في هذا الوصف إشارة إلى الرفق بالمؤمنين في قبض أرواحهم .