جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

(20) (التَّذْكِيْرُ بِسِيْرَةِ سَيِّدِ البَشَرِ)


اختصارُ درسِ (الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم /28)



*غزوة تبوك: ويقال لها: غزوة العسرة، وكانت في شهر رجب سنة تسع، وهي آخر غزوات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

*ذهب جمهور العلماء إلى جواز القتال في الأشهر الحُرُمِ ،وأن النهي عن القتال في الأشهر الحرم منسوخ لقوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً﴾ [التوبة: 36]،والاستدلالُ بهذه الآية بعيد لأن المرادَ في غير الأشهر الحرم. وأما كون غزوة تبوك كانت في شهر رجب فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يغزُ حتى بلغه أن الروم يجمعون له جموعًا وهذا كان سبب غزوة تبوك، فالقتال في الأشهر الحرم باقٍ على حرمته.

قال ابن القيم رحمه الله في «زاد المعاد» (3/301): وَلَا خِلَافَ فِي جَوَازِ الْقِتَالِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ إِذَا بَدَأَ الْعَدُوُّ، إِنَّمَا الْخِلَافُ أَنْ يُقَاتَلَ فِيهِ ابْتِدَاءً. اهـ.

والأشهر الحُرُم: ذو القَعدة، وذو الحِجَّة، وشهر الله المحرم، ورجب.

*ندب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسلمين للخروج وكان لا يريد غزوة إلا ورَّى بغيرها، إلا هذه الغزوة فقد صرح لهم بها. ليتأهبوا، لشدة عدوهم وكثرته وكان في وقت حر شديد والسفر بعيد، وذلك حين طابت الثمار، وكان ذلك في سنةٍ مجدبة.

*جهَّز جيشَ غزوةِ تبوك عثمانُ بن عفان وأنفق مالًا جزيلًا،وهذا من مناقبه رضي الله عنه.

* عدد المسلمين في غزوة تبوك: ثلاثون ألفًا على الأشهر، وهذا أكبر عدد شهد مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم القتال.

* الذين بقوا في المدينة من الرجال ولم يخرجوا في غزوة تبوك :

- مَن استخلفهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المدينة، وهو محمد بن مسلمة وقيل: سِبَاع بن عُرْفُطَة، واستخلف عليًّا استخلافًا خاصًّا على أهله وذريته.

-المعذورون من الضعفة، ومن لم يجد له ما يحمله من النفقة، وهم معذرون لهم الأجر.

-منافقون تخلفوا كفرًا وعنادًا وكانوا نحو الثمانين وعلى رأسهم عبد الله بن أُبَي بن سلول.

- بعضُ من زلَّ مثل: مُرَارَة بن الربيع، وكعب بن مالك، وهلال بن أمية ثم تاب اللهُ عليهم بعد قدومه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخمسين ليلة. وكان قد تخلَّف أبو خيثمة أيضًا، لكنه أدركته رحمة الله فلحقهم.

*مرَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحابتُه رضي الله عنهم بالحِجْر -وهي ديار ثمود-. فأمرهم أن لا يدخلوها إلا باكين.

- وفيه النهي عن دخول مساكن الظالمين الذين أنزل الله عليهم العقوبة إلا للعبرة والاتعاظ، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِ الحِجْرِ: «لاَ تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلاَءِ المُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ». رواه البخاري (4420) ومسلم (2980) عَنِ ابْنِ عُمَرَ.

*بعض معجزاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك، من البركة في تكثير الطعام والماء وغير ذلك.

* ولما انتهى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى هناك لم يلقَ غزوًا، ورأى أن ذلك يشقُّ عليهم، فعزمَ على الرجوع، وصالح يُحنَّة بن رؤبة صاحب أيلة ،وأُكيدر دومة وكانا نصرانِيَّيْنِ.

-وهذا فيه دليلٌ على مصالحة الإمام للكفار إذا رأى مصلحة للإسلام والمسلمين ويجري لهم الأمان، ولا يُعدُّ هذا من موالاة الكفار.

*أمر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند رجوعهم في شهر رمضان بهدم مسجد الضرار فهدمها مالكُ بن الدخشم. وهذا يفيد هدم أماكن الضرار التي وُضعت للتفريق والعناد، ونزل أغلب سورة التوبة في غزوة تبوك، وكشف الله فيها فضائح المنافقين.

أعاذنا اللهُ وإياكم من النفاق .