جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 26 ديسمبر 2016

(35) سِلْسَلَةُ المَسَائِلِ النِّسَائِيَّة



            ضرر المرأة السوء  على زوجها في الدنيا والآخرة


المرأة  من أكبر العون لزوجها  فإن كانت ذاتَ دين أعانته  على الخير ،وإن كانت امرأة سُوء أعانته على  الشرِّ .

فلهذا حثَّ الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم على اختيار ذاتِ الدين لأنها سعادة لزوجها في دينه ودنياه .

روى البخاري (5090) ،ومسلم (1466) عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « تُنْكَحُ المَرْأَةُ  لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ».

والمرأة  التي تعينُ زوجهَا في الدنيا على الفساد والباطل ومعاندة الحقِّ قد تكونُ أيضًا عونًا عليه في تعذيبه في الآخرة في نار جهنم .

قال تعالى في شأن أبي لهبٍ وامرأته : ﴿سَيَصْلى نارًا ذاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ .

قال الحافظ ابن كثير في «تفسير هذه السورة» :﴿سَيَصْلى نارًا ذاتَ لَهَبٍ﴾ أي :ذات لهب وشرر وَإِحْرَاقٍ شَدِيدٍ .﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾،كَانَتْ زَوْجَتُهُ مِنْ سَادَاتِ نِسَاءِ قُرَيْشٍ وَهِيَ أُمُّ جَمِيلٍ، وَاسْمُهَا أَرْوَى بِنْتُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَهِيَ أُخْتُ أَبِي سُفْيَانَ وَكَانَتْ عَوْنًا لِزَوْجِهَا عَلَى كُفْرِهِ وَجُحُودِهِ وَعِنَادِهِ.

فَلِهَذَا تَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَوْنًا عَلَيْهِ فِي عَذَابِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، ولهذا قال تعالى: ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ يَعْنِي تَحْمِلُ الْحَطَبَ فَتُلْقِي عَلَى زَوْجِهَا لِيَزْدَادَ عَلَى مَا هُوَ فِيهِ، وَهِيَ مُهَيَّأَةٌ لِذَلِكَ مُسْتَعِدَّةٌ لَهُ .اهـ

وهذا  يفيد :أهمية اختيار صاحبة الدِّين والتقوى ،لتكونَ عونًا لزوجها على البرِّ والتقوى .

التخويف من التساهل في اختيار المرأة  لأنها قد تكونُ بلاءً  وشقاوةً على زوجها في الأُولى والأُخرى.