جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 31 ديسمبر 2016

(28)الإجابةُ عن الأسئلةِ



بسم الله هذا سؤالي :

هل هناك فائدة خاصة في قوله صلى الله عليه و سلم: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ».

أي بالنسبة لقوله صلى الله عليه و سلم مائة إلا واحدا.

لماذا ذَكر هذا بعد أن قد قال: تسعة و تسعين اسمًا؟

ج:  هذا  من باب التَأْكِيدِ لِقَوْلِهِ:« تِسْعَةً وَتِسْعِينَ» لِجَوَازِ اشْتِبَاهِهَا فِي الْخَطِّ بِسَبْعَةٍ وَسَبْعِينَ .كذا في «طرح التثريب» (3/189)للعراقي رحمه الله ،والله أعلم  .

(2) من أحاديث السيرة الضعيفة والموضوعة



عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْرَقَتْنَا نِبَالُ ثَقِيفٍ فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ. قَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا». رواه الترمذي في «سننه» (3942)من طريق أَبِي الزُّبَيْرِ،عن جابر رضي الله عنه. والحديث إسناده ضعيف أبو الزبير مدلس وقد عنعن.

وضعَّف الحديث العلَّامة الألباني رحمه الله في «دفاع عن الحديث النبوي والسيرة »(7).

(6) العلم وفضلُه


                 
              العلم إذا رسخ في القلب أورث خشيةَ الله


قال تعالى:﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾[فاطر:28].

عَنْ سُفْيَانَ الثوري رحمه الله قَالَ: «كَانَ يُقَالُ: الْعُلَمَاءُ ثَلَاثَةٌ: عَالِمٌ بِاللَّهِ يَخْشَى اللَّهَ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِأَمْرِ اللَّهِ، وَعَالِمٌ بِاللَّهِ عَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ يَخْشَى اللَّهَ، فَذَاكَ الْعَالِمُ الْكَامِلُ، وَعَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِاللَّهِ لَا يَخْشَى اللَّهَ، فَذَلِكَ الْعَالِمُ الْفَاجِرُ».

الأثر أخرجه الدارمي في «سننه»  (375):أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ عن سفيان به.

 هذا أثر صحيح . مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ هو الفريابي .

الجمعة، 30 ديسمبر 2016

(36) سِلْسَلَةُ المَسَائِلِ النِّسَائِيَّة


هل تصح إمامة المرأة للرجال في الصلاة؟

جواب والدي رحمه الله في المسألة: إمامة المرأة في الصلاة للرجال غير صحيحة .

روى البخاري (4425)عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ الجَمَلِ، بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ، قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى، قَالَ: »لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَة».

وأما ما رواه أبو داود في سننه من حديث أم ورقة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا»، فهذا الحديث ضعيف فيه مجهول .

استفدته وقيَّدتُه من/دروس والدي رحمه الله .

------------------

قلت: حديث أم ورقة أخرجه أبو داود في سننه (592)من طريق  عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ به .

وعبدالرحمن بن خلاد لم يذكر المزي في تهذيب الكمال راوايًا عنه سوى الوليد بْن عَبد اللَّهِ بْنِ جُميع .

وقال : ذكره ابنُ حِبَّان فِي كتاب "الثقات" .

وأخرجهُ أحمدُ في مسنده (45/ 255 )من طريق الْوَلِيدِ –وهو ابنُ عبدالله بن جُميع -، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَتْ قَدْ جَمَعَتِ الْقُرْآنَ، " وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا "، وَكَانَ لَهَا مُؤَذِّنٌ، وَكَانَتْ تَؤُمُّ أَهْلَ دَارِهَا .

وجدَّة الوليد هي ليلى بنت مالك قال الحافظ في تقريب التهذيب : الوليد بن عبد الله بن جميع عن جدته عن أم ورقة
هي ليلى بنت مالك لا تعرف .

 وقد قال ابنُ قدامة رحمه اللهُ في المغني مسألة (1140) : وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلَا يَصِحُّ أَنْ يَأْتَمَّ بِهَا الرَّجُلُ بِحَالٍ، فِي فَرْضٍ وَلَا نَافِلَةٍ، فِي قَوْلِ عَامَّةِ الْفُقَهَاءِ .

(1)تربيةُ الأَولَادِ

حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ».رواه أبوداود (495).
هذا الحديث فيه الأمر للأولاد بالصلاة وهم أبناء سبع سنين.
  وقد قَّدمت لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله سؤالًا:
هل يؤمَر من كان دون السابعة بالصلاة أم أنَّ هذا تشدُّد؟
جواب والدي الشيخ مقبل رحمه الله:
يُحَثُّ على الصلاة وإن كان دونَ السابعة للتدريب على الخير.

الخميس، 29 ديسمبر 2016

(18)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « الْأَخَوَاتُ الْمُؤْمِنَاتُ أَرْبَعٌ: ابْنَةُ الْحَارِثِ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُمُّ الْفَضْلِ ابْنَةُ الْحَارِثِ أُمُّ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَلْمَى ابْنَةُ الْحَارِثِ امْرَأَةُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأُخْتُهُنَّ لِأُمِّهِنَّ أَسْمَاءُ ابْنَةُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ ».رواه الطحاوي في «شرح مشكل الآثار»( 4868).
 «هذا حديث حسن .الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»برقم(698).
--------------------
في الحديث من الفوائد:
1-أن هؤلاء الأربع أخوات ،ميمونة بنت الحارث ،أم الفضل ،سلمى ،وأسماء بنت عميس.
2-إثبات صُحبتهن رضي الله عنهن ،وتزكية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لهن بأنهن مؤمنات.

«وأم الفضل زوج العباس بن عبد المطلب، ووالدة أولاده: الفضل، وعبد اللَّه، وغيرهما، وهي لبابة الكبرى، مشهورة بكنيتها، ومعروفة باسمها»،كما في «الإصابة »للحافظ في ترجمتها في الأسماء.

(2)سنينٌ من حياتي مع والديْ وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله



والدي رحمه الله من طريقَتِهِ :أنهُ لم يكن يلزمُنا برأيِه واجتهَاده ،كعادتِه مع طُلابه .

من أمثلَةِ ذلك:

مسألة الحمار الأهلي ،الشيخ رحمه الله يقولُ : بنجاسة الحمار الأهلي لما في «صحيح البخاري»(4198) ،و«صحيح مسلم » (1940)عن أنس بن مالك  في غزوة خيبر قال فَأَصَبْنَا مِنْ لُحُومِ الحُمُرِ، فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الحُمُرِ، فَإِنَّهَا رِجْسٌ».

فسَّر رحمه الله : الرجس بأَنَّهُ النَّجس.

وفي المسألةِ قولٌ آخر :أن الحمار الأهلي طاهر ،فتحدَّثْتُ مع والدي رحمه الله في هذه المسألة ،وقلت :بطهارة الحمار الأهلي ،لأن الرِّجسَ قد يكونُ بمعنى الشيء المُستقذَر.

فضحك رحمه الله تشجيعًا لي، حتى لا أرتبِطَ باجتهاده  في مسألة اختلاف الأفهام.

وفي مسألة خدمة المرأة لزوجها:

 والدي يرى وجوب خدمة المرأة لزوجها،والجمهور على عدم وجوب خدمة المرأة لزوجها ،قالوا: لأن مقتضَى العقد يقتضِي الاستمتاع فقط.

وكنت أقول سابِقًا بقولِ الجمهور،لكن بفضل الله فيما بعدُ اقتنعتُ بالقولِ بالوجوب لقوَّةِ الأدلة فيه،ولأن بِقيامِ المرأة بذلك تنتظِمُ الحياةُ الزَّوجية.

 هذه المسألة شدَّ فيها والدي رحمه الله على إقناعي أن المرأة يجبُ عليهَا خدمة زوجِهَا،  لأن النساء قد لا يفهَمْن -أنه إذا سقط الوجوب فيبقى الاستحباب من الإعانةِ وتودُّدِ المرأة إلى زوجها بخدمتِه وإعانتِه والبعدِ عمَّا يكرهه -، مما قد يؤدِّي إلى تفكيكِ بعضِ الأُسَر ،وخاصةً عندنا في دماج.

فهذه طريقَةُ والدي معنا ومع طُلَّابه .
ولهذا يقول رحمه الله في«رسالة نصيحتي لطلبة العلم»:ولا تتعصب لرأيك في اختلاف الأفهام ، ولا في اختلاف التنوع ، حتى لا تدعو الناس إلى تقليدِك وأنت تشعرُ أو لا تشعر .اهـ

(25)سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْرِ



قوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة:122].


اختلفوا في المرادِ بالآية على أقوالٍ:

-أحدها: أن الطائفة النافرة للجهاد هي التي تتفقه في دين الله فإذا رجعت تُفَقِّهُ الناس في أمورِ دينهم وما تعلَّمته من النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا رجحه ابن كثير رَحِمَهُ اللَّهُ في «الفصول».

- الثاني: أن الطائفة التي تتفقه هي التي تبقى عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والنافرة هي التي نفرتْ للجهاد ،فإذا رجع المجاهدون استفادوا وتفقهوا من الباقين.

 قال البغوي رحمه الله في «تفسير هذه الآية» أَيْ: فَهَلَّا خَرَجَ إِلَى الْغَزْوِ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةِ جَمَاعَةٌ ،وَيَبْقَى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَاعَةٌ، ﴿لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ﴾ يَعْنِي الْفِرْقَةَ الْقَاعِدِينَ، يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ وَالسُّنَنَ وَالْفَرَائِضَ وَالْأَحْكَامَ، فَإِذَا رَجَعَتِ السَّرَايَا أَخْبَرُوهُمْ بِمَا أُنْزِلُ بَعْدَهُمْ، فَتَمْكُثُ السَّرَايَا يَتَعَلَّمُونَ مَا نَزَلَ بَعْدَهُمْ، وَتُبْعَثُ سَرَايَا أُخَرُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ﴾ وَلِيُعْلِمُوهُمْ بِالْقُرْآنِ وَيُخَوِّفُوهُمْ بِهِ، ﴿إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ لَا يَعْمَلُونَ بِخِلَافِهِ.اهـ وَهَذَا قَول الأَكثرين .

الثالث:«الْمَعْنى أن الْمُؤمنِينَ لم يَكُونُوا لينفروا كلُّهم للتفقه والتعلم ،بل يَنْبَغِي أن ينفر من كلِّ فرقة مِنْهُم طَائِفَة تتفقه تِلْكَ الطَّائِفَة ثمَّ ترجع تعلِّم القاعدين، فَيكون النفيرُ على هَذَا نفير تعلُّم» ذكرهُ ابن القيم رحمه الله في «مفتاح دار السعادة»(1/56).

وعلَى أيةِ حال فالآية فيها: الترغيب في التفقه في دين الله .

الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

(1) من أحاديث السيرة الضعيفة والموضوعة


حديث في فضلِ عروة بن مسعودٍ الثقفي:«هَذَا مَثَلُهُ كَمَثَلِ صَاحِبِ يس قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ».

رواه ابن أبي حاتم في «تفسير سورة يس»من طريق عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْعَثَنِي إِلَى قَوْمِي أَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «انْطَلِقْ» فَانْطَلَقَ فَمَرَّ عَلَى اللاتِ وَالْعُزَّى لَا عُزَّى، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا. يَا مَعْشَرَ الْأَحْلافِ، إِنَّ الْعُزَّى لَا عُزَّى، وَإِنَّ اللاتَ لَا لاتَ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا قَالَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ فَأَصَابَ أَكْحَلُهُ فَقَتَلَهُ فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:«هَذَا مَثَلُهُ كَمَثَلِ صَاحِبِ يس قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ».



وهذا إسنادٌ مرسل. عبدُالملك بن عُمير لم يدركِ  النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،إذ لم يُولد إلا في أواخر خلافةِ عثمان بن عفان رضي الله عنه.قال الحافظ في «تهذيب التهذيب»:ذكره ابن حبان في «الثقات»،وقال:ولِد عبدالملك بن عمير لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان ،ومات سنة ست وثلاثين ومائة، وله يومئذ مائة وثلاث سنين، وكان مدلِّسًا ،وكذا ذكر مولده ووفاتَه ابنُ سعد اهـ.

وعروة بن مسعود استُشهِد بعد  غزوة تبوك  في السنة التاسعة، قال الذهبي رحمه الله في «سير أعلام النبلاء»:«وفيها-أي في التاسعة-: قُتِل عروة بن مسعود الثقفي، وكان سيدًا شريفًا من عقلاء العرب ودهاتهم، دعا قومه إلى الإسلام فقتلوه»فعبدالملك بن عُميرلم يلقَه أبدًا.

وذكر طرق الحديث  الشيخ الألباني في «السلسلة الضعيفة» (6280)،وضعفه.


________________




ومن البُشرى لطالبِ العلم وطالبة العلم أنَّ هذا الحديث يمر بالقارئ في كتب التفسير  في سورة «يس» ،وفي« كتبِ السِّيَرِ »،وذلك يدلُّ على أن العلمَ يخدمُ بعضُه بعضًا ،وأنه يترابطُ بعضُه ببعض ،وأن العلم ميَسَّر ،نسأل الله من واسع فضلِه.


ويُذَكِّرُني هذا بزمن دراسَةِ والدي رحمه الله في المدينة عام 1393 تقريبًا  ،فقد دخلَ في «كلية الدعوة وأصول الدين»نِظَامِيًّا ، ودخلَ  في«كلية الشريعة» انتسابًا لأنه وجد المادة بعضها مترابط .


 قال والدي رحمه الله:«وعند أن جاءت العطلة خشيت من ذهاب الوقت وضياعه فانتسبت في كلية الشريعة ، لأمرين : أحدهما : التزود من العلم.
الثاني : أن الدروس متقاربة وبعضها متحدة ، فهي تعتبر مراجعة لما درسناه في كلية الدعوة . وانتهيت بحمد الله من الكليتين ، وأعطيت شهادتين ، وأنا بحمد الله لا أبالي بالشهادات ، المعتبرعندي هو العلم» ما بين القوسين منقول من «رسالة والدي إلى محمد بن علي الأَكوع».

(120) مِنْ مَرْوِيَّاتِيْ عَنْ وَالِدِيْ العَلَّامَةِ الرَّبَّانِيْ مُقْبِل بنِ هَادِيْ الوَادِعِيْ رَحِمَهُ الله


كتب في التوحيد ألفها بعض أهل اليمن:

«تطهير الاعتقاد» للصنعاني.

«الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد» للشوكاني.

«شرح الصدور» للشوكاني.



«البرهان القاطع في إثبات الصانع» لمحمد بن إبراهيم الوزير.

«إيثار الحق على الخلق» .

«القول المفيد في أدلة التوحيد» للشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي.

«العلم الشامخ»لصالح بن مهدي المقبلي .

ومؤلفه ليس سنيًّا على طريقة السلف، فهو ..، وتارة ينصر كلام المعتزلة، وأخرى الأشعرية، وأخرى أهل السنة.

وقال الشوكاني: إنه في استدلاله بالأحاديثِ على طريق الفقهاء يعتمد الشهرةَ.
اهـ كلام والدي رحمه الله .

(31) دُرَرٌ مِنَ النَّصَائِحِ


                    الاعتبار بالأحداثِ المشاهَدة في هذه الأزمنة

                والسعيدُ من اعتبرَ بغيرِه،لا منِ اعتبرَ بنفسه.

قال والدي الشيخ مقبل رحمه الله في «المخرج من الفتنة»:وما من أمة تركت ما جاء به نبيُّها إلا ابتليت بالذُّل والعار، وابتليتْ بالخراب والدَّمار ، ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (١١٢) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (١١٣)﴾ [النحل : ١١٢ -131 ] ، ﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (١٦) ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (١٧)﴾ إلى أن قال سبحانه: ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ [سبأ: ١٥ - ١٩] ، وكم قصَّ الله علينا من أحوال الأممِ الماضية المعرضة عن الله ؟!

 بل كم رأينا من الحوادثِ المشاهَدة التي فيها عبرة للمعتبرين ؟!

 أو ليس من العبر أن خلت ديارُنا(**)وخرجنا منها أذلةً تاركين كلَّ غالٍ ورخيص، كلُّ ذلك بسبب ذنوبنا كما يقول العليُّ الأعلى : ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾[الشورى : ٣٠].

كنَّا لا نأمر بمعروف ولا ننهى عن منكر متناسين قول الله سبحانه وتعالى : ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ِ﴾ [الأنفال : ٢٥] ،  وقوله تعالى : ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (٧٨) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (٧٩)﴾[المائدة: ٧٨-٧٩].

كان الطيب منا يقول نفسي نفسي ،ولو طُلِبت منه شهادةٌ  لكتمها متناسيًا قولَ الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء :١٣٥] .

وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة :٨ ]وقوله: ﴿وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾[البقرة :٢٨٣].

ولنا أعمالٌ غير ذلك الله يعلمها.

ولا ينبغي أن ننسَى الرشوةَ التي هي من أعظم الأسباب المنفرة عن شرع الله .

وبعد هذه المصائب التي لاقيناها لا أدري هل اعتبر معتبرٌ، وهل تذكَّر متذكرٌ ؟

أم صِرنا كما يقول الله سبحانه وتعالى : ﴿وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا﴾[الإسراء : ٦٠] .

وهكذا المعتبرون قليل والغفلة غالبة على كثير من الناس ، قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (٤٢) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٤٣) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (٤٤) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٥)﴾ [الأنعام :٤٢- ٤٥].اهـ



(**)علق والدي في حاشية المخرج من الفتنة ،وقال:ذلكم يوم الصراع بين الجمهورية والملكية.

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

(20) (التَّذْكِيْرُ بِسِيْرَةِ سَيِّدِ البَشَرِ)


اختصارُ درسِ (الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم /28)



*غزوة تبوك: ويقال لها: غزوة العسرة، وكانت في شهر رجب سنة تسع، وهي آخر غزوات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

*ذهب جمهور العلماء إلى جواز القتال في الأشهر الحُرُمِ ،وأن النهي عن القتال في الأشهر الحرم منسوخ لقوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً﴾ [التوبة: 36]،والاستدلالُ بهذه الآية بعيد لأن المرادَ في غير الأشهر الحرم. وأما كون غزوة تبوك كانت في شهر رجب فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يغزُ حتى بلغه أن الروم يجمعون له جموعًا وهذا كان سبب غزوة تبوك، فالقتال في الأشهر الحرم باقٍ على حرمته.

قال ابن القيم رحمه الله في «زاد المعاد» (3/301): وَلَا خِلَافَ فِي جَوَازِ الْقِتَالِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ إِذَا بَدَأَ الْعَدُوُّ، إِنَّمَا الْخِلَافُ أَنْ يُقَاتَلَ فِيهِ ابْتِدَاءً. اهـ.

والأشهر الحُرُم: ذو القَعدة، وذو الحِجَّة، وشهر الله المحرم، ورجب.

*ندب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسلمين للخروج وكان لا يريد غزوة إلا ورَّى بغيرها، إلا هذه الغزوة فقد صرح لهم بها. ليتأهبوا، لشدة عدوهم وكثرته وكان في وقت حر شديد والسفر بعيد، وذلك حين طابت الثمار، وكان ذلك في سنةٍ مجدبة.

*جهَّز جيشَ غزوةِ تبوك عثمانُ بن عفان وأنفق مالًا جزيلًا،وهذا من مناقبه رضي الله عنه.

* عدد المسلمين في غزوة تبوك: ثلاثون ألفًا على الأشهر، وهذا أكبر عدد شهد مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم القتال.

* الذين بقوا في المدينة من الرجال ولم يخرجوا في غزوة تبوك :

- مَن استخلفهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المدينة، وهو محمد بن مسلمة وقيل: سِبَاع بن عُرْفُطَة، واستخلف عليًّا استخلافًا خاصًّا على أهله وذريته.

-المعذورون من الضعفة، ومن لم يجد له ما يحمله من النفقة، وهم معذرون لهم الأجر.

-منافقون تخلفوا كفرًا وعنادًا وكانوا نحو الثمانين وعلى رأسهم عبد الله بن أُبَي بن سلول.

- بعضُ من زلَّ مثل: مُرَارَة بن الربيع، وكعب بن مالك، وهلال بن أمية ثم تاب اللهُ عليهم بعد قدومه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخمسين ليلة. وكان قد تخلَّف أبو خيثمة أيضًا، لكنه أدركته رحمة الله فلحقهم.

*مرَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحابتُه رضي الله عنهم بالحِجْر -وهي ديار ثمود-. فأمرهم أن لا يدخلوها إلا باكين.

- وفيه النهي عن دخول مساكن الظالمين الذين أنزل الله عليهم العقوبة إلا للعبرة والاتعاظ، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِ الحِجْرِ: «لاَ تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلاَءِ المُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ». رواه البخاري (4420) ومسلم (2980) عَنِ ابْنِ عُمَرَ.

*بعض معجزاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك، من البركة في تكثير الطعام والماء وغير ذلك.

* ولما انتهى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى هناك لم يلقَ غزوًا، ورأى أن ذلك يشقُّ عليهم، فعزمَ على الرجوع، وصالح يُحنَّة بن رؤبة صاحب أيلة ،وأُكيدر دومة وكانا نصرانِيَّيْنِ.

-وهذا فيه دليلٌ على مصالحة الإمام للكفار إذا رأى مصلحة للإسلام والمسلمين ويجري لهم الأمان، ولا يُعدُّ هذا من موالاة الكفار.

*أمر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند رجوعهم في شهر رمضان بهدم مسجد الضرار فهدمها مالكُ بن الدخشم. وهذا يفيد هدم أماكن الضرار التي وُضعت للتفريق والعناد، ونزل أغلب سورة التوبة في غزوة تبوك، وكشف الله فيها فضائح المنافقين.

أعاذنا اللهُ وإياكم من النفاق .

(1)سنينٌ من حياتي مع والديْ وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله


-كنتُ في بدء حضوري لدروسِه العامة التي يقيمُهَا في مسجدِ الرجال أقَيِّدُ الفوائدَ فإذا عاد إلينا قرأتها عليه .
فيقولُ : ماشاء الله ،فوائد تُشَدُّ لها الرحال.
مع أني لم أفعل شيئًا سوى كتابتها في الدرس ،لكن هذا من تشجيعه رحمه الله .
-ليس من عادتِه رحمه الله التشجيع بالمال ليعَوِّد الطالب نفسه على حُسْنِ النية ،غير مرةٍ واحدةٍ ألقيتُ أوَّل كلمةٍ مع نحو ستِّ نساء من العوام فسُرَّ بذلك وأعطاني مفتاحه ،وقال :خُذِي لك كذا .
-أي سؤالٍ واستفسار يكونُ عندنا يلبِّي الطلب ،ولو كان مشغولًا بعباراتٍ سهلة سَلِسَة الفهم .من أمثلة ذلك :
في مسألة الإشارة بدون تحريك السبابة في التشهد هذا ترجيح والدي ،فقلت له :بعضُهم يقول:الإشارة لا تنافي التحريك .فقال: إذا قلتُ لك هذا الكتاب وأشار بالمسبحة إليه ،هل أنا أقول هكذا.- يعني هل يشير إلى الكتاب مع تحريك الإصبع .
-سألني رحمه الله عن قوله تعالى:﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾جاء في روايةٍ أن الصحابة قالوا أينا لم يظلم نفسه؟فنزلت هذه الآية  .وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ألم تسمعوا إلى قول لقمان ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾فقال: كيف الجمع بينهما؟فقلتُ له:«يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ نُزُولُهَا وَقَعَ فِي الْحَالِ فَتَلَاهَا عَلَيْهِمْ ثُمَّ نَبَّهَهُمْ فَتَلْتَئِمُ الرِّوَايَتَانِ» كما قال الحافظ.
فقال: لله درُّكِ .
-اختلفت أنا وبنت ونحن صغار في السورة التي قرأ بها الإمام في صلاة الفجر ،وكل واحدة منا أصرت على  ما تقول فدخل والدي البيت بعد شروق الشمس وأنا في انتظاره شبه حزينة فمجرد أن فتح الباب استقبلته وقلت له بعد السلام: يا أبت بأي شيء قرأ الإمام في صلاة الفجر فأطرق رأسه قليلا ،وقال: لا أذكر لكن أذهب وأسأل فخرج فورًا، ثم رجع وقال :يقول الإخوان قرأ بكذا .
-كنتُ أُسمِّع عنده سورة البقرة فلما بلغتُ الآيتين من آخر سورة البقرة قرأ معي ،فاستنكرتُ ذلك فقال:ما فيه شيء وقرأ معي حتى انتهينا .
-رأى والدي اهتمامي بالاستفسارات الفقهية فقال: أرجو أن تكوني فقيهة .
-لم يكن يُرغمنا على طلبِ العلم أبدًا ،تقولُ لي واحدة :هذا من حكمة الشيخ حتى لا تنفروا عن العلم.
-عند أن فَتَحَ والدي درسه في «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»عام 1413 تقديرًا ،كنا في أشدِّ الفرحِ والسرور ،وكان رحمه الله يقرأُ الطلاب عنده أحاديث الدرس بالأسانيد، وهم واقفون،فإذا رجع إلى منزلنا لا ينساني ،بل يأمرني أن أقرأَ عنده الأحاديث.
رحمَ الله والدي وأسكنه الفردوسَ الأعلى .

الاثنين، 26 ديسمبر 2016

(35) سِلْسَلَةُ المَسَائِلِ النِّسَائِيَّة



            ضرر المرأة السوء  على زوجها في الدنيا والآخرة


المرأة  من أكبر العون لزوجها  فإن كانت ذاتَ دين أعانته  على الخير ،وإن كانت امرأة سُوء أعانته على  الشرِّ .

فلهذا حثَّ الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم على اختيار ذاتِ الدين لأنها سعادة لزوجها في دينه ودنياه .

روى البخاري (5090) ،ومسلم (1466) عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « تُنْكَحُ المَرْأَةُ  لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ».

والمرأة  التي تعينُ زوجهَا في الدنيا على الفساد والباطل ومعاندة الحقِّ قد تكونُ أيضًا عونًا عليه في تعذيبه في الآخرة في نار جهنم .

قال تعالى في شأن أبي لهبٍ وامرأته : ﴿سَيَصْلى نارًا ذاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ .

قال الحافظ ابن كثير في «تفسير هذه السورة» :﴿سَيَصْلى نارًا ذاتَ لَهَبٍ﴾ أي :ذات لهب وشرر وَإِحْرَاقٍ شَدِيدٍ .﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾،كَانَتْ زَوْجَتُهُ مِنْ سَادَاتِ نِسَاءِ قُرَيْشٍ وَهِيَ أُمُّ جَمِيلٍ، وَاسْمُهَا أَرْوَى بِنْتُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَهِيَ أُخْتُ أَبِي سُفْيَانَ وَكَانَتْ عَوْنًا لِزَوْجِهَا عَلَى كُفْرِهِ وَجُحُودِهِ وَعِنَادِهِ.

فَلِهَذَا تَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَوْنًا عَلَيْهِ فِي عَذَابِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، ولهذا قال تعالى: ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ يَعْنِي تَحْمِلُ الْحَطَبَ فَتُلْقِي عَلَى زَوْجِهَا لِيَزْدَادَ عَلَى مَا هُوَ فِيهِ، وَهِيَ مُهَيَّأَةٌ لِذَلِكَ مُسْتَعِدَّةٌ لَهُ .اهـ

وهذا  يفيد :أهمية اختيار صاحبة الدِّين والتقوى ،لتكونَ عونًا لزوجها على البرِّ والتقوى .

التخويف من التساهل في اختيار المرأة  لأنها قد تكونُ بلاءً  وشقاوةً على زوجها في الأُولى والأُخرى.

(17)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « تَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَةِ لَهَا عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ وَلِسَانٌ يَنْطِقُ، يَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ، بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَبِكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَبِالمُصَوِّرِينَ »رواه الترمذي(2574).

[هذا حديثٌ صحيحٌ ،ورجاله ثقات .الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين].

----------------------

في هذا الحديث من الفوائد:

1-الترهيب من هذه الثلاثة الأعمال ،وأنها من الكبائر وهي:

-التحذير من الكبر والتمرُّدِ  على الحق .

-خطر الشرك بالله .

والشرك بالله أعظم الذنوب ،ومن لقي اللهَ مشركًا كان خالدًا مخلدًا في النار.

-عِظَمُ ذنبِ تصوير ذوات الأرواح ،سواء كانتِ الصورة لها ظلٌّ ،أو ليس لها ظل .

لأن هذا الدليل وما في معناه يُفيدُ العموم .

وليس ميزان الحقَّ والصواب ما عليه حال الناس ،ميزان الأقوال والأفعال الدليل قال تعالى :﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾[ الأعراف:3].



2-الإيمان بخروج عنق من النار بهذه الأوصاف  وأنه يتكلم بكلامٍ حقيقي أنه موكَّل بهؤلاء الثلاثة .

قال القاري في «مرقاة المفاتيح»(7/2855): الظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْعُنُقِ الْجِيدُ عَلَى مَا هُوَ الْمَعْرُوفُ فِي اللُّغَةِ إِذْ لَا صَارِفَ عَنْ ظَاهِرِهِ فَهُوَ مُؤَنَّثٌ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ تَخْرُجُ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ عَلَى هَيْئَةِ الرَّقَبَةِ الطَّوِيلَةِ لَهَا (عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ، وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ) .اهـ المراد.

3-فضيحة هؤلاء الثلاثة على رؤوس الأشهاد إذ يخرج لهم عنق من النار فيتكلم أن الله وكَّلَهُ بهؤلاء الثلاثة ثم يختطفهُم ويُرمَى بهم في النار .

نسألُ الله السِّترَ في الدنيا والآخرة ،ونعوذُ بالله من موجبات غضبه وعقابه.

الأحد، 25 ديسمبر 2016

(119) مِنْ مَرْوِيَّاتِيْ عَنْ وَالِدِيْ العَلَّامَةِ الرَّبَّانِيْ مُقْبِل بنِ هَادِيْ الوَادِعِيْ رَحِمَهُ الله




                              علاج المرض النفسي

أحسنُ علاجٍ للمرض النفسي :

-الاهتمام بالقرآن والذكر .

-عدم المبالاة فيعلِّق نفسه بالله، وربما يعطونه علاجًا ويضعف أعصابَه.

-هناك امرأة طبيبة استفتتها  امرأةٌ عن حالةٍ لها ، فقالت:

تحرصين على الاختلاط بالناس فلا تجلسي وحدك.